الكاتبة الوطنية للنساء الاتحاديات حنان رحاب: تضامننا مع المرأة الفلسطينية
إدانة واضحة لصمت المنتظم الدولي
تخليدا لليوم الأممي للمرأة، نظمت “منظمة النساء الاتحاديات”، مساء السبت تاسع مارس 2024 بالمركب الثقافي سيدي معروف في الدار البيضاء، فعالية تضامنية مع النساء الفلسطينيات، وقد اختارت نساء “الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية” تخصيص المرأة الفلسطينية بهذا التضامن في إطار الدعوات العالمية بالمناسبة لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، والتي تكشف الإحصائيات على الرقم المهول في عدد الضحايا من النساء والأطفال، واستمرارا كذلك لكل المبادرات التضامنية التي قامت بها “منظمة النساء الاتحاديات” أو كانت شريكة فيها لإثارة الاهتمام بمعاناة النساء أثناء الحروب، وبخاصة معاناة النساء في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وفي هذا الإطار أوضحت حنان رحاب، الكاتبة الوطنية “لمنظمة النساء الاتحاديات” أن هذا الشكل التضامني بأبعاده الرمزية يحمل رسالة إدانة واضحة لصمت المنتظم الدولي، وكيله بمكيالين في ما يخص التدخل الإنساني المطلوب لإنقاذ عموم الشعب الفلسطيني، وخاصة الغزيين والغزاويات أمام جريمة التجويع، التي فارق بسببها كثيرون الحياة، وبخاصة في أوساط الأطفال والنساء (خاصة الحوامل منهن)، وهي جريمة ضد الإنسانية توجب العقاب حسب القانون الدولي، كما تجسد سياسة العقاب الجماعي الذي تنهجه قوات الاحتلال في مواجهة الأبرياء من المدنيين.
كما ذكرت الكاتبة الوطنية للمنظمة، وعبر إحصائيات صادرة عن منظمات إنسانية تابعة للأمم المتحدة، بأن النساء إلى جانب الأطفال يبقين في مقدمة الضحايا من الشهداء والجرحى والمعطوبين والمشردين، وهي خاصية، تقول حنان رحاب، تتطابق مع ما يحصل في كافة مناطق النزاعات المسلحة، مضيفة “أن تكرار هذه الوقائع يجب أن يدفع كل المدافعات والمدافعين عن حقوق الإنسان للضغط من أجل تطوير آليات حماية النساء والأطفال والمسنين والأشخاص في وضعية إعاقة أثناء الحروب، مع إيقاع العقوبات المتناسبة ضد الدول التي تنتهك هذه الالتزامات، بالشكل الذي يقطع مع سياسة الإفلات من العقاب، كما نعاين في غزة”.
وأشارت رحاب إلى أن التضامن اليوم مع النساء الفلسطينيات ليس بمستغرب من طرف المغاربة ملكا ودولة وأحزابا ومجتمعا مدنيا، قائلة: “إن هذا التضامن اللامشروط يخضع لالتزامنا الوطني تجاه الشعب الفلسطيني، فقد اعتبر جلالة الملك أن بلادنا لا تفرق بين القضية الفلسطينية وبين قضية وحدتنا الترابية، وأن المغرب لن يفرط في الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حقه في دولته المستقلة وعاصمتها القدس، ولذلك فإن المغرب لا يشتغل بمنطق الابتزاز أو المزايدة أو الاستغلال، بل يوجهه منطق المبدأ”.
ولذلك، تضيف حنان رحاب: “أن هذا الموقف الملكي يذكرنا بصرخة الشهيد عمر بنجلون الذي اعتبر القضية الفلسطينية قضية وطنية”.
من جانبها دعت ليلى بوهو، عضو المجلس الوطني لمنظمة النساء الاتحاديات، إلى المزيد من التعبئة والتضامن مع القضية الفلسطينية بصفة عامة والمرأة الفلسطينية بشكل خاص، خاصة أن هذه الأخيرة كانت الضحية الأولى في محاولة لإنهاء القضية الفلسطينية التي تعد القضية رقم واحد للمغاربة بعد قضية الصحراء المغربية”.
وعرف هذا اللقاء التضامني مشاركة وازنة لوكالة بيت مال القدس الشريف عبر تنظيم رواق لعرض مجموعة من الإصدارات للتعريف بالخدمات التي تقدمها حماية للمقدسيين وللمسجد الأقصى تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس.
يشار إلى أن منظمة النساء الاتحاديات كانت قد طالبت، بمناسبة انعقاد مجلس الأممية الاشتراكية بمدريد يومي 24 و25 فبراير الأخير، باعتماد آليات أممية لحماية النساء والأطفال بغزة، كما رافعت، إلى جانب مجموعة من المنظمات النسائية الاشتراكية والتقدمية بالمناسبة نفسها، من أجل إعمال مقاربة النوع الاجتماعي في القانون الدولي الإنساني، الذي يعتبر مرجعية أساس بخصوص حقوق المدنيين/ات أثناء الحروب والنزاعات المسلحة.
كما أصدرت المنظمة إلى جانب منتدى المساواة والإنصاف ( القطاع النسائي لحزب التقدم والاشتراكية) بلاغا بمناسبة اليوم الأممي للنساء، نددا فيه بسياسة التقتيل اليومي للفلسطينيين على يد آلة العدوان الإسرائيلي المتسم بخرق كل الالتزامات والمواثيق الدولية، وطالبا بتحمل المنتظم الدولي لمسؤولياته في وقف حرب الإبادة والتطهير العرقي والتهجير القسري الممارسة في غزة.