الدكتور مصدق مرابط لـ «الاتحاد الاشتراكي»: هناك انتشار كبير لعدد الإصابات والوقاية ضرورية للحدّ من المضاعفات

«الأنفلونزا» أو «الكوفيد» المتحور .. عدوى بصيغ مختلفة تستهدف مناعة الفئات الهشة صحيا

 

حذّر الدكتور مصدق مرابط في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي» من خطورة الأنفلونزا الموسمية التي تسجّل حضورا قويا خلال هذه الأسابيع في بلادنا وفي عدد من دول العالم، مشيرا إلى أن الأمر يتعلّق في ظاهره بالأنفلونزا «الاعتيادية» وفي باطنه بإمكانية أن يتعلّق الأمر بالمتحور الجديد لفيروس كوفيد، بالنظر إلى أن أعراض الاثنين تتشابه، وهو ما يدفع إلى وصف البروتوكول العلاجي بشكل تلقائي من أجل العمل على التقليل من المضاعفات وتعجيل الشفاء.
وشدّد الدكتور مصدق مرابط، وهو طبيب عام وخبير في قضايا الصحة، على أنه في كل موسم بارد، تنتشر الفيروسات وتتكاثر وتصبح أكثر عدوانية فتهاجم أجسام الأشخاص، الذين يتأثر منهم بقوة أكبر من لديهم مناعة ضعيفة، خاصة الرضع والأطفال، إلى جانب النساء الحوامل، إضافة إلى المصابين بأمراض مزمنة، وكذا الأشخاص المتقدمين في السن، وهو ما يدفع الأطباء والخبراء في الصحة إلى الدعوة لتلقيح المعنيين لأنفسهم بشكل استباقي باللقاح المضاد للأنفلونزا الموسمية قبل أن يصبح حضور المرض قويا في المجتمع، لأنه يقي بنسبة كبيرة من المضاعفات الوخيمة.
وأبرز الدكتور مصدق في تصريحه للجريدة، بأن التلقيح السنوي باللقاح الذي يتم إعداده حسب المتغيرات الوبائية يبقى آلية فعالة حتى وإن تعلّق الأمر بالمتحور الجديد لكوفيد الذي يتميز بضراوته وشراسته، لأن هذه الخطوة الصحية تساهم في التقليص من عدوانية الفيروس، بينما تكون الفعالية أكبر عندما يكون الشخص أمام حالة عدوى تتعلق بالأنفلونزا الموسمية، التي لا يجب الاستهانة بها لأنها تتسبب في عدد كبير من الوفيات عبر العالم. ودعا مصدق المواطنين إلى اتباع السبل الوقائية خلال هذه الفترة تحديدا وذلك بتفادي المصافحة وكثرة تبادل التحايا ما بين الأشخاص، وتفادي التجمعات ما أمكن إلا للضرورة القصوى، واستعمال الكمامات، وتعقيم الأيادي، والجلوس في الفضاءات الجماعية المفتوحة لا المغلقة.
من جهتها أوضحت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بأنه تم تسجيل حالات الإصابة بالأنفلونزا الموسمية في بلادنا بشكل مبكر نسبيا مقارنة بالسنوات الفارطة، مؤكدة على أنه رغم حالة النقاش الواسع بخصوص هذا الوضع الصحي إلا أنه يظل عاديا وتحت المراقبة الدقيقة، وبأنه لم يتم تسجيل أي مؤشرات مقلقة لحدود الساعة. الوزارة في تفاعلها مع هذا النقاش أبرزت كذلك بأن التحاليل المخبرية المنجزة تبين استمرار التداول العادي للفيروسات التنفسية الموسمية وعلى رأسها فيروس الأنفلونزا أ ( اتش 3 إن 2 )، الأمر الذي يتماشى مع الوضعية الوبائية المسجلة على الصعيد العالمي، إلا أن هذا لا يلغي بأن احتمال حدوث مضاعفات صحية يبقى واردا عند الفئات الهشة صحيا مما يجعل من لتلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية وسيلة وقائية ناجعة.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 18/12/2025