الدكتور عفيف لـ «الاتحاد الاشتراكي»: لابد من مواصلة التعبئة من طرف كل الفاعلين للدفاع عن الصحة العامة ارتفاع نسب الإصابة ببوحمرون في جهتي الشرق وكلميم واد نون وغيرهما

 

كشفت الأرقام الأخيرة التي أعلنت عنها وزارة الصحة والحماية الاجتماعية المتعلقة بمدى تفشي وانتشار مرض الحصبة عن تراجع في معدلات الإصابة مقارنة بالأسابيع الفارطة، لكن ورغم ذلك واصل المرض حضوره بتسجيل أكثر من 3 آلاف حالة جديدة إلى جانب تسببه في ستّ وفيات.
أرقام متباينة عرفت نسبها انخفاضا في جهات، كما هو الحال بالنسبة لدرعة تافيلالت، بني ملال خنيفرة، الدار البيضاء سطات وطنجة تطوان الحسيمة، لكنها في أخرى شهدت ارتفاعا مقارنة بالوضع الوبائي المرتبط ببوحمرون سابقا، كما هو الحال بالنسبة لجهة كلميم واد نون التي سجّلت 34 حالة بارتفاع بلغت نسبته 70 في المئة، كما شهدت جهة الشرق هي الأخرى تسجيل 229 حالة بها، وهو ما مثّل ارتفاعا بنسبة 56.8 في المئة، أما جهة العيون الساقية الحمراء فقد تم تسجيل 15 حالة بها بارتفاع تم تحديده في زائد 10 في المئة، في حين أن نسبة تصاعد حالات الإصابة بالحصبة في جهة الداخلة وادي الذهب بلغت 2 في المئة بعد تسجيل 4 حالات للإصابة بالمرض.
وتعليقا على الموضوع، أكد الدكتور مولاي سعيد عفيف رئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية في تصريح لـ “الاتحاد الاشتراكي”، على أن الانخفاض الذي جرى تسجيله في نسب الإصابة يجب أن تتم المحافظة عليه بهدف ضمان استقرار صحي مرتبط بمرض الحصبة وانتشاره، مشيدا في هذا الإطار بالعمل الذي يتم القيام به من طرف كل المتدخلين من أجل التحسيس والتوعية، ومن طرف مصالح وزارة الصحة والحماية الاجتماعية لأجل مراقبة الدفاتر الصحية للتلاميذ وتلقيح من يوافق آباؤهم على تلقيحهم، لحمايتهم من الإصابة بالعدوى ومن مضاعفاتها التي قد تطال المحيط الأسري والمدرسي وتتسبب في تبعات صحية وخيمة.
وشدّد الدكتور عفيف على أن الحملة الاستدراكية الوطنية للتلقيح التي أطلقتها وزارة الصحة والحماية الاجتماعية تهدف إلى تجاوز التراجع الذي جرى تسجيله على مستوى التغطية التلقيحية بسبب جائحة كوفيد وما تلاها من ردود فعل، ومن جهل كذلك بإمكانية تلقيح الأمهات والآباء لفلذات أكبادهم ضد الأمراض الفيروسية التي يوفر البرنامج الوطني للتلقيح لقاحات مضادة لها والبالغ عددها 13، حتى بعد فوات المواعيد المحددة في جدولة التلقيحات التي يشير إليها الدفتر الصحي لكل طفل وطفلة، مؤكدا على أن هذا المعطى كان له دور سلبي في تراجع نسب التلقيح، مما فسح المجال لعودة الفيروس بسبب تدني المناعة الجماعية، وهو الأمر الذي يجب الانتباه إليه بشدة لأنه لا يخص الحصبة فقط بل يمكن أن يشمل أمراضا فيروسية أخرى.
ودعا الدكتور عفيف إلى مواصلة اليقظة والتواصل على نطاق واسع لكي تصل المعلومة الحقيقية المرتبطة بالمرض وبأشكال مواجهته إلى كل المواطنين من مختلف الفئات والشرائح الاجتماعية، وذلك بانخراط كل مهنيي الصحة في القطاعين العام والخاص وبإشراك الفعاليات المدنية من جمعيات للآباء والأمهات وأولياء الأمور وجمعيات المجتمع المدني بشكل عام ونساء ورجال الإعلام، مشددا على أن نفس التعبئة التي تمت في مواجهة جائحة كوفيد يجب أن تتوفر في مواجهة الحصبة وفي كل ما يهم الدفاع عن صحة ومناعة المجتمع ضد الأمراض والفيروسات، لضمان حماية شاملة له صحيا واقتصاديا واجتماعيا.

 

 


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 24/02/2025