تقوم عدد من الشركات التي تعرض منتوجاتها في الأسواق التجارية لـ «مرجان» بين الفينة والأخرى بالإعلان عن إجراء مسابقات، عبارة عن «قرعة»، لاختيار فائزين للفوز بـ «هدايا» مختلفة، بعد اقتنائهم لمنتجاتها، وتحديد شروط وكيفيات المشاركة.
خطوة تشجع بعض المتبضّعين على اقتناء مواد ومنتوجات قد لا تكون أساسية بالنسبة لهم، لكن الرغبة في المشاركة في المسابقة قد تشكّل دافعا للبعض، في حين أنها بالنسبة للبعض الآخر تكون مجرد حافز إضافي، خاصة إذا ما اعتادوا على اقتناء هذا المنتوج أو ذاك. لكن الملاحظ أنه في مرات عديدة، تكون الصناديق المخصصة لجمع فواتير الشراء غائبة بشكل كلّي، هي والقائمين عليها من العاملين المكلّفين من طرف هذه الشركات، أو أن الصناديق تكون حاضرة والقائمين عليها غير متواجدين، مما يجعل المتبضّعين أمام وضع مثير للتساؤل عن جدّية الإعلان عن مسابقات دون الحرص على ضمان شروط «تنزيلها»، من حيث المبدأ لا من حيث الرغبة في الفوز؟
إحدى هذه الحالات، ما عرفه السوق التجاري لـ «مرجان كاليفورنيا»، حيث أعلنت شركة لأحد أنواع الجبن الدائري في أحد الأروقة عن فتحها باب المشاركة في مسابقة باقتناء منتوجها انطلاقا من 50 درهما، والدعوة للمشاركة فيها من خلال ممثلتها، لكن حين البحث عنها يتبين عدم تواجدها، وحتى حين يتم التواصل مع المستخدمة في مكتب الاستقبال والاتصال بها من خلال نداء عبر مكبر الصوت، وكذا بعد التواصل هاتفيا مع أحد المسؤولين في السوق، يتعذر الحصول على الجواب، وهو الوضع الذي تكرر طيلة الأسبوعين الفارطين!
وبات الإعلان عن تخفيضات «شكلية» ومسابقات «افتراضية» أمرا يقلق الكثير من المستهلكين، الذين يرون في مثل هذه الخطوات أمرا مشجعا على المزيد من الاستهلاك ليجدوا أنفسهم في نهاية المطاف أمام «فراغ أخلاقي» تسود فيه ثقافة الاستهلاك وتغيب فيه العديد من المعايير والقيم، إما عن سوء تقدير فردي أو بسبب نهج جماعي؟
الدارالبيضاء : «مسابقات» شكلية في «مرجان كاليفورنيا»
الكاتب : عادل الدكالي
بتاريخ : 14/11/2023