الخبرة والمهارة سلاح أسود الأطلس في المونديال

يعيش المنتخب الوطني المغربي مغامرة جديدة في كأس العالم للمرة الثانية على التوالي عقب نسخة 2018، والسادسة في مشوار «أسود الأطلس» في تاريخ المونديال.
فقبل 4 سنوات، قدم المنتخب المغربي مشاركة مبهرة على مستوى الأداء في بطولة كأس العالم 2018 في روسيا، لكنه ودع البطولة من الدور الأول بنقطة واحدة من المباريات الثلاث التي خاضها في مجموعته.
ورغم هذا، ترك المنتخب المغربي انطباعاً مميزاً في هذه البطولة خاصة مع مباراته الأخيرة في المجموعة، والتي كان الأقرب للفوز فيها على المنتخب الإسباني العريق، ولكن الأخير انتزع التعادل 2 – 2 في الوقت بدل الضائع للمباراة.
ويستعد المنتخب المغربي حالياً لخوض غمار المونديال من خلال نسخة 2022، ويسعى خلالها للظهور بشكل مغاير اعتمادا على اكتساب عدد كبير من لاعبيه لخبرة البطولة العالمية، إضافة إلى المسيرة المميزة للفريق في التصفيات الإفريقية المؤهلة لمونديال 2022.
وكانت أفضل مشاركة للعناصر الوطنية على الإطلاق كانت في نسخة 1986 بالمكسيك، عندما اجتاز رفاق الحارس الدولي بادو الزاكي الدور الأول (دور المجموعات) للبطولة، دون أي هزيمة، حيث تصدر المجموعة التي ضمت وقتها منتخبات إنجلترا وبولندا والبرتغال.
ولم يودع المنتخب المغربي نسخة 1986 إلا بالخسارة بهدف سجله لوثار ماتيوس للمنتخب الألماني في شباك الفريق المغربي في الدقيقة 88 من المباراة.
وبخلاف هذا، كان الخروج من الدور الأول (دور المجموعات) هو مصير الفريق في 4 مشاركات أخرى سابقة بالمونديال.
ولكن المنتخب المغربي الحالي يمتلك الفرصة لتكرار ما حققه في 1986، خاصة وأن الفريق قدم مسيرة متميزة للغاية في التصفيات الإفريقية المؤهلة للمونديال، إذ حقق العلامة الكاملة (الفوز في جميع المباريات الست) بمجموعته في الدور الثاني من التصفيات ثم تعادل 1 – 1 مع منتخب الكونغو الديمقراطية في عقر داره ذهاباً خلال الدور النهائي الحاسم، قبل أن يفوز عليه 4 – 1 إياباً في المغرب خلال مارس الماضي.
وعاند الحظ المنتخب المغربي في كأس أمم إفريقيا مطلع العام الحالي، ليخرج من دور الثمانية بالهزيمة أمام نظيره المصري في الوقت الإضافي، لكن الفريق استعاد اتزانه سريعا وحسم بعدها بأسابيع بطاقة تأهله للمونديال.
ورغم نجاح المدرب البوسني الشهير وحيد خليلوزيتش في قيادة الفريق إلى مونديال 2022، لم يتردد مسؤولو االجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في استبداله بالمدرب وليد الركراكي في غشت الماضي، بسبب بعض الاختلافات في وجهات النظر، ومنها عدم استعانته باللاعب حكيم زياش نجم تشيلسي.
وسبق للركراكي (47 عاماً) العمل مدربا مساعدا بالمنتخب المغربي قبل سنوات، لكن خبرته التدريبية تظل مكتسبة من تدريب الأندية منذ 2014 حتى رحيله عن تدريب الوداد البيضاوي بنهاية الموسم الماضي.
ويعول الركراكي على مجموعة من اللاعبين المميزين المحترفين، ومعظمهم بالأندية الأوروبية، فضلا عن توفرهم على إمكانيات فنية وخططية عالية، لكن المشكلة الحقيقية التي قد تواجه الفريق هي عدم انتظام البعض منهم في التشكيلة الأساسية لفرقهم خلال الفترة الماضية.
كما يعول الركراكي كثيراً على المهارة والخبرة المونديالية التي اكتسبها عدد كبير من اللاعبين خلال مشاركتهم في نسخة 2018 في روسيا مثل بونو وحكيمي وسايس وأمرابط وزياش ويوسف النصيري.


بتاريخ : 23/11/2022