الدارالبيضاء : المياه العادمة «تخنق» ساكنة سيدي معروف بدرب السلطان

ثلاثة أشهر كاملة مضت على ساكنة زنقة 57 وزنقة 14 المحاذيتين لشارع شعيب الدكالي قرب إقامة «هنديم» بسيدي معروف الخامس، والبالوعة المنفجرة لمياه الواد الحار ما زالت على حالها، ترسل روائح كريهة تخترق الجدران قبل الأنوف، وتجلب معها أسراب الحشرات، وتحول الحياة اليومية إلى جحيم لا يُطاق.
كل يوم يخرج السكان من منازلهم على وقع مجاري متدفقة تلوث الأزقة وتشوه صورة الحي، وكل ليلة يضطرون إلى إغلاق النوافذ هربا من غزو البعوض وروائح التعفن التي لا تفرق بين بيت صغير أو شقة فاخرة. ورغم توالي الشكايات التي وجهت إلى الشركة المفوض لها تدبير هذا القطاع، ورغم الاتصالات المتكررة التي قام بها السكان بشكل فردي وجماعي، لم يسجل أي تدخل فعلي يعيد الأمور إلى نصابها، وكأن لا أحد يسمع صرخات الحي، وكأن هذا الجزء من مدينة الدار البيضاء خارج الخريطة أو خارج الاهتمام.
«بصراحة، ولينا نحشمو نعيطو للضياف… الريحة كتخنق، والحشرات ولات كتدخل حتى للدار»، يقول أحد القاطنين بنبرة متذمرة. ويضيف جار آخر: «هداك الشارع ما بقى شارع، وما فهمناش علاش الشركة ساكتة». هكذا يعبر المواطنون كيف أن الوضع لا يطاق وهو الذي لا يهدد فقط راحة السكان، بل ينذر أيضا بمخاطر صحية بيئية واضحة، في غياب أي بوادر لحل قريب.
ويطرح المتضررون أسئلة حارقة عن مسؤولية الشركة وعن دور المقاطعة الجماعية والسلطات المحلية، وتطرح معها علامات استفهام كبرى حول من يضمن كرامة الساكنة حين تصبح البالوعات المنفجرة جزءا من يومياتهم؟ فهل ننتظر كارثة صحية ليتحرك المسؤولون؟ أم أن صمت الجهات المعنية يعني ببساطة « سيرو تدبرو روسكم»؟


الكاتب : مراسلة خاصة

  

بتاريخ : 26/05/2025