الدورة الثانية من المهرجان الوطني للحي المحمدي لظاهرة المجموعات

ظاهرة المجموعات التاريخ والمسار والأنماط

من المنتظر أن تقام تظاهرة المهرجان الوطني لظاهرة المجموعات، في دورته الثانية (دورة المرحوم مولاي الطاهر الأصبهاني)، في الفترة الممتدة من 21 إلى 27 غشت2023 بالفضاءات الثقافية والفنية للحي المحمدي التي تعتبر متحفا فنيا عنوانه المركزي حوار الأجيال والفنون. وسينظم المهرجان تحت شعار: «ظاهرة المجموعات التاريخ والمسار والأنماط»، إذ تعد ظاهرة المجموعات بكل أسمائها ومنجزها وتراثها وأجيالها نمط وحركة فنية انطلقت منذ السبعينيات من القرن من حي بسيط هامشي بقيمة اعتبارية كبيرة،هذا الحي الذي أخذ اسمه من سلطان المغرب في سنة 1956 حينما زار هذا الحي الشعبي البيضاوي في زمن الاحتفال بالتحرير والاستقلال، وتحول الاسم من كريان سنطرال إلى الحي المحمدي نسبة إلى السلطان محمد الخامس طيب الله تراه، وذلك اعترافا وامتنانا لنضاليته ومقاومته من أجل الاستقلال، لذا فالحي المحمدي وطن مصغر ومختصر المغرب.
نشير إلى أن ظاهرة المجموعات تعتبر عنوان مرحلة وسيرة حديثة لوطن ديمقراطي حداثي متطور وسيرة فن ومسار كلمة ونغمة عايشت تحولات المغرب والعالم وكتب لها أن تولد إلى جانب أنماط غنائية عبر المعمور، هذا العالم الذي كان يبني ذاته ما بعد الانفتاح وتطور الصناعة واكتشاف العوالم الأخرى وميلاد فنون تمثل المرحلة التحولية، من هنا يلاحظ أن نمط المجموعات ولد شبابيا وقاد العالم كقوة اقتراحية وتغييريةوهو سر إكسير حياته واستمراريته، التي حافظ عليها ولم يلغ أي تجربة أخرى أو نمط غنائي آخر بل تحاور مع كل التجارب وواكبها ويواكبها جيلا ونغما وآلاتا وتوزيعا موسيقيا، من تم تدعونا ظاهرة المجموعات أن نستمع للجيل المؤسس وجيل الشباب الذي سيحمل المشعل، وأفق انتظاره المستقبل..
وجاء في الورقة الإعلامية للمهرجان: «للحي المحمدي كفضاء وناس وعلاقات بشرية واجتماعية إسهامه التراثي المادي منه وغير المادي وفي هذا الإطار يحضر المجال الفني الذي يعتبر الخيط الرابط لهوية هذا الحي الذي اجتمعت فيه زمانا ومكانا وتوهجت الثقافة الشعبية بثقلها وتواصلت الثقافات والعادات والتقاليد فرحا وحزنا وغيره ومن متنها كان إنشاد القبائل بإيقاعاتها وهيتها وباقي أنماطها التعبيرية، ومن خضم هذا التثاقفانصهرت الأنغام وتكاملت الثقافات مع بعضها البعض وكان الميلاد الفعلي للحي المحمدي كظاهرة بشرية وعمرانية وكنمط للعيش والفن والحياة.
للقبض على الخيط الناظم الذي يمثل هذا الانتماء والتكوين لحي له كل هذا الاعتبار، نركز هنا على المجال الفني والغنائي لظاهرة المجموعات على وجه الخصوص الذي تحول وتطور إلى حركة ونمط غنائي متميزومدرسة غنائية أتبثث حضورها ووجودها المتزامن مع حركية فنية متنوعة محليا ووطنيا بل ودوليا واتسع التأثير والتأثر، وخرجت من جبة هذه الظاهرة مجموعات موسيقية وأنماط أخرى كما تعايشت وتحاورت التجربة مع فن المرحلة استلهاما من التراث المحلي والوطني الذي يعتبر كنز فنيللتوظيف والمخاطبة، وبذلك عايش هذا النمط الغنائي أجيالا وما زال حاضر بقوة وجدارة بعد نصف قرن من الزمن أي خمسون سنة من التفاعل الحي والحيوي».


الكاتب : مراسلة خاصة

  

بتاريخ : 16/08/2023