الدكتور مولاي سعيد عفيف:هناك منعطف وبائي يجب التعامل معه بكل حزم ومسؤولية

السلالات المتحورة وتطور الوضعية الوبائية يقلقان خبراء الصحة والمسؤولين في المغرب

 

أكد الدكتور مولاي سعيد عفيف، عضو اللجنة العلمية للتلقيح أن الوضعية الوبائية الحالية يجب التعامل معها بمنتهى التبصر مع ضرورة الانتباه إلى معطى لا يجب تغافله والمتمثل في الإصابات التي باتت تطال أشخاصا غير متقدمين في السن ويوجدون في مرحلة الشباب أو مقتبل العمر، مشددا في تصريح خصّ به “الاتحاد الاشتراكي”، على أن هذا الأمر يؤشر على منعطف وبائي يجب التعامل معه بكل حزم ومسؤولية، حتى لا تذهب كل الجهود التي بذلتها بلادنا سدى ويتم العودة إلى نقطة الصفر.
ونبّه رئيس الفيدرالية الوطنية للصحة إلى أن العدوى اليوم التي تصيب أشخاصا يصنفون ضمن الفئة العمرية التي تتراوح ما بين 20 و 50 سنة، تتطلب قراءة متأنية، في ظل انتشار للسلالات المتحورة، وعلى رأسها البريطانية التي جرى تسجيل أكثر من 70 حالة منها، والتي تتميز بسرعة الانتشار، مشددا على أن هذا الانتقال السريع للعدوى، سينتج عنه مدّ تصاعدي في الإصابات، التي ستطال الأشخاص الذين لا يعانون من أي عارض صحي، وكذلك الذين يعانون من أمراض مزمنة، وبالتالي سيكون الوضع صعبا عليهم، خاصة الذين لم يستفيدوا من التلقيح إلى غاية اللحظة أو حصلوا على جرعة واحدة فقط، ولم يقطعوا الأشواط الزمنية الضرورية لتكوين المناعة، وهو ما قد يؤدي بهم إلى ولوج مصالح الإنعاش والعناية المركزية، في تكرار للسيناريو الذي عشناه جميعا خاصة خلال فترة الصيف، حيث ارتفع الضغط والإقبال عليها وارتفعت معه بكل أسف نسبة الوفيات.
ودعا رئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية في تصريحه لـ “الاتحاد الاشتراكي” إلى الانتباه لما يعيشه العالم اليوم، وتحديدا بالقارة الأروبية، مشددا على ضرورة التأني والتسلح بالحكمة والمسؤولية والنضج، لكي يساهم كل مواطن من موقعه في الدفع ببلادنا للخروج من دائرة الجائحة الوبائية، من خلال التطبيق الفعلي للتدابير الوقائية المتمثلة في الوضع السليم للكمامة والتباعد الجسدي وتعقيم الأيادي وغسلها، والقطع مع عدد من الممارسات التي بات الجميع يعاينها في الشارع العام والتي تدل على استهتار كبير بالوباء واستهانة بالفيروس وتطوره، مؤكدا على أن حالة التراخي هاته سيكون لها كلفتها الثقيلة والصعبة إذا لم يتم تدارك الأمر، وهو ما يتطلب تعبئة ومساهمة جماعية على مستوى التحسيس والتوعية من قبل كل المتدخلين من سلطات محلية وصحية وتنظيمات مدنية ومختلف الفاعلين، وأن تتواصل اليقظة في الحرب ضد كوفيد 19.
وكشفت آخر الأرقام التي أعلنت عنها وزارة الصحة مساء السبت عن تسجيل 575 حالة إصابة جديدة بالفيروس، 405 منها بجهة الدارالبيضاء سطات، و 304 في العاصمة الاقتصادية لوحدها، في حين تم تسجيل 7 وفيات. وبلغ إجمالي الحالات النشطة 4197 حالة، في الوقت الذي تم فيه تصنيف 419 حالة في خانة الخطيرة أو الحرجة، 29 منها جرى تسجيلها في 24 ساعة، في الوقت الذي توجد فيه 218 حالة تحت التنفس الاصطناعي الاختراقي، في حين بلغ معدل ملئ أسرّة الإنعاش المخصصة لكوفيد 13.3 في المئة، وهي الأرقام التي لها مدلولها الصحي وأثرها الوبائي وتداعياتها التي تعتبر مقلقة، خاصة إذا ما تعلق الأمر بالسلالة المتحورة البريطانية.
وكان وزير الصحة قد كشف يوم الخميس الأخير عن أرقام اعتبرها عدد من المتتبعين للشأن الصحي مقلقة، وتسترعي الانتباه وتدعو للتعامل معها بكل جدية ومسؤولية، إن بشكل فردي أو جماعي، للمساهمة في تحصين بلادنا من تدهور غير مرغوب فيه للوضعية الوبائية مما قد يمدّد من رقعة انتشار الجائحة الوبائية لفيروس كوفيد 19، إذ أوضح آيت الطالب أنه تم الكشف عن أكثر من 73 وحدة متحورة تحمل الطفرة البريطانية من لدن الائتلاف المغربي لليقظة الجينومية، مبرزا في نفس الوقت أن جهة الدارالبيضاء سطات تضم نصف الإصابات بالفيروس المسجلة وطنيا، إذ بلغت نسبة الحالات الإيجابية بها 12 في المئة، مقارنة بالمعدل الوطني الذي يقدر بـ 4.2 في المئة.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 05/04/2021