الدكتور حمضي في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي»: الأرقام والنسب التي تعرفها الدارالبيضاء أخطر من المؤشرات الوطنية

الموجة الثالثة من الجائحة الوبائية تتطلب تكسير المنحنى الوبائي وليس تسطيحه

 

أكد الدكتور الطيب حمضي في تصريح خصّ به «الاتحاد الاشتراكي» أن الموجة الثالثة من الجائحة الوبائية التي من الممكن أن تعرفها أية دولة من دول العالم تتطلب تكسيرا للمنحنى الوبائي وليس تسطيحه خلافا للموجتين الأولى والثانية. وشدد الخبير الصحي في تصريح هاتفي خصّ به «الاتحاد الاشتراكي» على أن الموجة الثالثة في أوروبا تعتبر قاسية وتتميز بانتشار أكبر وسريع للسلالة البريطانية التي تتسبب في الوفيات بنسبة 64 في المئة أكثر من السلالات الكلاسيكية، دون إغفال وجود سلالات أخرى كالبرازيلية والجنوب إفريقية، وهو ما تطلب من هذه الدول مباشرة إجراءات وتدابير قوية وسريعة بنفس قوة وضراوة الفيروس وكيفية تنقل عدواه.
وأوضح الدكتور حمضي لـ «الاتحاد الاشتراكي»، أن تقييم الوضعية الوبائية يجب أن يمر من مقارنة وضعية اليوم بالأمس على المستوى الداخلي، وكذا مقارنتها بما تعرفه دول الجوار، وتشخيص التحديات والمخاطر والحلول الممكنة مستقبلا.  وأبرز الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية أنه إلى غاية نهاية شهر فبراير ومطلع شهر مارس تم في بلادنا تسجيل استقرار وبائي في الاتجاه الجيد على مستوى الإصابات والوفيات وكذا عدد الحالات المتواجدة بمصالح الإنعاش التي تراجعت بشكل كبير، حتى أن عددا من المصالح أضحت فارغة بشكل كلي من أي مريض مصاب بالفيروس، مشددا على أنه رغم تراجع عدد التحاليل المخبرية اليومية التي يتم القيام بها إلا أن كل المؤشرات ظلت توضح تراجعا للوباء، وهو ما كان يلمسه الأطباء من خلال الفحوصات والكشوفات اليومية التي يجرونها ومن خلال تعاملهم مع المرضى.
وأكد الخبير الصحي أن الوضعية التي تعيشها أوربا التي تعرف مرحلة متقدمة وبائيا مقارنة بما يعرفه المغرب، تسمح لبلادنا بمتابعة الوضع وتسطير التدابير والإجراءات الوقائية التي يجب القيام بها بالنظر إلى أن هناك مسافة زمنية تقدر بما بين 3 و 4 أسابيع، تجعلنا متأخرين عما تعرفه بلدان أخرى، الأمر الذي يتيح استقراء الوضعية الوبائية واتخاذ ما يلزم من تدابير، مشددا على أن أي وباء ينتشر في العالم يعرف موجات متعددة إلى حين الوصول إلى المناعة الجماعية الوحيدة الكفيلة بوقف انتشار الفيروس.
وشدّد الدكتور حمضي على أن التحديات المقبلة المرتبطة بالوضعية الوبائية في بلادنا يمكن التأكيد بأنه متحكم فيها إلى غاية اللحظة، مشيدا بالتراكم الإيجابي الذي حققته الحملة الوطنية للتلقيح، التي مكّنت من حماية المنظومة الصحية والأمنية والإدارية والتربوية، إلى جانب المواطنين الذين تبلغ أعمارهم من 60 سنة فما فوق، وفئة من الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة، وهو وضع يجب النظر إليه بعين الرضا، وفقا لتصريح الخبير الصحي، وإن لم يتم بلوغ المناعة الجماعية بعد، ولم يتم تلقيح كل المصابين بأمراض مزمنة والأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 45 سنة فما فوق من أجل حماية أكبر، الذين هم عرضة للفيروس وتبعاته، وهو ما يستوجب، بحسب الدكتور حمضي، الانتباه بشكل أكبر لأنه إذا انتشر الفيروس في ظل هذه الوضعية فإنه سيشكل خطرا علينا، خاصة مع المتغير البريطاني الذي يعرف حضورا في بلادنا، ومع باقي السلالات الأخرى التي ليس هناك ما يمنعها من ولوج دولة من الدول، مما يتطلب القيام بإجراءات استباقية وقوية كتلك التي قام بها المغرب خلال فترة رأس السنة الميلادية من أجل ضبط الوضعية الوبائية الأمر الذي كان له بالغ الأثر الإيجابي وهو ما سمح باستقرار الوضعية الوبائية بعد ذلك لأشهر.
ونبّه الدكتور حمضي إلى أن المدن الكبرى تعتبر محضن الأوبئة، التي تظهر فيها السلالات بكثرة لأن الفيروس ينتقل عبر النشاط الإنساني من شخص لآخر، مستعرضا ما تعرفه مدينة الدارالبيضاء في هذا الصدد، التي توجد فيها أكثر من 50 في المئة من الحالات الإيجابية ، وتصل فيها نسبة إيجابية المرض إلى 12 في المئة، مشددا على أن هذه الأرقام هي أخطر من المؤشرات الوطنية، لأنها تؤكد استمرار انتشار الفيروس وتتطلب تدابير وإجراءات قوية لمحاصرة العدوى والتقليص من منسوب انتشارها.


الكاتب :  وحيد مبارك

  

بتاريخ : 21/04/2021