الرئيس الروسي بوتين يعتبر الجريمة «مأساة» ويدعو الى وقف النزاع
إسبانيا تدين: «كل تضامننا مع الضحايا المدنيين الأبرياء»
تبنى الرئيس الأميركي جو بايدن رواية إسرائيل التي حملت حركة الجهاد الإسلامي مسؤولية القصف الذي تسبب بمقتل وجرح المئات في المستشفى الأهلي العربي في مدينة غزة، مشددا على أن حماس لم تجلب سوى «المعاناة» للشعب الفلسطيني.
وقال بايدن خلال لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، أمس الأربعاء في تل أبيب: «شعرت بحزن عميق وغضب شديد بسبب القصف الذي وقع في المستشفى في غزة أمس» الثلاثاء مضيفا «بناء على ما رأيته يبدو أن ذلك تم من قبل الطرف الثاني».
وأضاف مخاطبا نتنياهو: «يبدو أن الجانب الآخر وراء ذلك وليس أنتم»، في إشارة إلى فصائل المقاومة في قطاع غزة.
وشدد الرئيس الأمريكي على عزم بلاده التأكد من امتلاك دولة الاحتلال ما تحتاجه للرد على هجمات المقاومة الفلسطينية في غزة.
وأكد على أن زيارته إلى دولة الاحتلال جاءت «حتى يعرف الناس فيها وفي العالم بأسره أننا نقف مع إسرائيل»، زاعما أن حماس «ارتكبت الفظائع بحق إسرائيل»، بحسب تعبيره.
من جهته، قال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن «زيارة بايدن هي الأولى لرئيس أمريكي في زمن الحرب»، لافتا إلى «مستوى التعاون اليوم مع الولايات المتحدة غير مسبوق».
وأضاف مخاطبا بايدن: «أعرف أنكم تشاطروننا العزيمة على استرداد المختطفين لدى حماس».
وأجرى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن اتصالا هاتفيا بالرئيس الفلسطيني محمود عباس وقدم تعازيه بضحايا المستشفى في غزة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إن بلينكن الذي زار عمان في إطار جولة إقليمية، تحدث في وقت متأخر من ليل الثلاثاء هاتفيا مع عباس «للتعبير عن تعازيه العميقة لسقوط قتلى مدنيين في الانفجار» الذي وقع في المستشفى المعروف أيضا باسم المستشفى المعمداني.
وقال ميلر إن بلينكن «أعرب عن دعم الولايات المتحدة المستمر للشعب الفلسطيني، مشددا على أن إرهابيي حماس لا يمثلون الفلسطينيين أو تطلعاتهم المشروعة في تقرير المصير ومعايير متساوية للكرامة والحرية والأمن والعدالة».
من جهته، وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قصف المستشفى في غزة بانه «مأساة» ودعا الى وقف النزاع.
وقال بوتين «إنه حدث رهيب، مئات القتلى والجرحى. إنها كارثة إنسانية. آمل فعليا ان يشكل ذلك إشارة تدل على انه يجب وقف هذا النزاع في أسرع وقت ممكن».
ووصفت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قصف المستشفى بأنه «جريمة».
وقالت زاخاروفا «نرى حاليا رغبة (من جانب إسرائيل) في التنصل من كل مسؤولية. إذا كانت هذه المحاولة تشكل نية جادة (…) لإثبات براءتها (…) فلا بد من عرض الحقائق».
ودعت زاخاروفا الولايات المتحدة وإسرائيل إلى تقديم صور الأقمار الصناعية للتحقق في مصدر الضربة متهمة الإدارات الغربية بإعطاء الانطباع في ردود فعلها بأن «الضربة حصلت من تلقاء نفسها».
بدوره، حذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من أن «تهجير» الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر قد يؤدي إلى حدوث الأمر نفسه للفلسطينيين من الضفة الغربية إلى الأردن.
وقال السيسي خلال مؤتمر صحافي مع المستشار الألماني أولاف شولتس في القاهرة «فكرة تهجير الفلسطينيين من القطاع إلى مصر، يعني حدوث أمر مماثل وهو تهجير للفلسطينيين من الضفة الغربية إلى الأردن، وبالتالي فكرة الدولة الفلسطينية التي نتحدث عنها غير قابلة للتنفيذ».
وشدد السيسي على رفض بلاده تصفية القضية الفلسطينية، موضحا أن عدوان الاحتلال على قطاع غزة ليس عملا ضد حركة حماس إنما هو عمل يهدف إلى تهجير السكان ودفعهم للمغادرة نحو سيناء.
وقال السيسي إن «تصفية القضية الفلسطينية أمر غاية في الخطورة لأنها قضية القضايا ولها تأثير كبير جدا على الأمن والاستقرار»، لافتا إلى أن مصر «أيدت منذ سنوات تأسيس دولة فلسطينية منزوعة السلاح».
وأضاف أن «ما يحدث في غزة الآن هو محاولة لدفع المدنيين إلى اللجوء والهجرة إلى مصر، ما يعني نقل المقاومة إلى سيناء لتتحول إلى قاعدة لانطلاق العمليات ضد إسرائيل وهو ما سيسمح باستهدافها» من قبل الاحتلال.
وحذر السيسي من أن «تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر سيتبعه تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى الأردن»، وتابع متسائلا: «إذا كانت هناك فكرة للتهجير فلم لا يتم نقل الفلسطينيين إلى النقب؟».
ونوه إلى أن «ملايين المصريين مستعدون للتظاهر رفضا لفكرة تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة».
وأكد خلال حديثه على أن «السلطات المصرية لم تقم بإغلاق معبر رفح إلا أن القصف الإسرائيلي للجانب الفلسطيني من المعبر حال دون عمله».
بدوره، شدد المستشار الألماني أولاف شولتس «على ضرورة معرفة المتسبب في قصف المستشفى الأهلي المعمداني في قطاع غزة»، الذي قصفه الاحتلال الإسرائيلي بشكل مباشر ما أسفر عن ارتقاء مئات الشهداء والمصابين.
وجدد شولتس خلال حديثه إدانته للعملية التي شنتها حركة المقاومة الإسلامية «حماس» ضد الاحتلال، زاعما أنه لا مبرر لها، كما اعتبر أن «لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها»، بحسب تعبيره.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين الأربعاء أن «لا شيء» يمكن أن يبرر «قصف مستشفى مكتظ بالمدنيين»، منددة بالمشاهد «المروعة».
وقالت فون دير لايين أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ «يجب إثبات كل الحقائق ومحاسبة المسؤولين عنها»، مؤكدة أن «أوروبا تقف إلى جانب إسرائيل في هذه المرحلة المظلمة، وهذه نقطة انطلاق أساسية». لكن «لا تناقض بين التضامن مع إسرائيل والاستجابة للاحتياجات الإنسانية في غزة»، مشيرة إلى «جسر جوي» أقيم باتجاه مصر لإيصال المساعدات الإنسانية.
وكتب المستشار الألماني أولاف شولتس على حسابه على منصة إكس «روعتني صور هذا الانفجار في أحد مستشفيات غزة. أصيب وقتل مدنيون أبرياء. وقلوبنا مع عائلات الضحايا ومن الضروري إجراء تحقيق معمق في هذا الحادث».
وكتبت وزارة الخارجية الاسبانية في رسالة على منصة اكس «ندين هذه المجزرة الرهيبة في مستشفى (العربي الاهلي) في غزة. كل تضامننا مع الضحايا المدنيين الأبرياء».
وأضافت «يجب احترام القانون الانساني الدولي».
من جهته قال وزير الخارجية خوسيه مانويل ألباريس على منصة اكس «المستشفيات لا يجب أن تكون هدفا على الإطلاق».
من جانبه، دعا البابا فرنسيس الى «بذل كل الجهود لتجنب كارثة إنسانية في غزة» حيث «الوضع يائس» معبرا عن قلقه ازاء احتمال امتداد رقعة النزاع.
وقال البابا عند انتهاء لقائه العام الأسبوعي مع المصلين في الفاتيكان «إن عدد الضحايا يتزايد والوضع في غزة يائس. من فضلكم ليتم القيام بكل ما هو ممكن لتجنب كارثة إنسانية».
وأضاف أن «الامتداد المحتمل للصراع هو أمر مثير للقلق في حين أن هناك العديد من جبهات الحرب المفتوحة في العالم. ليتم إسكات الأسلحة، وليتم الإصغاء إلى صرخة السلام للفقراء والشعوب والأطفال».
لم يذكر البابا الضربة على المستشفى في غزة لكنه قال إن «الحرب لا تحل أي مشكلة: هي لا تزرع إلا الموت والدمار، وتزيد الكراهية، وتضاعف الانتقام».
ودعا الى إقامة الجمعة 27 تشرين الأول/اكتوبر يوم صوم وصلاة وتوبة من أجل السلام.
أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية على منصة إكس الأربعاء أن الوضع في غزة «يخرج عن السيطرة» بسبب العجز عن إدخال مساعدات إنسانية.
وقال تيدروس أدهانوم غيبرييسوس «مع كل ثانية نتأخر فيها في إدخال المساعدة الطبية نخسر أرواحا»، مشددا على أن الإمدادات الطبية عالقة منذ أربعة أيام عند الحدود بين مصر وقطاع غزة. وأضاف «نحتاج إلى دخول فوري لبدء توصيل إمدادات منقذة للحياة».