الدكتور أمين الخدير لـ «الاتحاد الاشتراكي» : الصيام مفيد لمرضى القلب لكن هناك أشخاص يمكن للطبيب المعالج أن يوصي بإفطارهم حماية لهم

شدّد الدكتور أمين الخدير، الأخصائي في أمراض القلب والقسطرة، في اتصال مع «الاتحاد الاشتراكي»، على أن صيام شهر رمضان يعتبر آمنا للعديد من مرضى القلب الذين تكون وضعيتهم الصحية مستقرة، بل أن هذه الخطوة يمكن أن يكون لها فوائد صحية متعددة، مبرزا بأن هناك دراسات تشير إلى أن الصيام يمكن أن يقلل من مستويات الكوليسترول الضار والدهون الأخرى، بالإضافة إلى تقليل علامات الالتهاب في الدم.
وأوضح الدكتور أمين بأن مرضى القلب عليهم قبل حلول شهر رمضان زيارة الطبيب واستشارته لتقييم حالتهم الصحية وضبط مواعيد وجرعات الأدوية بما يتناسب مع أوقات الصيام والإفطار، مع ضرورة لالتزام بنظام غذائي صحي، لأنه يُنصح بتناول الأطعمة قليلة الدهون والملح، والإكثار من الخضراوات والفواكه، إذ يجب تجنب الأطعمة الغنية بالدهون والملح لتفادي ارتفاع ضغط الدم وزيادة العبء على القلب. وأكد الخبير الطبي على أن من بين التوصيات التي يجب التقيد بها خلال الشهر الفضيل تقسيم الوجبات، إذ يُفضل تقسيم وجبة الإفطار إلى أجزاء صغيرة متعددة، تبدأ بكوب ماء مع تمر أو عصير، ثم حساء قليل الدهون والملح، يليه وجبات خفيفة ومتنوعة على مدار المساء، مع الإشارة إلى خطوة أساسية تتمثل في قياس ضغط الدم بانتظام خلال شهر رمضان للتأكد من استقرار القراءات وضبط العلاج عند الحاجة.
وبخصوص الأشخاص الذين يُنصح بأن يتجنبوا الصيام، فقد أشار الدكتور أمين في تصريحه للجريدة على أن الأمر يتعلق بالمرضى الذين يعانون من آلام متكررة في الصدر، ومن تعرضوا لذبحة صدرية حادة حديثة، أي أقل من سنة من حصولها، ونفس الأمر والمدة بالنسبة لمن قاموا بتوسيع الشريان التاجي بالقسطرة، إضافة إلى المريض الذي يكون في وضعية انتظار للخضوع لعملية القسطرة أو عملية جراحية على الشرايين التاجية. ونبّه المتحدث إلى أن تعليق الصيام يشمل كذلك حالات التضيق الشديد أو القصور الشديد في الصمامات، وفي حالة الاحتياج لأخذ جرعات متقاربة من الدواء، ونفس الأمر بالنسبة لحالات التهابات الصمامات الجرثومية، وعند الاضطرابات الخطيرة في نظم القلب، وبالنسبة أيضا لمريض الحمى الرّوماتيزمية النشطة إذا كان يعاني من أعراض مستعصية خلال الأسابيع الستة الأولى من عملية على العلاج، إضافة إلى المرأة الحامل المصابة باعتلال في صمامات القلب والمرضى الذين يعانون من قصور القلب ويحسون بالتعب الشديد وبضيق التنفس، فضلا عن المرضى الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم غير المسيطر عليه، أو وجود حالة استعجالية ارتفاع أو هبوط حاد، حيث أكد الاختصاصي في أمراض القلب والشرايين على أن هؤلاء المرضى يُنصح بأن يستشيروا الطبيب المعالج لتقييم حالتهم واتخاذ القرار المناسب بشأن الصيام.
وعلاقة بشهر رمضان الأبرك، أكد الدكتور الخدير على أن الصيام قد يؤدي إلى الجفاف، مما يؤثر على مستويات السكّر والأيونات في الدم وقد يُسبب عدم انتظام ضربات القلب، لذا يُنصح بشرب كميات كافية من السوائل بين الإفطار والسحور، مشيرا بخصوص النقطة المتعلقة بممارسة الرياضة إلى أنه يمكن لمرضى القلب ممارسة الرياضة الخفيفة بعد الإفطار، مثل المشي، مع مراعاة عدم الإجهاد ومتابعة الحالة الصحية. واختتم المتحدث تصريحه بالتأكيد على أن الصيام يُعتبر فرصة لتعزيز صحة القلب عند اتباع الإرشادات الطبية والتغذية المناسبة، ومع ذلك، يجب على كل مريض استشارة طبيبه الخاص لتحديد مدى تأثير الصيام على وضعيته الصحية.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 04/03/2025