شهدت مدينة الدار البيضاء، مساء السبت الماضي، واحدة من أكبر السهرات الغنائية المخصصة لفن العيطة، أحياها الفنان المغربي نسيم حداد بالساحة الكبرى للمركز التجاري «موروكو مول».
وقدم حداد عرضا استثنائيا أمام جمهور فاق 6000 متفرج، في ليلة وصفت بأنها من بين أضخم محطات فن العيطة، سواء من حيث التفاعل الجماهيري أو مستوى التنظيم المحترف.
ويأتي هذا الحفل ضمن جولة «Ayta World Tour»، التي أطلقها حداد بهدف إعادة تقديم التراث المغربي، وفي مقدمته فن العيطة، برؤية معاصرة تمزج بين الجماليات الصوتية والبعد الحضاري لهذا اللون الغنائي.
الحفل، الذي استقطب جمهورا متنوعا من داخل المغرب وخارجه، كان مرفوقا بأوركسترا موسيقية ضخمة، وعرض بصري متكامل، يعكس التصور الفني الجديد الذي يحمله حداد في تعامله مع فن العيطة، بعيدا عن التنميط .
ويعد نسيم حداد من الأسماء الفنية المغربية التي أثارت انتباه الجمهور والنقاد خلال السنوات الأخيرة، بفضل مشروعه الذي لا يقتصر على الأداء الغنائي، بل يمتد إلى التوثيق الموسوعي، والتنظير الفني، والعرض المسرحي المتكامل.
وقد عرف بقدرته على مخاطبة فئات من الجمهور لم تكن بالضرورة مرتبطة سابقا بالعيطة، وخاصة الجيل الجديد، الذي استطاع أن يتصالح مع هذا الفن من خلال رؤية حداد المبتكرة.
ويتميّز نسيم حداد بخلفية علمية لافتة، إذ يحمل دكتوراه في الفيزياء النووية، وسبق أن شارك في تجربة ATLAS داخل المركز الأوروبي للأبحاث النووية (CERN)، وصدرت له أكثر من 600 ورقة علمية منشورة في مجلات مرجعية. ورغم هذا المسار الأكاديمي البارز، اختار التفرغ لمشروعه الفني المرتبط بالهوية، والصوت، والذاكرة الجماعية.
وقد عرفت جولة «Ayta World Tour» نجاحا لافتا في عدد من المدن العالمية، حيث نظمت حفلات بيعت تذاكرها بالكامل، في كل من باريس، أمستردام، الرباط، الدار البيضاء وغيرها. كما نجحت بعض أعماله الأخيرة في الوصول إلى جمهور عربي واسع، وتصدرت منصات الاستماع الرقمية، رغم اعتمادها على اللهجة الأصلية والنفس التراثي المحلي.
وينتظر أن يصدر لحداد في شتنبر المقبل كتابه الجديد «موسوعة العيطة»، وهو عمل توثيقي وتحليلي يعالج هذا الفن المغربي من زاوية ثقافية ومعرفية، ويعدجزءا من مشروعه الأكبر الهادف إلى إعادة بناء العلاقة بين التراث المغربي وسياقه المعاصر
الدار البيضاء تحتضن أكبر عرض لفن العيطة من توقيع نسيم حداد

الكاتب : جلال كندالي
بتاريخ : 10/07/2025