الدكتور سعيد عفيف: البرنامج الوطني للتمنيع يمتاز بالنجاعة والتلقيح آلية حمائية

أمراض الأطفال: كلفة صحية ثقيلة وعبء كبير على الأسر والمجتمع

أكد الدكتور مولاي سعيد عفيف على أن أطباء الأطفال في القطاعين العام والخاص لا يدّخرون جهدا من أجل المساهمة في تطوير صحة الصغار الذين يرافقونهم منذ لحظة الولادة وعلى امتداد كافة مراحل نموهم إلى غاية الوصول إلى فترة الشباب، مشددا على أهمية برنامج التلقيح في تمنيعهم من المضاعفات التي قد تتسبب فيها مجموعة من الأمراض وعلى نجاعة اللقاحات التي مكّنت من القضاء على أخرى، كما هو الحال بالنسبة لشلل الأطفال، فضلا عن تجويد شروط العيش في علاقة بأمراض أخرى.
وأبرز رئيس الجمعية البيضاوية لأطباء الأطفال بالقطاع الخاص في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي» على هامش تنظيم الجمعية لندوة حول أهمية التلقيح بشراكة مع مجموعة من الجمعيات العالمة مساء أول أمس الثلاثاء 25 أبريل الجاري، أن البرنامج الوطني للتمنيع الذي يعتمده المغرب والذي يتميز بالدينامية يعتبر رائدا ومتطورا ويضاهي برامج التلقيح في كبريات الدول المتقدمة وهو ما يعكس إرادة سياسية قوية لأجل حماية الأطفال والحفاظ على صحتهم، إذ يتم توفير اللقاحات بشكل مجاني لجميع الفئات والشرائح الاجتماعية، مشيرا إلى أن باقي اللقاحات التذكيرية التي يتم منحها في القطاع الخاص تعزز من المناعة الممنوحة للصغار وتؤكد على نجاعة الشراكة بين القطاعين بالشكل الذي يسمح بضمان الحق الكامل في الصحة للأطفال ويحافظ على سلامتهم.
وأوضح الدكتور عفيف أن اللقاح ضد سرطان عنق الرحم الذي تم إدراجه ضمن البرنامج الوطني للتمنيع والذي تستفيد منه الطفلات المغربيات على جرعتين انطلاقا من سنة 11 سنة يعتبر خطوة جد مهمة بالنظر لخطورة هذا النوع من السرطانات الذي يحتل المركز الثاني في قائمة السرطانات الأكثر شيوعا عند الإناث بعد سرطان الثدي، إذ يصيب 52 ألف امرأة سنويا، مبرزا أن نسبة 55 في المئة من الإصابات بهذا السرطان تطال النساء ما بين 45 و 65 سنة، ويتسبب بكل أسف في وفاة ألفي سيدة، فيعّمق بذلك جراح الأسرة ويهدم أسسها، ولا تكون تبعاته صحية فقط بل إنسانية واجتماعية على حد سواء.
وعرفت الندوة التي جرى تنظيمها بمناسبة الأسبوع الوطني للتلقيح الذي يتم تخليده ما بين 24 و 28 أبريل والتي شارك في تنظيمها إلى جانب وزارة الصحة والحماية الاجتماعية عدد من الجمعيات كما هو الحال بالنسبة للجمعية المغربية للعلوم الطبية والجمعية المغربية لطب الأطفال وأنفوفاك والجمعية المغربية للأمراض التعفنية لدى الأطفال والتطعيم وغيرها، تقديم مجموعة من المداخلات التي تمحورت حول الإيجابيات الصحية والاقتصادية والاجتماعية للتلقيح مع الإشارة إلى وقع الإشاعات التي يتم اختلاقها وتناسلها حتى في الأوساط الصحية مما يكون له وقع سلبي على المتلقين ويدخل البعض في دائرة الشك، الأمر الذي شدد المتدخلون على أنه غير صحيح بتاتا، ويسيء لقيمة التلقيح كإجراء طبي يضمن الحياة وفي ظل ظروف صحية جيدة.
ونبّه بعض المتدخلين إلى أن منظمة الصحة العالمية تصنف التردد في التلقيح ضمن قائمة الأسباب العشرة التي تشكل تهديدا للصحة العامة، وهو ما يدعو بحسب الخبراء إلى تمنيع الحقل الطبي من الشائعات وسنّ سياسات تواصلية واضحة وقوية تضمن وصول المعلومة الحقيقية للمواطنين، مؤكدين على ارتفاع الإقبال على تلقيح الأطفال خلال العشرية الأخيرة، مع استحضار محطة الجائحة الوبائية لفيروس كوفيد 19 والدور الكبير الذي كان للتلقيح في الحد من تبعاتها الوخيمة على أكثر من صعيد.
وكانت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية قد أكدت بمناسبة هذا الأسبوع على ضرورة اللقاحات لحماية الأجيال القادمة من الأمراض المعدية والمسرطنة التي تسبب الموت أو العجز، ودعت بالمناسبة إلى احترام الجدول الوطني للتلقيح لأنه يتيح أفضل حماية ممكنة للأطفال من خلال تقوية جهاز المناعة بلقاحات آمنة وفعالة.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 27/04/2023