الرابطة الوطنية لشعراء المغرب تحتفي بالقصيدة المرابطية

تحت شعار «الشعر والشعراء في العصر المرابطي»، نظمت الرابطة الوطنية لشعراء المغرب النسخة الثانية من خيمتها الشعرية، واختارت أن تكون الدورة إهداء للشاعر والناقد علي المتقي، وذلك يومي 28 و 29أبريل بفضاء برج مراكش بمدينة الصويرة .
مساء الجمعة كان الموعد مع حفل الافتتاح بإلقاء كلمة رئيس الرابطة الشاعر عبدا للطيف السبقي الذي شكر كل الحضور من شعراء وعشاق القصيدة وتواضع المحتفى به، كما لم يفته التنويه بمندوبية الثقافة والاتصال وجمعية الأعمال الاجتماعية للشغيلة التعليمية، وكذا الشكر الجزيل لكل المتملصين والمسوفين.
لتنطلق بعدها الندوة الأولى التي اختارت لها الرابطة أن تكون حول المحتفى به شاعرا وإنسانا والتي سيرها الأستاذ عبدالله المتقي، عادل عبدا للطيف ساهم بقراءة نقدية في ديوان علي المتقي «بريد العالم السفلي»، في مفتتح ورقته اعتبر المتدخل أن علي المتقي مبدع أولا ،وقارئ دقيق وعاشق للشعر العربي قديمه وحديثه، كما أنه إطار أكاديمي مختص في النقد والبلاغة، وبخصوص ملامسته للديوان اقترح المداخل التالية:
– جانب الإيقاع المبني بشكل غني ومتناسب
– جانب اللغة التي تعبر عن متانتها وشعريتها في الآن نفسه ، متجاوزة بذلك كل رخاوة أو تفريط في جزالتها.
– جانب المرارة القابضة على الديوان
– جانب الاعتداد بالجذور، روحية كانت أو جغرافية «درعة، الواحة، المخيل …»
– التأثر الكبير بالشاعر الراحل أحمد المجاطي وبينهما كانت صحبة إبداعية وعلمية وإنسانية.
ليخلص في مسك الختام، إلى أن الجانبين القويين في ديوان «بريد العالم السفلي» هما: الموقف القومي وحضور التناص .
أما الأستاذ مأمون لمريني فقد أثث مائدة الأمسية بشهادة حول المحتفى به بعد التنويه بالرابطة الوطنية لهذا السلوك النبيل الذي يتغيا تكريم هذا الرجل الشاعر والماطر، وارتأى أن تكون هذه الشهادة استحضارا لثلاث سمات يراها بارزة في علاقة صداقتها الحميمية، أولاها سلوكه المتميز بالتمحيص والتمسك بالمبدأ مهما كانت العواقب، وثانيها الاعتزاز بجنوبيته وخصوصيات موطنه الأصلي وخاصة قريته ومسقط رأسه قرية «بوخلال» كعادات وتقاليد، كأهازيج وكلام موزون، وكذا بقصورها وقصباتها وطيورها وأناشيد الحب والنزوح، أما ثالث سمة فهي أنه صاحبه بكل ما تكشفه هذه الكلمة من دلالات غائرة في التاريخ والثقافات والأديان، وفي نهاية شهادته يأمل أن يحشر معه، لا لشيء سوى أنه خير الناس وأفضلهم.
بعد المائدة الأولى، كان لعشاق الشعر موعد مع فقرة القراءات الشعرية العمودية شارك فيها كل من الشعراء: عادل لطفي، بوعلام الدخيسي، حميد الشمسدي، ونوفل السعيدي شاعر موغادور.
وفي مسك ختام الأمسية الأولى أعطيت الكلمة للمحتفى به علي المتقي الذي عبر عن أقصى حبوره بهذا التكريم في مدينة الصويرة وبين عشاق القصيدة العمودية، ليتحدث بعدها عن محبته للمعنى الشعري ولا يعنيه شكله وأنىى كان، وبعدها مباشرة قدمت له جوائز رمزية.
صبيحة يوم السبت كان اللقاء مع المائدة الثانية والموسومة ب «الشعر والشعراء» في القصيدة المرابطية من تسيير شكيب عبدا لرحمان، بداءة، ساهم د. علي المتقي بورقة وسمها ب «ابن عباد ومملكة الشعر»، حيث أشار إلى أن يوسف بن تاشفين الذي ضم الأندلس إليه، وقضى على ملوك الطوائف، وأتى بالمعتمد أسيرا إلى أغمات، فسقطن مملكة اشبيلية، لكن مملكة الشعر ظلت قائمة ، أسر الملك ، لكن القيد لم يقو على أسر الفكر والخيال، فظل الشاعر حرا طليقا، يموت الملك أسيرا، يحيا في شعره الذي لم يمت ولن يموت، أراد له يوسف أن يموت غريبا بئيسا، فما دار الزمن دورته، ظل بشعره صاحب صولة وصولجان، وكلما دار الزمن دورته، تكاثر رعاياه حتى ملك دنيا الشعر وشغل الناس، ويضيف علي المتقي «وإذا نظرنا إلى حال الملكين، نرى المعتمد أكثر شهرة من ابن تاشفين، وأن عدد زوار قبره بأغمات على بعده من مراكش، أضعاف زوار قبر ابن تاشفين المشكوك فيه رغم تواجده.
د.عبدا للطيف حسو ساهم بمداخلة عنونها ب « الشعر الصوفي في العصر المرابطي إشكالاته وقضاياه « ليستهل مداخلته بتقديم حول الجنس الشعري ليعرج بعد ذلك على المجال الأدبي في العصر المرابطي مشيرا إلى قضية يوسف بن تاشفين مع المعتمد بن عباد، وكذا إحراق كتاب إحياء علوم الدين للإمام الغزالي، ليسهب بعد ذلك في الحديث عن التصوف في العصر المرابطي، وليختم مداخلته بالتعريف بالشاعر ابن العريف ومختارات من أشعاره واصطلاحاته الصوفية باعتباره نموذجا بارزا وقامة متميزة في الشعر الصوفي المرابطي.
د . حسن كبوس ساهم بورقة وسمها ب» شعر المرابطين وفاعلية التلقي .. قصيدة المديح النبوي أنموذجا «ليؤكد في البداية على الاستفادة من نظرية التلقي من خلال المفاهيم المؤسسة لها، وكذا المتلقي مع مراعاة ضياع الشعر المغربي، ثن تشابه الدراسات المغربية في كمها ونوعها لتتناول المداخلة بعدها العلاقة بين التلقي والإبداع الشعري زمن المرابطين في مختلف أبعادها وحاول الإجابة على مجموعة من الأسئلة من قبيل: كيف كان تلقي الشعر في العصر المرابطي والعصور التالية؟ ما هي أنماطه ومستوياته؟ وختم ورقته بخلاصات أهمها أن القصيدة النبوية مظهر من مظاهر الرفض، كما أن علاقة الشاعر بالمؤسسة الحاكمة غير شفافة.
ومساء السبت كان المجاز وكانت القراءات الشعرية والتي أثثها كل من الشواعر والشعراء: توفل السعيدي «الصويرة»، حكم حمدان «أكادير»، حميد الشمسدي «طانطان»، حمو الأحمدي «تارودانت»، محمد بن زيان وبلال دواس وعادل لعروسي «طنجة»، عبدا لغفور فراريج «زاكورة»، عدنان عبدا لحق وأيوب كوماوي «مراكش»، عزيزة لعميري «أزيلال» ،بتول المحجوبي وبوعلام الدخيسي «وجدة»، عادل ناشط «سلا»، ناصر زيراري «بولقنادل»، فاطمة لمعيزي «أسفي».
ليسدل الستار عن النسخة الثانية في انتظر أن تحفر الرابطة الوطنية في الذاكرة الشعرية للعصر الموحدي، وكل عام والصويرة مدينة شاعرة ومسرحية وموسيقية وتشكيلية وإلى أن لا ينام القمر.


الكاتب : عبدالله المتقي

  

بتاريخ : 04/05/2017