الدارالبيضاء تعيش صيفا بدون تنشيط فني أو ثقافي

ونحن في غمرة شمس الصيف الحارقة ، مازال مجلس مدينة الدارالبيضاء لم يسطر أي برنامج فني أوثقافي ، لتنشيط المدينة في هذه الفترة على غرار جميع المدن المغربية ، التأمت قبل عيد الأضحى اللجنة الثقافية والرياضية والاجتماعية ، وانتظر الجميع بأن تأتي ببرنامج موسع لتوفير الفرجة والأنشطة الرياضية والثقافية ، لكن ذهبت أشغالها لمناقشة المعايير المفروض اعتمادها لدعم الجمعيات حيث اكتمل اجتماعها بانسحاب نائب رئيسة مجلس مدينة الدارالبيضاء المفوض له قطاع الرياضة والثقافة ، بعد تشاحنات بينه وبين زملائه من الأغلبية المسيرة لشؤون جماعة الدارالبيضاء ، فيما قرر من تركه وراءهم إتمام الاجتماع والخروج بأقل الأضرار ووضع على الأ قل المعايير التي وجب اعتمادها لدعم الجمعيات ، دون التفكير في برنامج شامل لتنشيط المدينة خلال فترة الصيف كما هو معمول به في كل مدن العالم ، يوازي هذا الكسل الجماعي عدم قدرة المجلس على تدبير شواطئ المدينة من خلال خلق أنشطة يستفيد منها رواد البحر ، الذين يتركون لحالهم في مواجهة المستغلين الحقيقيين لهذه الشواطئ ،الذين يفرضون عليهم شروط كراء الكراسي والشمسيات وأسعار توقف السيارات ، إذ لم يسبق أن خلا صيف من تشكيات رواد الشواطئ من بعض هؤلاء إلى أن تتدخل السلطات .. الصيف هو مناسبة مواتية جدا لتسويق المدن علميا ، كلنا نتذكر خطاب الملك في أكتوبر 2013 داخل قبة البرلمان ، حين اعلن بأن المغرب يريد أن يصبح عاصمة للمال والأعمال يضاهي العواصم الدولية ، وأن يتحول إلى نقطة جذب للاستثمارات ، خطاب الملك لم يكن فقط تعبيرا عن توجه أو تمني بل مباشرة بعده نزل إلى الدارالبيضاء وأشرف على توقيع اتفاقيات تهم البرنامج التنموي لهذه المدينة حدد في 2015 إلى غاية 2020 ، وتم تخصيص أكثر من 3400 مليار سنتيم لتحقيق الهدف الذي حدده جلالة الملك ، وبالفعل شهدت الدارالبيضاء ”
ثورة ” على مستوى البنية التحتية ، على رأسها إحداث الطرامواي الذي أصبح يربط الأ حياء البعيدة بمركز المدينة ومنتجعاتها كما حضيت بحافلات في المستوى الذي يليق بالمواطنين وبصورتها كعاصمة إقتصادية ، وتم بناء واحد من أكبر المسارح على المستوى القاري وشيدت طرق إضافية وأنفاق لفك الضغط المروري وتمت إعادة تهيئة العديد من المناطق منها على الخصوص المحج الملكي والفيلودروم وساحل منطقة زناتة وغيره من المناطق ، وصاحب كل هذه الأشغال الكبرى الاهتمام بالشق الاجتماعي حيث شيدت عدة مراكز ومرافق تستجيب لهذا الشق المهم جدا ، كما خصصت ميزانية مهمة للدخول على عالم المدن الذكية وأخرى لتسويق المدينة في المنتديات الكبرى ، انتظرنا من المجالس أن تعمل على هذا الجانب من خلال تسطير برامج تعريفية لصورة المدينة في حلتها الجديد ، لكن هذه المجالس لم تتمكن من خلق مسببات التسويق ، فهي لم تستطع إلى حدود الآن خلق مهرجان دولي أو محلي قار يكون عنوانا للتلاقي والتفاعل أو أنشطة رياضية مجمعة لعيون العالم ، بل أكثر من هذا فهي خسرت مكاسب مهمة منها دوري الحسن الثاني للتنس بعدما تم إهمال مركب الأمل وتحويله لمجمع للمتلاشيات ، وفقدت المعرض الدولي للكتاب ولم تعوضه بأي تظاهرة جديدة ، واليوم نقف على بؤس اخر يتجسد في أبجديات التنشيط الفني والثقافي والرياضي ،بحيث لم يتم الإعلان عن أي شيء ونحن في منتصف شهر يوليوز، بل لم يتم التفكير حتى في الشباب واليافعين والأطفال ونحن في العطلة المدرسية ، فما الذي وفرناه لهذه الفئات ٫هل سنتركها تتسكع في الدروب فريسة لأي انحراف محتمل ؟ ، نعم هناك انشطة صيفية أعلنت عنها بعض المقاطعات كسيدي البرنوصي والحي المحمدي وسيدي عثمان والفداء والمعاريف وغيرها ، لكنها تبقى من اجتهاد هذه المقاطعات ، وتفتقد لخيط ناظم مع استراتيجية من تخطيط مجلس المدينة ، إذ من المفروض أن تكون للمدبرين رؤية واضحة في هذا الباب وأن تكون الأنشطة مكملة لبعضها البعض بين المقاطعات ، حتى يسود التنوع وتكون فسحة الاستفادة والفرجة لدى المواطن متمتعة برحابة أوسع ، وتخلق هذه المقاطعات هويات ثقافية خاصة بها تكون عنوانا لها لدى القاصي والداني ، وتدخل في جزئيات التسويق للمدينة الذي ينشده الجميع .


الكاتب : العربي رياض

  

بتاريخ : 13/07/2023