الرابطة المحمدية للعلماء تصدر‮ «‬مشروع دليل المواكبة‮ ‬الرقمي‮ ‬لفائدة الأطفال واليافعين والشباب‮»‬

‮ ‬أصدرت الرابطة المحمدية للعلماء،‮ ‬بالرباط،‮ “‬مشروع دليل المواكبة من أجل مضمون آمن وأمان رقمي‮ ‬لفائدة الأطفال واليافعين‮”‬،‮ ‬خلال ورشة تكوينية متخصصة حول‮ “‬الناشئة والشباب في‮ ‬المصفوفة الرقمية المعاصرة‮”.‬
ويهدف المشروع،‮ ‬الذي‮ ‬أشرفت عليه الرابطة المحمدية للعلماء بشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة‮ “‬يونيسف‮” ‬وبدعم من السفارة اليابانية،‮ ‬والمندرج ضمن أنشطة وحدة‮ “‬الفطرة الناشئة‮” ‬التابعة للرابطة،‮ ‬إلى تعزيز قيم التسامح والوسطية والاعتدال في‮ ‬صفوف الناشئة‮.‬
كما‮ ‬يروم المشروع،‮ ‬دعم قدرات هذه الناشئة وتمليكها مهارات حياتية وكفايات تساهم في‮ ‬تثقيف وتحصين هذه الفئة من الاختراقات القيمية والسلوكية،‮ ‬عبر تمكينها من الفعل الناجح والراشد بين نظرائها،‮ ‬لكي‮ ‬تبني‮ ‬مستقبلا أكثر إشراقا لذواتها ولبلدانها‮.‬
وأكد الأمين العام للرابطة،‮ ‬أحمد العبادي،‮ ‬في‮ ‬كلمة بمناسبة تقديم الدليل،‮ ‬أنه أضحى لازما الاعتناء بالأبعاد المضمونية التي‮ ‬يتم ترويجها داخل الفضاءات التواصلية للشبكة الرقمية،‮ ‬لتتصدر أولويات التأطير القيمي‮ ‬والديني‮ ‬والتعليمي‮ ‬والفني‮ ‬والفكري‮ ‬للناشئة والشباب،‮ ‬معتبرا أن الشبكة الرقمية تعد‮ “‬الحلبة الأكثر دينامية في‮ ‬المجال التواصلي‮ ‬والتعليمي‮ ‬والفكري‮ ‬وهي‮ ‬الأكثر جاذبية للناشئة والشباب‮”.‬
فمن أجل مواكبة علمية لهذه الفئات،‮ ‬يوضح‮ ‬العبادي،‮ ‬يتعين تقديم خطاب بديل ومقنع وآمن،‮ ‬مما‮ ‬يفرض ضرورة المواكبة والتوجيه،‮ ‬من أجل استخدام سليم لكل هذه الوسائل والوسائط من لدن الطفولة والشباب،‮ ‬ونشر وبث قواعد أخلاقية للتعاملات الرقمية،‮ ‬وكذا وضع معايير قيمية لاستخدام وتوظيف التكنولوجيا لدى الناشئة والشباب،‮ ‬درء لكافة أوجه الانزلاق إلى السلوكيات الخطرة،‮ ‬وتمنيعا لهم من اختراق الأفكار الهدامة‮.‬
وبخصوص العمل المشترك بين الرابطة المحمدية للعلماء ومنظمة‮ “‬اليونيسف‮”‬،‮ ‬قال‮ ‬العبادي‮ ‬إن التشبيكات التي‮ ‬تتيحها المنظمات الدولية تعود بالفائدة على جميع الأطراف،‮ ‬وذلك عبر بلورة تجارب فضلى‮ ‬يمكن اقتسامها مع الدول التي‮ ‬تجمعها روابط حضارية ودينية مشتركة مع المملكة‮.‬
من جهتها،‮ ‬أشارت ممثلة‮ “‬يونيسف‮” ‬بالمغرب،‮ ‬ريجينا دو دومينسيس إلى أن الإحصائيات الراهنة تقدر نسبة الناشئة المرتبطة بشبكة الأنترنت عبر العالم بأزيد من‮ ‬88‮ ‬في‮ ‬المئة،‮ ‬مؤكدة أنه‮ ‬يتعين تحصين هذه الفئة ضد مظاهر التطرف والانغلاق‮.‬
وشددت المسؤولة الأممية،‮ ‬في‮ ‬كلمة خلال اللقاء،‮ ‬على ضرورة الاشتغال مع فاعلين حكوميين آخرين وعلماء دين لإنجاح هذه التجربة،‮ ‬في‮ ‬أفق تعميمها على الصعيد العالمي،‮ ‬مسجلة عزم المنظمة على نسج علاقات تعاون مع حكومات بلدان صديقة تقتسم معها وجهات النظر في‮ ‬ما‮ ‬يتعلق بقضايا الطفولة‮.‬
ويتضمن برنامج اللقاء ورشات تكوينية متخصصة تهم‮ “‬الخطاب الديني‮ ‬في‮ ‬المصفوفة الرقمية‮”‬،‮ ‬و”الفنون في‮ ‬المصفوفة الرقمية‮”‬،‮ ‬و”الوسائط الرقمية‮”‬،‮ ‬و”الإعلام في‮ ‬المصفوفة الرقمية‮”.‬
ويوفر‮ “‬مشروع دليل المواكبة من أجل مضمون آمن وأمان رقمي‮ ‬لفائدة الأطفال واليافعين‮”‬،‮ ‬دعامة تأطيرية لبرنامج الورشات التكوينية المتعلقة ببعد الخطاب الديني‮ ‬والقيمي‮ ‬في‮ ‬المصفوفة الرقمية،‮ ‬وبعد الفنون الآداب،‮ ‬وبعد الهندسة الإلكترونية والتلعيب أو المحفزات التعليمية ومواكبة الناشئة،‮ ‬ودور الإعلام في‮ ‬الوسائط الرقمية‮.‬
كما‮ ‬يعمل الدليل،‮ ‬بغية تحقيق الأهداف المتمثلة في‮ ‬استدماج الوعي‮ ‬والحضور المسؤول عند استعمال الأنترنت والاستئناس بوظيفية التعاطي‮ ‬مع وسائل الاتصال وألعاب الفيديو،‮ ‬على إشراك الناشئة في‮ ‬بلورة رؤيتها الخاصة للأنترنت في‮ ‬المستقبل،‮ ‬وتمكينها من الاستعمال الراشد لوسائل التواصل الاجتماعي،‮ ‬في‮ ‬أفق جعلها حليفا لتحفيز قدرات الإبداع والنقد لديها‮.‬


بتاريخ : 09/03/2018