الدارالبيضاء .. «أوراش مستمرة» تتسبب في اكتظاظ واختناقات مرورية بالجملة

رغم تشغيل الخطين الثالث والرابع من «الترامواي»

تشهد مدينة الدارالبيضاء اختناقا مروريا كبيرا تتواصل فصوله بحدّة، بالرغم من انطلاق العمل بخطي الترامواي الثالث والرابع، وهي الخطوة التي انتظرها الجميع بفارغ الصر بعد أشهر من التأخر والتعثر، وكان ينتظر الكثير من مستعملي الطريق منها أن تخفف نوعا ما من كثافة التنقل بتراب العاصمة الاقتصادية التي أصبحت شوارعها ممتلئة في كل وقت وحين، إذ لم يعد هناك زمنا معينا للذروة؟
أمنية لم تتحقق فعليا على أرض الواقع، وإن استقطب الخط الثالث والرابع معا فئة مهمة من الركاب، وذلك بسبب اتساع رقعة الأوراش التي تعرفها عدد من المناطق التي زادت من حدّة الاختناق المروري، كما هو الحال بالنسبة لشارعي الزرقطوني والمقاومة. هذان الشارعان كان يعتقد الكثيرون بأن ما يعرفانه من أشغال ستساهم في توسيعهما وفي تحقيق انسيابية مرورية أكبر، لكن تبيّن لاحقا على أن الأمر مختلف كلّيا. أشغال لا تتواجد بهذا الشريان المروري لوحدها بل يشهدها كذلك شارع موديبوكيتا عند «مدارة باشكو» التي عرفت قبل أشهر أشغال تهيئة وتوسعة شاملة، تسببت في عرقلة للسير وفي توتر كبير للسائقين لمدة ليست بالهيّنة، وفي الوقت الذي اعتقد فيه الجميع بأن هذا الوضع قد انتهى بعدما اكتست هذه النقطة حلّة جديدة، عادات الجرّافات والمعاول والعمال بعتادهم لمباشرة أشغال جديدة، متسببين في ضغط مروري رهيب يحاول رجال أمن المرور إيجاد منافذ له، كما وقع صباح أول أمس الاثنين، على سبيل المثال لا الحصر؟
وفي طريق مكة، وكذا بشارع الهاشمي الفيلالي المعروف بتسميته السابقة «تدارت»، وغيرها من الأحياء التي تأثرت حركة السير فيها خلال الأسابيع الأخيرة، تتسبب الأشغال، سواء المعلن عنها من خلال علامات تشوير، أو تلك التي تكون مفاجئة، في مزيد من الاختناق المروري مما يدفع بالعديد من السائقين وأمام طول أمد الانتظار إلى مخالفة قانون السير بمختلف الأشكال وبالتالي التسبب في حوادث، أو الدخول في مشاحنات ومواجهة في الحدّ الأدنى من تداعيات هذا الوضع؟
وإلى جانب شوارع المدينة يشهد الطريق السريع هو الآخر ضغطا كثيفا يصبح معه التنقل على مستوى هذا الشريان أثقل من سير السلحفاة، وهو ما تعكسه عدد من المخارج من سيدي مومن وعين السبع والحي المحمدي مرورا بدرب السلطان وعين الشق وغيرها من المسالك، التي لم تعد مستوعبة لكمّ المركبات المختلفة التي تتنقل عبرها، مما يجعل الكثيرين ينادون بضرورة اعتماد توقيت مرن للأشغال العمومية المختلفة، وبتدخل أكبر لأمن المرور قصد ضمان عدالة مرورية منصفة للجميع، لايتحمّل خلالها البعض ثقل الانتظار على حساب البعض الآخر، بسبب الأشغال أو أعطاب الإشارات الضوئية واستغلال مبدأ الأسبقية لليمين، الذي يتم «احتكاره» في عدد من الملتقيات والشوارع للاستمرار في السير دون توقف!


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 15/10/2024