الخبراء يحذرون من أساليب إغراء اليافعين والشباب للإقبال عليه .. المركز الاستشفائي الإقليمي الزموري بالقنيطرة ينظم حملة للتحسيس بمخاطر التدخين وأضراره

 

خلّد العالم ومعه المغرب فعاليات اليوم العالمي لمكافحة التدخين، الذي يشكل حدثا مهما للتحسيس والتوعية بمخاط انتشار هاته الآفة التي تتسع رقعتها يوما عن يوم، خاصة في صفوف اليافعين والشباب، الذين يقبلون على تدخين منتجات التبغ والنيكوتين بأشكال و صيغ مختلفة، وما يشجعهم على ذلك أساليب الإغراء المختلفة التي تمارسها الدعاية لهذه المنتجات الضارة، مما جعل منظمة الصحة العالمية تخلد هذا اليوم خلال السنة الجارية باختيار شعار يتأسس على كشف أساليب شركات صناعة التبغ في إغراء الشباب.
المركز الاستشفائي الإقليمي الزموري بالقنيطرة وانخراطا منه في هذه المبادرة العالمية، نظم يوم السبت الأخير فعاليات النسخة الأولى من الأبواب المفتوحة تحت شعار «منتجات التبغ والنيكوتين: لنفضح أساليب الإغراء التي تستخدمها صناعة التبغ»، منفتحا بذلك على محيطه، حيث استقبل العديد من الأسر والفاعلين الجمعويين ورواد هيئات مدنية من اليافعين والشباب من أجل تحسيسهم بأضرار التدخين، والإدمان على كافة مكونات التبغ، إلى جانب التعريف بالخدمات العلاجية التي تقدمها هذه المؤسسة الصحية.
وتعليقا على الموضوع، أكد البروفيسور ياسين الحفياني، مدير المركز الاستشفائي الإقليمي الزموري في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي»، على أن التدخين المباشر منه بالأساس والقسري الذي يسمى بالغير الإرادي كذلك، والذي يفرض على محيط المدخنين في مؤسسات العمل والمرافق العامة وغيرها، سواء تعلق الأمر بالسجائر «العادية» أو الإلكترونية أو النرجيلة كذلك المعروفة بـ «الشيشة»، يعتبر آفة خطيرة مضرة بالصحة الفردية والجماعية، مشددا على أن تعاطي التبغ يعتبر من العوامل الأساسية للإصابة بأمراض مزمنة وأخرى خطيرة كالسرطان، أتعلق الأمر بسرطان الرئة أو الحنجرة أو غيرهما. وشدد البروفيسور حفياني على أن التدخين الذي يغري الفئات الشابة أساسا، من الجنسين معا، من أجل الإقبال عليه بفعل عملية التسويق الدعائية التي تدغدغ «المشاعر»، يؤدي إلى عواقب صحية جد صعبة، والأمراض التي تترتب عنه تطال مجموعة من أعضاء الجسم ووظائفه الحيوية، على مستوى القلب وكذا التسبب في السكتة القلبية، إذ يفارق الحياة ملايين الأشخاص في السنة عبر العالم.
وأوضح مدير المركز الاستشفائي الإقليمي الزموري بالقنيطرة في تصريحه للجريدة بأن التحسيس والتوعية بخطورة هذه الآفة يجب أن يستمرا على مدار السنة وأن تتكتل الجهود لحماية صحة اليافعين والشباب، وتفادي العديد من الانتكاسات الخطيرة. وأكد البروفيسور الحفياني أن المركز الاستشفائي بأطره المختلفة قرر القيام بهذه المبادرة التواصلية التي ستتلوها محطات أخرى تنصب كلها في خدمة الصحة العامة وتعزيز الوقاية والتشجيع على النمط الصحي السليم للتخفيف من الثقل الصحي والعبء المالي للأمراض خاصة منها المزمنة، مشددا على أن هذا العمل يندرج ضمن برنامج عمل والسياسة التي تسطرها وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، التي تهدف إلى تطوير أساليب التحسيس والتوعية بأهمية الوقاية لتحقيق عدالة مجالية وحكامة صحية على مستوى سائر جغرافية تراب المملكة ولكافة الفئات العمرية والشرائح الاجتماعية.
من جهته، أبرز عبد المومن رضوان، المندوب الإقليمي لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية بالقنيطرة، بأن التظاهرة تأتي في سياق انفتاح المنظومة الصحية على محيطها وعلى مكونات المجتمع المدني والساكنة بشكل خاص، للتعريف بالخدمات التي يوفرها المركز الاستشفائي للمدينة، وكذا البرامج الصحية المختلفة التي تقدمها شبكة المراكز الصحية بالإقليم.
وعرف هذا اللقاء المفتوح الذي احتضن المركز الاستشفائي الإقليمي الزموري فعالياته، إعلانه مؤسسة صحية بدون تدخين، حيث وبنفس المناسبة تناول الكلمة يونس الصباري رئيس المجلس العلمي المحلي لإقليم القنيطرة، الذي شدد بدوره على أن ظاهرة التدخين تشكل تهديدا كبيرا للأمن الصحي للإنسان، وهو ما يجب الانتباه إليه والعمل على مكافحة هذه الآفة الخطيرة لأنها تدخل في نطاق حفظ النفس الذي أوصى به الدين الإسلامي.
هذا وقد تخلل فقرات برنامج الأبواب المفتوحة عددا من الأنشطة التوعوية، ضمنها عرض حول آثار منتجات التبغ وأهمية الوقاية منها، إضافة إلى توقيع التزام «شكلي» لكن بأبعاد توعوية «يتعهد» فيه الآباء بحماية أبنائهم من التدخين، وغيرها من الفقرات الأخرى المتنوعة التي تصب في نفس الهدف.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 03/06/2025