الخزي والعار لتجار الأزمات

لا يختلف اثنان على أن النساء والأطفال هم ضحايا الكوارث دائما، رغم التجاهل الحقيقي لحجم معاناة النساء والأطفال أكثر من الرجال، وهذا ما تؤكده جل البحوث والدراسات بخصوص الظواهر  المناخية والكوارث الطبيعية وتبعاتها، فهم وهن اليوم أكثر عرضة للتأثير المروع للزلزال الرهيب الذي ضرب مناطق الحوز وشيشاوة وتارودانت وورزازات وأزيلال .
وفي الوقت الذي يقف العالم مشدوها أمام قوة وحجم التضامن الوطني والتلاحم الملكي مع ضحايا الزلزال، وكيف قدم المغاربة درسا إنسانيا نبيلا من كل الفئات والطبقات مجندين للمساهمة في التخفيف من آثار المأساة وتقديم يد المساعدة بكل الأشكال والطرق في مشهد إنساني سام لم يشهد له مثيل، مشهد مفعم بكل مشاعر الصدق والعفوية والجود والتكاتف والتآزر الذي يميزنا كمغاربة متشبعين بقيم تمغربيت الأصيلة والتي تجمعنا وتوحدنا بمختلف لغاتنا وطبقاتنا وألواننا وأطيافنا.
لكن، وككل أزمة أو كارثة، يظهر فيها المعدن النفيس للبعض ويطفو إلى السطح البعض البخيس، فأما النفيس فيبقى نفيسا مهما علاه التراب وأما الخسيس الرخيص فلن يخفى علينا ولن تخطئه عيوننا بل وستلمحه بصائرنا مهما اندس وحاول إخفاء حقيقته المقيتة، والتي رصدتها مواقع التواصل الاجتماعي عبر مشاهد وصور ومقاطع فيديو لاستغلال الأطفال ضحايا الزلزال أبطالها بعض ما يطلق عليهم بالمؤثرين من رواد «البوز» وممن وثقوا لحظات تقديمهم للمساعدات بالصوت والصورة، وذلك بهدف رفع نسب المشاهدة وكسب تعاطف المغاربة والأجانب لاستدرار العطف ولرفع نسب الأرباح من عائدات تجارة المأساة، دون أي احترام لأعراف المنطقة ولا لخصوصية الأفراد خاصة الأطفال والنساء. هذا بالإضافة إلى محتوى بعض التدوينات الحاطة من كرامة النساء والأطفال والقاصرات واستغلال الكارثة وما ترتب عنها، ما يستدعي تدخلا عاجلا للنيابة العامة وتطبيق فصول القانون 14.27 المتعلق بمكافحة الاتجار في البشر لردع كل من تسول له نفسه استغلال وضعيات هشاشة نسائنا وبراءة أطفالنا بحيث تم تسجيل محاولات استغلال بعض الأطفال اليتامى للتبني بطرق غير قانونية بل وبعض محاولات الإيقاع بالقاصرات تحت يافطة الوعد بالزواج أو غيره عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ما يسائلنا جميعا حماية لنسائنا وأطفالنا ضحايا الزلزال من التحرش والعنف بكافة أشكاله، ومكافحة كل أشكال الاتجار بالبشر، وهي مخاطر حقيقية محدقة بهم وبهن أكثر من أي وقت مضى.
لهذا نهيب بالجميع ممن وثق لأي خرق أن يتصل بالرقم الأخضر الذي تم وضعه رهن إشارة العموم للتبليغ عن تجار وسماسرة الأزمات أو التبليغ عن الضحايا المحتملين للاتجار بالبشر. 0800004747.


الكاتب : إيمان الرازي

  

بتاريخ : 16/09/2023