الدكتور الطيب حمضي لـ «الاتحاد الاشتراكي»: لا يمكن لأي بلد أن يعتقد أنه قد غادرها وخرج من دائرتها في الوقت الحالي

نهاية الجائحة لا تعني القضاء على الفيروس الذي سيصبح متوطّنا وموسميا لاحقا بعد ارتفاع نسب المصابين والملقّحين

 

أكد الدكتور الطيب حمضي في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي» أن جميع جهات المغرب انتقلت خلال نهاية الأسبوع الفارط إلى المنطقة الخضراء، خلافا للأسبوع الذي سبقه، حيث كانت هناك مناطق مصنّفة وبائيا ضمن الخانة البرتقالية. وأوضح الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية أنه من المرتقب أن يتم الإعلان رسميا خلال الأسبوع الجاري عن نهاية موجة أوميكرون في المغرب، مشددا على أن هذا الأمر لا يعني بالضرورة نهاية الوباء وطيّ صفحة الجائحة.
وشدّد الخبير الصحي في تصريحه للجريدة على أن الفيروس لا يزال حاضرا وسيواصل إصابة الأشخاص وسيتسبب في إحالة مرضى على مصالح الإنعاش والعناية المركزة وقد يؤدي إلى تسجيل حالات للوفيات أيضا، مبرزا أن الجائحة ستبقى مستمرة في ظل عدم القدرة على التحكم في الوضع الوبائي وعدم معرفة ما الذي سيقع وقد يقع مع الفيروس. وأكد حمضي على أن نهاية الجائحة في مرحلة لاحقة ستعني المرور إلى مرحلة توطين الفيروس، أي أنه سيبقى حاضرا دون أن يتسبب في جائحة، وسيتم التحكم فيه حينها بسهولة دون أن يؤدي إلى اختلالات اجتماعية ومشاكل كالتي عاشها الجميع خلال موجاته السابقة.
وأبرز الباحث في السياسات والنظم الصحية أنه ما دامت الجائحة مستمرة في العالم فلا يمكن لأي بلد أن يعتقد أنه قد غادرها وخرج من دائرتها، مشيرا إلى أن الفيروس يمكن أن يتعرض لمزيد من المتحورات وقد يكون أحدها أكثر خطورة وانتشارا من أوميكرون، وهو احتمال يظل قائما وإن لم يكن قويا. وأوضح الدكتور حمضي أن هناك أملا كبيرا في نهاية الجائحة عبر العالم والمغرب طبعا، لكن تحقق هذا الأمر يتطلب تلقيح أكبر عدد ممكن من الأشخاص، أي ما يمثل نسبة 70 في المئة من ساكنة كل دولة من دول العالم، كما أنه مشروط كذلك بعدم ظهور أي متحور أكثر خطورة من أوميكرون.
واختتم حمضي تصريحه للجريدة بالتأكيد على أنه متى تم بلوغ نسبة التلقيح هاته وانعدم اكتشاف متحور جديد يتسم بالخطورة، آنذاك يمكن القول بأن الجائحة انتهت، لكن الفيروس سيظل حاضرا بطريقة وبائية متوطّنة وسيصبح موسميا كالزكام، وإن كانت درجة الوفاة التي يتسبب فيها هي أكبر، لأنها تتراوح ما بين 4 و 5 مرات مقابل ما تتسبب فيه الأنفلونزا. وأبرز الخبير الصحي أنه مع مرور السنوات وباكتساب المناعة عن طريق الإصابات واللقاحات أكثر فأكثر سيصبح كوفيد موسميا وأقل خطورة مما كان عليه في السابق.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 02/03/2022