الرباط تحتضن فعاليات الدورة الثالثة من تظاهرة «ليلة العيطة»

محمد السعودي : ليلة العيطة تقليد سنوي لتوثيق التراث ونطمح لتوسيعها إلى مدن أخرى

 

 

تستعد العاصمة الرباط لاحتضان فعاليات الدورة الثالثة من تظاهرة «ليلة العيطة»، التي تنظمها وزارة الشباب والثقافة والتواصل، بشراكة مع الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، ومسرح محمد الخامس، وذلك مساء السبت 19 يوليوز الجاري.
وتأتي هذه الدورة تحت شعار «العيطة امتداد واستمرارية»، في احتفاء متجدد بهذا الفن المغربي الأصيل، الذي لطالما شكل أحد روافد الذاكرة الشعبية ومجالات التعبير عن نبض الجماعة والتاريخ الشفهي للمغاربة.
وتعرف ليلة العيطة مشاركة نخبة من كبار رواد هذا الفن، القادمين من مختلف جهات المغرب، في مقدمتهم الفنان حجيب، وجمال الزرهوني، وعبدو جغالف، ومجموعة المخاليف، فيما تتولى تنشيط السهرة الإعلامية مريم القصيري.
وفي تصريح خاص لجريدة الاتحاد الاشتراكي، أكد الإعلامي محمد السعودي، أحد مؤسسي التظاهرة، أن ليلة العيطة ليست حفلاً عابرا، بل تقليد سنوي الغاية منه توثيق هذا الفن، والحفاظ عليه، ونقله للأجيال القادمة.
وأضاف محمد السعودي في ذات التصريح قائلا:»دورنا كمهتمين هو أخذ المبادرة، وتشجيع الآخرين على السير على هذا النهج، وتوسيع التفكير ليشمل ألوانا تراثية أخرى كـالبلدي بالراشدية، والركادة في الجهة الشرقية، والحساني في الأقاليم الجنوبية».
وأوضح السعودي أن هناك طموحا حقيقيا، إلى جانب الفنان حجيب، لتنظيم جولة وطنية ل»ليلة العيطة» تشمل مدنا كخريبكة، آسفي، الدار البيضاء، سطات وغيرها، شريطة توفر الدعم والإمكانيات، «لأن هذا الفن ،يضيف، يجب أن يبقى حبيس المسارح الكبرى، بل لا بد أن يصل إلى عمقه الطبيعي وجمهوره الحقيقي».
من جهته، عبر الفنان حجيب عن اعتزازه بتحول هذه المبادرة إلى تقليد سنوي يحتضنه مسرح محمد الخامس، منوها بالدعم الذي تقدمه وزارة الشباب والثقافة والتواصل لهذا المشروع الثقافي، ومؤكدا على أهمية التفكير في إشعاع وطني لفن العيطة، من خلال توسيع قاعدة المشاركة والانتقال به من العروض الفنية إلى مسارات التوثيق والتأطير والتربية الثقافية.
ويعود الفضل في إطلاق هذه المبادرة إلى تعاون مثمر بين الفنان حجيب والإعلامي محمد السعودي، اللذين عملا منذ البداية على منح العيطة مكانتها المستحقة ضمن خارطة التعبير الثقافي المغربي، وتحويل الفكرة إلى موعد سنوي يلتقي فيه العارفون والمهتمون والجمهور العريض في لحظة فنية توثق للذاكرة وتنتصر للتراث.
وتأتي هذه الدورة الثالثة بعد نجاح نسختين سابقتين، سجلتا حضورا جماهيريا لافتا، ما شجع المنظمين على الاستمرار في هذا المشروع الثقافي، وجعله أفقا مفتوحا للتجديد والانفتاح على باقي الفنون التراثية، في سياق مغربي يراهن على الثقافة كقوة ناعمة ومجال للتنمية والهوية.


الكاتب : جلال كندالي

  

بتاريخ : 16/07/2025