أبرز ما طبع الدورة العشرين للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، بغض النظر عن المقاربة السينمائية المتباعدة و المتفاوتة بين فيلم وآخر، أن معظم الاشرطة المغربية، سواء المتنافسة في المسابقة الرسمية للمهرجان أو المبرمجة خارجه، باستثناء، وبشكل نسبي، فيلمي» من رمل ونار ( الحلم المستحيل)» لسهيل بنبركة، و» عاشوراء» لطلال السلهامي اللذين كانا مدعمومين من جهات خارجية، فرنسية وإيطالية وغسبانية.. بالإضافة إلى دعم المركز السينمائي المغربي، تعاني فقرا فظيعا على مستوى الإنتاج، إذ يبدو ان التقشف « يلبسها» من كل جانب ، وكانها افلام أخرجت من «عنق الزجاجة» لكي تتنفس وتخرج إلى الوجود فقط لا غير.. حيث اتضح من خلال المتابعة ومن خلال المناقشات أن هناك رؤى وافكار ومقاربات فنية جيدة تطرحها الاعمال السينمائية ، لكن يعوزها العامل المادي لكي تتجسد كليا و فعليا على ارض الواقع في شكل ابهى وفي طرح أعمق يجسد كنه التعبير….
عروض افلام اول امس الخميس لم تخرج عن هذا الأطار، التي في ظل الإكراهات المطروحة، قد حققت الحدود الدنيا من المشاهدة السينمائية المحترمة التي نريدها، وقد كانت بداية مع الشريط القصير «ياسمينة» ( 20 دقيقة) للمخرجين علي الصميلي و كلير كاهين، سيناريو علي الصميلي، تشخيص هنا ميكاشر، كنزة نوح عايش، كابوسين فالمازي، كاترين صالي، سيباستبان هوباني، باتريك داسو ماسو، تناولا فيه حكاية «ياسمينة» البالغة من العمر 15 سنة، تحب بشغف لعبة كرة القدم و تمارسها بمدرسة نادي سانتيتيان، مغربية مقيمة بشكل غير قانوني بفرنسا بمعية والدها ورفيقته الفرنسية.. عاينت ياسمينة ذات يوم، و بعد عودتها من التداريب، الشرطة و هي توقف والداها..
الفيلم الثاني المبرمج في هذا الصنف كان هو « MKS» ( 17 دقيقة) للفنان و المخرج ادريس الروخ، سيناريو رشيد زكي ، تشخيص كل من سعيد باي، فرح الفاسي و كريم نولمال، استعرض فيه الروخ حكاية الرجل المكناسي الغارق في ذكريات الماضي، و العائد إلى مدينته بعد عشرين عاما من الاعتقال، ليحكي قصته في الساحة الاسطورية « لهديم».. حيث ما يعد حكاية عادية لزوار الساحة يعد في الواقع حقيقة خالدة في جسده و ذاكرته..
هذا، وقد عرض بعد هذين الفيلمين القصيرين الفيلم الطويل «هلا مدريد.. فيسكا بارصا» ( 90 دقيقة) للمخرج عبد الإله الجوهري، سيناريو عثمان اشقرا، تشخيص كل من عبير كروي، عبد الحق بلمجاهد، لطيفة أحرار، رشيد عبد الإله، عبد اللطيف التحفي، فاطمة بوشان،، السعدية ازكون، محمد حميمصة، وهدى صدقي.. بسط فيه الجوهري قصة «بولحواجب»، وهو ملتحي و ذو نفوذ قوي ومناصر لفريق ريال مدريد.. في مصير ساكنة حي شعبي منهم أنصار فريق البارصا.. لكن عودة شاب من ابناء الحي من الديار الإسبانية، وهو مشجع للفريق الكاطالوني، سيحفز على الوقوف في مواجهة بولحواجب و رجاله..
أما آخر العروض فقد كان هو فيلم « طفح الكيل» ( 85 دقيقة ) للمخرج محسن البصري، « سيناريو محسن البصري، تشخيص كل من فاطمة الزهراء بناصر، يونس البواب ، سعيد باي، الغالية بنزاوية، أيوب ليوسفي، زكريا عاطفي، رشيد مصطفى، نادية النيازي، و حكيم النوري..
حكي البصري فيه قصة رجل يقف ضد الرياح على الجسر، يقفز و ينتهي به الامر في المستشفى بكسر..، ادريس وزوجته زهرة يذهبان إلى المستشفى مع ابنهما المريض، ينتاب الزوجان حالة من الياس بسبب عدم قدرتهما على توفير على ما يلزم من المال لإجراء العملية، يقرر حسن شقيق ادريس المثير للمشاكل منحهما المال اللازم و الذي سيحصل عليه من زوجين سويسريين سيتبنيان طفله المستقبلي..
هذا، وقد عرفت برمجة امس الجمعة تقديم اربعة افلام آخرى، وهي الاخيرة في مسابقتي الدورة العشرين من المهرجان، وهما القصيران « الشانطي» لمحمد أوماعي، و» أبناء الرمال» للغالي اغريمش، و الطويلا، الوثائقي «نبض الأبطال» لهند بن صاري، و «انديغو» لسلمى بركاش..
الدورة العشرون من المهرجان الوطني للفيلم .. فقرالإنتاج

الكاتب : طنجة: جمال الملحاني
بتاريخ : 09/03/2019