الدكتور مولاي سعيد عفيف لـ «الاتحاد الاشتراكي»: من أجل تكريس عدالة صحية مجالية لكل المغاربة .. الدارالبيضاء احتضنت حدثا دوليا متميزا بـ «هوية مغربية» وإنجاح ورش الصحة مسؤولية جماعية

اختتمت نهاية الأسبوع الفارط فعاليات المعرض الدولي للصحة، الذي احتضنته مدينة الدارالبيضاء بمركز المعارض بتراب مقاطعة عين السبع، والذي استقطب إليه عددا كبيرا من الخبراء والفاعلين والمهتمين بقضايا الصحة وبالصناعة الصحية، من المغرب ومن دول القارة الإفريقية، وكذا من الصين وأمريكا وأوروبا. وتميز هذا المعرض بالزخم الذي عرفه برنامجه العلمي الذي أطّرته الجمعية المغربية للعلوم الطبية ومجموعة من الجمعيات العالمة المكونة لمجلسها الإداري، بمشاركة مجموعة من الجامعات وكليات الطب وطب الأسنان والصيدلة ومستشفيات جامعية، فضلا عن مؤسسات صحية وعلمية مرموقة، وكذا بالعدد المهم للعارضين، وبالإقبال الذي تم تسجيله على أروقته طيلة أيامه.
وتعليقا على ما حققه تنظيم هذه الدورة، أكد الدكتور مولاي سعيد عفيف، رئيس المعرض الدولي للصحة، أن هذا الحدث العلمي بأبعاده العلمية والجغرافية المتعددة كان متميزا ولقي نجاحا كبيرا مقارنة بالدورة السابقة، مما يؤشر على أنه يسير في منحى تصاعدي بفضل تكتل جهود كل الفاعلين الذين انخرطوا للمساهمة في تنظيم حدث عالمي لكن بهوية مغربية، بالشكل الذي يبرز الكفاءات الوطنية في التكوين والممارسة الطبية وفي الصناعة الصحية كذلك، بما يؤكد الموقع الريادي للصحة في بلادنا ويعكس الجهود المبذولة لتجويد المنظومة الصحية وتطويرها، وفقا للتوجهات الملكية السامية، التي تشدد على هذا الأمر وتعتبره ضرورة أساسية وأولوية، وهو ما ترجمه الورش الملكي الرائد للحماية الاجتماعية، وما تلاه من خطوات إجرائية، قانونيا وإداريا، بالمصادقة على مجموعة من القوانين، وبتنزيل هيئات الحكامة الصحية، وكذا إطلاق أولى ملامح المجموعات الصحية الترابية التي ستكون بكل تأكيد مدخلا لتعميمها في القريب العاجل والتي ستعمل على تعبئة وتوحيد الموارد البشرية والتقنية من أجل ضمان عدالة صحية مجالية لكل المواطنات والمواطنين.
وفي السياق ذاته، أكد الدكتور عفيف على أهمية انخراط كل المكونات الصحية من أجل العمل الجماعي لمواجهة الخصاص في الموارد البشرية وتوفير أرضيات جيدة للتداريب لأطباء الغد، وتطوير الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وتحفيز البحث والصناعة الطبية، مشددا على أن كل الكفاءات المغربية الطبية والتمريضية والمهندسين والتقنيين في المجال الصحي معنية بإنجاح الورش الصحي وضمان خدمة صحية متكاملة لكافة المغاربة.
من جهته، أبرز عماد بنجلون، المدير العام لـ»أتوليي فيتا» الشركة المنظمة للمعرض، بأن نجاح نسخة 2025 كان باهرا ويغذي طموحات كبيرة للنسخة القادمة، مشيرا إلى أن هذه النسخة سجلت إقبالا قياسيا وديناميكية غير مسبوقة، بحضور عددي مهم في القاعات الأربع للمؤتمرات، مع 120 متحدثا من 15 دولة، أتاح تقديم برنامج علمي مكثف وعالي المستوى. وأوضح بنجلون بأن المعرض استقبل 130 جهة عارضة، بينها حوالي 30 جهة أجنبية من 10 دول، مما يعكس البعد الدولي وتنوع المشاركين، مضيفا بالقول «نحن فخورون بمساهمتنا في جعل هذه النسخة ملتقى لا غنى عنه للدبلوماسية الصحية والتعاون جنوب – جنوب وتعزيز التكنولوجيا المتطورة لخدمة الصحة المستدامة».
هذا وقد شهد المعرض برمجة عدد من الندوات والورشات المهمة من الناحية الصحية والعلمية، كما هو الحال بالنسبة للمائدة المستديرة التي تم تنظيمها برعاية الأكاديمية الإفريقية للصحة والتي كان من بين ثمراتها التوقيع لاحقا بمقر مؤسسة محمد السادس للعلوم والصحة على شراكة بينها وبين الوفد الرسمي الممثل لجمهورية الكونغو الديمقراطية، والتي تنضاف إلى اتفاقية سابقة تم توقيعها مع دولة البنين، والتي تندرج جميعها في إطار تفعيل الشراكة جنوب جنوب وانفتاح المغرب على بعد الإفريقي صحيا.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 21/05/2025