الدكتور سعيد عفيف: اللقاحات ساهمت في القضاء على شلل الأطفال وفي تقليص نسبة وفيات الصغار دون سن الخامسة

خبراء «أنفوفاك المغرب» يوصون بإدماج لقاحات جديدة في البرنامج الوطني للتمنيع من أجل حماية الصحة العامة

 

دعا خبراء «أنفوفاك المغرب» إلى توسيع البرنامج الوطني للتمنيع وإدراج لقاحات جديدة كما هو الحال بالنسبة للقاح سرطان عنق الرحم، الذي من شأن تطعيم الطفلات به منحهن حماية من هذا السرطان الفتاك الذي يعتبر ثاني السرطانات الأكثر انتشارا عند الإناث. دعوة تأتي بمناسبة تخليد الأسبوع العالمي للتلقيح، الذي تحتفي به «أنفوفاك المغرب» بشراكة مع وزارة الصحة والمرصد الوطني لحقوق الطفل والوكالة الوطنية للتأمين الصحي ومنظمة الصحة العالمية واليونيسيف، تحت شعار «لنحمي أطفالنا: التلقيح سلوك مسؤول».
وشدّدت «أنفوفاك» على أن البرنامج الوطني للتمنيع يحمي أطفال المغاربة من الأشكال الحادة من السل والتهاب الكبد الفيروسي من النوع باء، إضافة إلى شلل الأطفال والكزاز والدفتيريا والسعال الديكي، فضلا عن الحصبة والحصبة الألمانية والتهاب المعدة والأمعاء الحاد الناجم عن الروتافيروس وغيرها، مؤكدة على أهمية إدراج لقاحات أخرى ضد النكاف وجذري الماء والتهاب الكبد الفيروسي من النوع أ، وكذا ضد سرطان عنق الرحم والتهاب السحايا الجرثومي A و C و W135 و Y، لما لذلك من فوائد متعددة على صحة الأجيال الصاعدة والقادمة، وهو ما من شأنه أن يخفف من كلفة الأمراض ويسهم في تجويد المنظومة الصحية.
وارتباطا بهذا الموضوع، أكد الدكتور مولاي سعيد عفيف في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي»، على أهمية البرنامج الوطني للتمنيع، مشددا على أنها كبيرة جدا، إذ مكنت اللقاحات المعتمدة من القضاء على عدد من الأمراض كشلل الأطفال الذي لم تسجل أية حالة إصابة بهذا المرض منذ سنة 1987، ونفس الأمر بالنسبة للكزاز المولدي، فضلا عن تراجع عدد حالات التهاب السحايا الناتجة عن جرثومة «الهيموفيلوس» وتقليص نسبة وفيات الأطفال دون سن الخامسة. وأبرز الخبير في الشأن الصحي أنه بفضل المجهودات التي قامت بها «أنفوفاك المغرب» ومجموع جمعيات طب الأطفال المختلفة بشراكة مع وزارة الصحة تم تدارك التأخر الذي تم تسجيله خلال الجائحة الوبائية في معدلات تلقيح الأطفال، الذي تراجع إلى نسبة 63 في المئة، وهو ما أكدته المندوبية السامية للتخطيط في تقريرها، ثم عادت النسبة للارتفاع إلى 93 في المئة في ظرف شهر، مشيدا بأهمية اللقاحات، ومنبها في نفس الوقت من التبعات الصحية الخطيرة لتوقيف عملية التلقيح، وهو ما عاشته دول خلال الجائحة الأمر الذي تسبب في عودة الحصبة والحصبة الألمانية.
وأوضح الدكتور عفيف أن الجمعيات الطبية تطالب بتعويض مصاريف اللقاحات بنسبة 100 في المئة للمؤمّنين المنخرطين في صناديق ومؤسسات التأمين، لأن هذه الخطوة ستساهم في تخفيف الضغط عن المراكز الصحية العمومية، وستفتح الباب لإدراج لقاحات جديدة كسرطان عنق الرحم التي ستمكّن من تجنيب النساء لاحقا تبعاته الوخيمة. ودعا المتحدث إلى ضرورة مواصلة التوعية والتحسيس بأهمية اللقاحات طيلة السنة وليس فقط ارتباطا بهذا الأسبوع العالمي، حتى يتم الحفاظ على نسبة التلقيح التي تفوق نسبة 95 في المئة، مؤكدا على أن العالم بأسره يولي لهذا الموضوع أهمية بالغة.
وتخليدا لهذا الحدث، نظمت وزارة الصحة بتنسيق مع منظمة الصحة العالمية واليونيسيف ندوة افتراضية ظهر يوم الخميس تحت شعار “التلقيح ناجع، فلنستفد”، عرفت مشاركة الدكتور عبد الإله بوطالب، الكاتب العام لوزارة الصحة إلى جانب البروفسور مولاي الطاهر العلوي، رئيس اللجنة الوطنية التقنية والعلمية الاستشارية للتلقيح والدكتورة مريم بيغديلي، ممثلة منظمة الصحة العالمية في المغرب وجيوفانا بربيريس، ممثلة منظمة اليونيسيف في بلادنا وكذا الدكتور عبد الحكيم يحيان، مدير مديرية السكان بوزارة الصحة. الندوة التي أدارها الدكتور مولاي سعيد عفيف رئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية، عرفت تسليط الضوء على البرنامج الوطني للتمنيع من طرف الدكتور محمد بنعزوز، إلى جانب طرح البروفيسور أمينة بركات لإشكالية التلقيح عند الخدج والمواليد الجدد الذين يعانون من نقص الوزن عند الولادة، فضلا عن مداخلة للبروفسور محمد بوسكراوي حول التلقيح في مغرب 2021.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 01/05/2021