تستعد جمعية التربية والتنمية فرع ورزازات لإطلاق فعاليات الدورة الثامنة من مهرجان القصبة للفيلم القصير، من 19 الى 22 نونبر المقبل، بشراكة مع المركز السينمائي المغربي والمجلس الجماعي لورزازات وجمعية ورزازات إيفنتس، وبتعاون مع المديريتين الإقليميتين للثقافة والشباب، وداعمين آخرين.
وتأتي هذه الدورة الجديدة لترسخ مكانة المهرجان كأحد الفضاءات السينمائية الرائدة في الجنوب المغربي، بعد النجاح اللافت الذي حققته الدورة السابقة، ولتعزز انفتاح المهرجان على البعد الإفريقي وتدعم إشعاعه الدولي.
تهدف هذه التظاهرة الفنية إلى تشجيع الطاقات الإبداعية الشابة في مجال الفيلم القصير، باعتباره مجالاً خصباً للتجريب والتكوين ومعبراً نحو السينما الاحترافية، كما تسعى إلى المساهمة في تنشيط الحركية الثقافية والفنية بالإقليم، وتثمين المكانة السينمائية التي تميز مدينة ورزازات باعتبارها قبلة عالمية لصناعة الصورة.
وتحمل دورة هذه السنة اسم المخرج المغربي عز العرب العلوي المحرزي، تكريماً لمساره الأكاديمي والإبداعي المتميز. ويُعد العلوي المحرزي من أبرز المخرجين والباحثين في السينما المغربية المعاصرة، راكم تجربة غنية من خلال أعمال بارزة مثل كيليكيس دوار البوم (2018)، أندرومان من دم وفحم (2012)، بيت من زجاج (2011)، ومسحوق الشيطان (2009). وقد تم اختياره لرمزية مساره الذي يجمع بين الفيلم الوثائقي والروائي، ولإسهامه في تطوير النظرة السينمائية لدى جيل جديد من المبدعين والطلبة.
يتضمن برنامج الدورة ورشات تكوينية متنوعة موجهة للشباب والمهتمين، يؤطرها أساتذة ومخرجون من المغرب وخارجه، إلى جانب ندوة فكرية بعنوان “السينما المغربية وتمثلات الذات” بمشاركة الأساتذة شفيق الزكاري، سعيد مزواري، ومحمد شريف طريبق، وتسيير الباحث عزيز الحاكم . وفي فقرة التكريمات، سيحتفي المهرجان بكل من الفنان الكبير محمد خيي، والتقني حميد أيت تمغريت تقديراً لمساره التقني الغني، والفنان الأمازيغي الحسين باردواز، فضلاً عن تكريم خاص لمخرج الدورة عز العرب العلوي المحرزي. كما سيشهد المهرجان تنظيم مقهى ثقافي سينمائي يتم خلاله تقديم الإصدار النقدي الجديد للناقد السينمائي محمد باكريم بعنوان Le regard et le discours، مرفوقاً بمعرض للإصدارات السينمائية والفنون التشكيلية.
وعلى الصعيد الفني، ستتبارى مجموعة من الأفلام ضمن المسابقة الرسمية لنيل جوائز المهرجان، إلى جانب مسابقة «فراجيل» المنظمة بشراكة مع مؤسسة FRAGILE الإسبانية، والمخصصة للأفلام التي تتناول قضايا مناهضة الاتجار بالبشر.
وستتولى لجنتان للتحكيم، تضم مخرجين وممثلين ونقاداً من المغرب وإفريقيا، تقييم الأعمال المشاركة، إضافة إلى لجنة “الدون كيشوت” التابعة للجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب التي ستمنح جائزتها الخاصة للفيلم المتميز . وفي إطار انفتاح المهرجان على الوسط القروي، سيتم عرض أشرطة تربوية قصيرة موجهة للأطفال لفائدة تلاميذ المدرسة الجماعتية إغرم نوكدال، في خطوة تروم تعزيز التربية البصرية لدى الناشئة.