الدكتورة نادية الشافلي لـ «الاتحاد لاشتراكي»: هناك إصابات في صفوف أطفال ما بين 3 و 4 سنوات

 السل اللمفاوي يصيب الصغار والكبار وتعقيم الحليب ومشتقاته ضرورة للحماية من المرض

 

أكدت الدكتورة نادية الشافلي في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي» أن مرض السل ذو المنشأ الحيواني يواصل حضوره في المشهد الصحي مسجلا العديد من الإصابات، وبات حاضرا حتى في صفوف الصغار. وأوضحت الاختصاصية في مرض السل أن شرب حليب الأبقار غير المبستر ومشتقاته غير المعقّمة قد يؤدي إلى الإصابة بمرض السل اللمفاوي الذي يهاجم الغدد اللمفاوية للعنق تحديدا، إضافة إلى السل الهضمي، مشددة على ضرورة «غلي» الحليب قبل شربه، والقيام بحملات تحسيس وتوعية واسعة في صفوف أرباب «المحلبات» والأسر في هذا الصدد، لأن الحليب المستعمل في صناعة «الرايب» وإعداد الجبن وكذا اللبن لا يتم طهوه، شأنه في ذلك المستعمل في العصائر، وهو ما قد تنجم عنه حالات للإصابة بالسل الذي تكون مصدره الأبقار المريضة.
وأبرزت المتحدثة في تصريحها للجريدة على أن هناك حالات كثيرة للإصابة بالسل اللمفاوي في صفوف حتى الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم ثلاث أو أربع سنوات، والتي يتم تسجيلها على مدار السنة، بالنظر إلى أن نمط العيش قد اختلف بشكل كبير، فالكثير من الأشخاص لم يعودوا يتناولون وجبات الإفطار في المنزل ويقبلون على الوجبات الخفيفة في مختلف الفضاءات، ويشكّل الحليب غير المبستر أحد المواد الأساسية التي يتم بها إعداد مختلف المأكولات، وهو ما يؤدي إلى نقل العدوى. وأوضحت رئيسة فرع العصبة المغربية لمحاربة داء السل بالدارالبيضاء، أن الأبقار المريضة التي يتم حلبها تنقل البكتيريا عن طريق ثدائها عبر الحليب الذي يتعين تعقيمه، تفاديا للإصابة بالسل اللمفاوي أو بالسل الذي يطال الجهاز الهضمي.
ودعت الدكتورة الشافلي إلى قيام كل المتدخلين المتعددين إلى تعبئة جهودهم سواء تعلّق الأمر بمصالح وزارة الفلاحة أو الأطباء البياطرة، وكذا المصالح الجماعية التي تسلّم رخص فتح محلات البقالة وغيرها، ومكاتب حفظ الصحة التي يتعين عليها القيام بدورها المحوري في ارتباط بمختلف نقاط بيع الحليب ومشتقاته، من خلال التحسيس والتوعية، وهو ما يسري على مختلف وسائل الإعلام كذلك للتقليل من حدّة حضور السل اللمفاوي وانتشاره، مبرزة أن علاج المرض متوفر بالمجان لكنه يتطلب التحلي بطول النفس بالنظر لمدته وعدم الابتعاد عن الدواء في حال الشعور بتحسن، وإتمام مدة العلاج التي تمتد لستة أشهر كاملة غير منقوصة لتفادي عودته بشكل أقوى وأشدّ إذ يصبح مقاوما للأدوية. ونبّهت الاختصاصية في داء السل إلى أن المرض الذي يستمر في الحضور بكافة أنواعه تتداخل عدة عوامل مسببة في الإصابة به، والتي تتطلب تعبئة ويقظة دائمتين، واتباع سبل الوقاية والإجراءات الاحترازية من أجل تفادي العدوى التي تكثر خاصة في الفضاءات المغلقة.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 15/06/2022