تسابق الدبلوماسية المغربية الزمن من أجل الوصول إلى أربعة مواطنين مغاربة اختفوا في المنطقة ما بين «دوري» و «تيرا» التي تفصل بينهما مسافة تقدر بحوالي 104 كيلومترات، من المفترض أنه يتم قطعها خلال مدة تقدر بساعتين و 40 دقيقة في المعتاد، والتي تربط بوركينا فاسو بالنيجر. وبحسب مصادر «الاتحاد الاشتراكي» فإن الأمر يتعلق بثلاثة سائقين ومساعد كانوا يقودون ثلاث شاحنات في اتجاه نيامي بالنيجر لإيصال معدات كهربائية تتعلق بأحد المشاريع التي يشرف عليها مغاربة.
السائقون وهم عبد العزيز . س من مواليد سنة 1979، متزوج وله أربعة أطفال ولدين وابنتين، ورشيد . ب من مواليد 1976، متزوج وله أربعة أطفال 3 أبناء وابنة واحدة، ثم ياسين . ب من مواليد 1985 متزوج وله طفل، إضافة إلى المساعد محمد، كانوا في مهمة لنقل وإيصال الشحنة إلى المنطقة المذكورة، وبحسب المعلومات التي حصلت عليها «الاتحاد الاشتراكي» فقد غادروا المنطقة التي كانوا متواجدين فيها نحو «تيرا» في ساعة مبكرة من صباح يوم السبت الأخير 18 يناير، دون أن تكون برفقتهم دورية للجيش ترافقهم، خلافا لما هو معمول به في إطار البروتوكول الأمني، ثم انقطعت أخبارهم وأغلقت هواتفهم النقالة ، بعد مرورهم من منطقة أضحت تلقب بـ «المقبرة»، بفعل الأحداث الدموية التي شهدتها.
وأوضحت مصادر «الاتحاد الاشتراكي» أن المنطقة الملقبة بين مهنيي النقل بـ «المقبرة»، تنشط فيها خلايا إرهابية ومجموعات مسلحة، تقوم بقطع طرق الشاحنات، وقد سبق وأن تسببت في أعمال إجرامية ودموية غير ما مرّة، حيث شهدت قبل أيام قليلة وتحديدا في 11 يناير عملية إرهابية سقط على إثرها 18 جنديا إلى جانب عدد من المدنيين ضحايا، فضلا عن حوادث أخرى في دجنبر وقبل ذلك أيضا في سنة 2024.
وخلق حادث اختفاء السائقين والمساعد حالة قلق عارمة، علما بأن أحدهم كان في نفس المنطقة وعاد منها سالما قبل أيام، بعد أن عمل على تأمين نقل شحنة في نفس الإطار، وفقا لمصادر الجريدة، لكن واقعة السبت جعلت التوتر يعود إلى هذه الرقعة الجغرافية وامتد أثره إلى نفوس المهنيين، الذين عبّر بعضهم عن تخوفهم من مصير زملائهم، ودعوا السلطات المختصة إلى بذل كل الجهود لإنقاذ حياتهم وضمان إعادتهم إلى أرض الوطن وإلى حضن أسرهم سالمين.
وفي سياق ذي صلة، لم تستبعد مصادر الجريدة أن يكون ما يقع في هذه المنطقة له علاقة بالتواجد المغربي النشيط تجاريا واقتصاديا، وذلك سعيا من طرف جهة ما لاستغلال الجماعات الإرهابية وتوجيهها لاستهداف السائقين المغاربة، مؤكدة على أن هذا الحادث لن يكون له أي تأثير وبأن الحضور المغربي سيستمر مع توفير كل الضمانات الأمنية لحماية الأشخاص والبضائع التي يتم نقلها عبر الطرق البرية لتصل إلى وجهتها بشكل آمن.
هذا وقد تردد صباح أمس الاثنين في أوساط عدد من مهنيي النقل الطرقي البري، خبر تحديد مكان المواطنين الأربعة المختفين، في غياب تأكيد من السلطات المختصة، التي تجندت وعبأت إمكانياتها الدبلوماسية للوصول إلى السائقين والمساعد الرابع.
المغرب يسابق الزمن لاستعادة 4 سائقين مغاربة اختفوا بين بوركينا فاسو والنيجر
الكاتب : وحيد مبارك
بتاريخ : 21/01/2025