الذكاء الاصطناعي يغتال 300 مليون وظيفة

 

من بين الضحايا المرتقبين الذين يمكن أن يحل محلهم الذكاء الاصطناعي حوالي 300 مليون وظيفة وفق تقرير لبنك الاستثمار غولدمان ساكس. وأن ذلك الحلول ممكن الحدوث بدوام كامل خلال الفترة القادمة لكوكب الأرض . وبحسب التقرير ذاته، فإن تقنيات الذكاء الاصطناعي ستقوم بمهام ربع الوظائف الحالية في الولايات المتحدة وأوروبا وحدهما . لكن ، يجب أن نعلم ،بقدر ما يقلص الذكاء الاصطناعي من حجم الوظائف ،أو يجهز على أخرى رائجة منذ عقود ،بالقدر نفسه يعمل على خلق وظائف جديدة من فصيلة الرقميات . ما يساعد على حدوث انتعاش ملحوظ في سوق الإنتاج العالمي. وهو ما يعني في نهاية المطاف «زيادة القيمة السنوية الإجمالية للسلع والخدمات المنتجة عالميا بنسبة 7 في المئة». ويخلص التقرير إن الذكاء الاصطناعي قادر على إنشاء محتوى مشابه بصورة كبيرة لما ينتجه العقل البشري، الأمر الذي يشكل تقدما كبيرا في الحياة على كوكب الأرض.
في عالمنا العربي، ليس سائقو سيارات الأجرة الصغيرة والكبيرة أو ما شابه ذلك من المهن والحرف ،وحدها من الضحايا البشريين الافتراضيين المؤكد الاستغناء عنهم بعد تثبيت نظام قيادة رقمي يعمل بنظام تحديد المواقع GPS عن بعد في مختلف مناطق العالم وعددهم بالملايين ،كما يعتقد الكثيرون، وإنما مهنة الصحافة سواء المستقلة أو غيرها أيضا
فهذه الحرفة النبيلة التي ارتبطت على مر العصور بالجلالة والمتاعب ستصاب في جانب منها بالعدوى الرحيمة. فنتيجة للتحولات المتسارعة في عالم الرقمنة، والتهافت نحو السبق في نشر الخبر طمعا في المشاهدات القياسية، ذات الربح والشهرة والنجومية البرغماتية. بات الخبر المكتوب القادم من مختلف مناطق بؤر التوتر والمناطق الملتهبة في القارات الخمس رأسمالا حقيقيا في سوق التداول الصحفي، في الوقت الذي لا يمتلك أغلب المحررين الصحفيين ما يكفي من الوقت، لإنجاز تقاريرهم وكتابة المقالات بطريقة يدوية تقليدية . الأمر الذي جعل السوق الرقمية تنغل بأدوات وأنظمة تحويل الصوت المسجل إلى نصوص مكتوبة ومحررة حرفيا ، أجل أنظمة رقمية متاحة اليوم ،متوفرة في السوق بنكهة تجريبية وأسعار مغرية ، كما بجودة سرعة وقدرة عالية في الإنجاز. والنتيجة بعد سنوات قادمة تفوق خطورتها ما نتصور .
على أن هذه الأنظمة الرقمية المتطورة في التحرير، ليست في متناول جميع الصحفيين، نظرا لتكلفتها الباهظة، وما تتطلبه من مهارة التكوين والتدريب والسرعة المطلوبة في الإنجاز. لسنا هنا في «ترايلر» إشهاري لبعض الأنظمة الرقمية الرائجة في السوق، وإنما نستحضرها كنماذج وأدوات رقمية مساعدة للتحويل من الصوت إلى النصوص الحروفية بأقل تكلفة مع خيارات وخصوصيات داعمة ومتاحة.
برنامج «أوتير» مثلا تم إنشاؤه من طرف كل من «سام ليانج» و»يون فو» وهو متوفر منذ عام 2016. لكنه لا يدعم اللغة العربية. ويقتصر فقط على اللغة الإنجليزية الأميركية والبريطانية. ويقوم البرنامج بإنشاء وتحويل نصوص المقابلات التي بإمكان المحرر الصحفي إدخال التعديلات الضرورية عليها فيما بعد. كما يقدم برنامج «أوتير» تطبيقا مفيدا للهاتف يمكن استخدامه للتسجيلات الجديدة أو تحميل التسجيلات الموجودة. يمكن لمساعد أوتير تسجيل الاجتماعات عبر الإنترنت عندما يتعذر على الصحفي الحضور. وتنشر شبكة الصحفيين الدوليين IJNET معلومات ضافية ومنتظمة بهذا الخصوص
وتسمح النسخة التجريبية المجانية بتحويل 300 دقيقة من الصوت إلى نص شهريا، وما يصل إلى 30 دقيقة لكل تسجيل فردي. ويمكن للمحرر الصحفي تسجيل المقابلات وقت حدوثها عن طريق النسخة المجانية، ولكنه سيكون مقيدا بتحميل ثلاثة ملفات مسجلة مسبقا لكل حساب. وفق المصدر ذاته. ولاشك أن الفترات القادمة ،ستكون الفترة المثالية لتجسيد نظرية المؤامرة التي تستهدف الأنظمة المتخلفة واللاديمقراطية التي اعتمدت الدجل والشعوذة نظرية للتقدم وسبيلا غير أرضي للحياة.


الكاتب : عزيز باكوش

  

بتاريخ : 16/06/2023