السياسة الدوائية في المغرب مشهود لها بالتميز وضرورة القطع مع ممارسات غير شفافة لبعض المختبرات
أكد الدكتور حمزة كديرة، في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي»، أن المغرب مصنّف ضمن خانة «اليورو» على مستوى جودة الدواء، مشددا على أن تدبير السياسة الدوائية يتم بعقلانية الأمر الذي مكّن بلادنا من أن تواجه الجائحة الوبائية لفيروس كوفيد 19 بكل حكمة وأن تستطيع توفير الدواء الضروري، خلافا لما عرفته عدد من الدول التي افتقدت للأدوية المصنّعة من مادة «الباراسيتامول» و «الأموكسيسيلين» نموذجا، مضيفا في هذا الصدد بأن الانقطاعات في السوق الدوائية المغربية تبقى شبه عادية ولا تشكّل خطورة على صحة المغاربة.
وأبرز رئيس المجلس الوطني لهيئة صيادلة المغرب في تصريحه للجريدة بأن تقليص سعر الدواء شكّل رغبة جماعية لكل المتدخلين، وعلى رأسهم صيادلة الصيدليات أنفسهم، لأن فاتورة الدواء على مستوى مصاريف التغطية الصحية تشكّل 32 في المئة، كما أنها تشكّل عبئا ماليا على المواطنين، موضحا بأنه تم القيام بدراسة مقارناتية مع سبع الدول من ضمنها فرنسا وتركيا والسعودية، وبناء عليه تم تبنّي أقلّ سعر معتمد لكي يصرف به الدواء في المغرب. وأكد الدكتور حمزة أن هذا القرار كان من المفروض أن ترافقه تدابير مصاحبة لتحقيق نوع من التوازن وضمان استمرارية هذا القطاع ومهنييه، خاصة وأنه منذ اعتماد مرسوم 2014 وأسعار الأدوية في تراجع مستمر، لكن وبكل أسف لم يتم تحقيق كل التعهدات والالتزامات التي تم تقديمها في هذا الباب.
ونبّه الفاعل الصحي في تصريحه لـ «الاتحاد الاشتراكي» إلى أن هناك أدوية بالفعل باهظة ومكلّفة يجب مراجعتها، والتي تتعلق بعدد من أمراض السرطانات، مشيرا كذلك إلى ما وصفه بـ «ممارسات غير شفافة» لبعض المختبرات الأمر الذي أكد على أنه يجب تصحيحه، مضيفا بأن وزارة الصحة والحماية الاجتماعية ومديرية الأدوية يقومان بدور جدّ مهم في هذا الباب. وأوضح الدكتور كديرة بأن تخفيض الأثمنة لا يجب أن يؤدي بأي شكل من الأشكال إلى المساس بجودة الأدوية، مبرزا بأن المنظومة الدوائية في المغرب تحظى بالكثير من الاحترام وتقوم الصناعة المغربية بجهد كبير لتطويرها، وذلك لتوفير الدواء الجيد للمغاربة من جهة وكذلك للأشقاء في عدد من دول القارة الإفريقية من جهة ثانية، إذ أصبح الدواء المغربي ليس آلية للعلاج فحسب بل أضحى يرتدي زيّا دبلوماسيا كذلك.
ودعا الدكتور كديرة إلى الاهتمام بصيادلة الصيدليات الذين يقومون بدور جد مهم لصالح المواطن، ولخدمة الصحة العامة، ليبس بصرف الدواء فقط وإنما كذلك بتقديم النصح والتوعية وغيرها من الخطوات الأخرى، مشددا على أن هامش الربح لا يجب أن يبقى مقتصرا على البيع وإنما بناء على الخدمات المختلفة التي يتم القيام بها على أساس مسؤوليات وخدمات معينة داخل الصيدليات، من قبيل القيام باختبارات معينة والتلقيح ضد الأنفلونزا نموذجا وغير ذلك.
وفي سياق ذي صلة، أشاد رئيس الهيئة المجلس الوطني لهيئة الصيادلة بالأشواط التي تم قطعها على المستوى التشريعي في انتظار إخراج الوكالة الوطنية للأدوية إلى حيّز الوجود، مؤكدا على أن الدولة منحتها مكانة جد مهمة وصنّفتها ضمن خانة المؤسسات الاستراتيجية، معتبرا أن كل ما يقع اليوم هو بمثابة بناء جد إيجابي يصبّ في صالح القطاع والمنظومة الصحية، هاته الأخيرة التي اعتبرها المتحدث توجد في مرحلة مخاض جد إيجابي، مختتما تصريحه لـ «الاتحاد الاشتراكي» بالتأكيد على أن توفير الدواء لكل المغاربة هو مسؤولية كبيرة يسهر عليها ليل نهار الصيادلة مع الوزارة الوصية ومديرية الدواء وكل المتدخلين في المنظومة خدمة للصحة العامة.