تعرف منطقة لاجيروند بتراب عمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان في مدينة الدارالبيضاء، مجموعة من المشاهد المؤلمة التي يتابعها المارّة بكثير من الألم، ونفس الأمر بالنسبة للمواطنين الذين يقطنون بأزقة تعرف حضورا مستمرا لهذه الصور، كما هو الحال بالنسبة للحالة المتعلقة بشخص، تدل كل المؤشرات على أنه يعاني من مرض نفسي، الذي يتواجد لساعات طويلة بالقرب من خط السكة الحديدية المتواجد بشارع لاجيروند، والتابع للنفوذ الترابي لملحقة لاجيروند.
حالة إنسانية تكشف عن حجم فظاعة التجاهل الذي تلقاه مثل هذه الحالات، إذ في الوقت الذي يتابع فيه الجميع مشهد هذا الرجل بشكل يومي بكل أسى وألم، فإن السلطة المحلية على مستوى هذه الملحقة بكلّ مكوناتها، قد عجزت عن رؤية هذه الحالة، وتعذّر عليها سماع صوتها، وطالها «الشلل» الذي حال دون تدخلها لنلق هذا الشخص المريض نفسانيا، الذي تغزو جسمه الطفيليات التي فعلت فعلتها في جلده بكل أريحية، مفاقمة من وضعه الصحي النفسي والعضوي معا، إلى مؤسسة اجتماعية وصحية يجد فيها العناية والدفء والاهتمام.
هذا المشهد، ليس سوى حالة واحدة من بين حالات عديدة، تنتشر في تراب ملحقة لاجيروند بمقاطعة مرس السلطان، التي يؤكد حضورها على أن هناك الكثير من الاختلالات التي وجب معالجتها، ونحن في طريقنا لتنظيم كأس إفريقيا في مرحلة أولى، ثم مونديال 2030 في مرحلة ثانية، مع ما يعني ذلك من استقبال لعدد كبير جدا من السواح والأجانب، وليس فقط معالجة ما يتعلق بالبنية التحتية وإغفال هذا الجانب الإنساني، الذي يجعل كل متتبع لتفاصيله يحس بحالة «اختناق» لألم الصورة؟