الرباط.. حين تبهر العاصمة العالم

لم تكن مصادفة أن تختار مجلة “ناشيونال جيوغرافيك” العريقة العاصمة المغربية الرباط ضمن أفضل خمس وجهات عالمية ينبغي اكتشافها سنة 2026. فهذه المدينة التي تنبض بالحياة من كل تفاصيلها، تمشي بثقة بين ذاكرة تمتد لقرون، وحاضر يصنع لنفسه مكانة بين الكبار.
الرباط ليست فقط عاصمة سياسية، بل فضاء متكامل للجمال المغربي، من قصبة شالة التي تروي فصول التاريخ منذ القرن الرابع عشر، إلى برج محمد السادس الذي يشهد على طموح مغرب جديد يرتفع بثبات نحو المستقبل. مدينة تجمع بين صمت البحر وهدوء المعمار، وبين أصوات الفن والكتاب والثقافة.
في هذا التصنيف، تقدمت الرباط على مدن كبرى من قبيل ريو دي جانيرو وفانكوفر وهاواي، وهو ما يمنحنا نحن المغاربة شعوراً بالفخر والاعتزاز، لأن الاعتراف بالجمال حين يأتي من الآخر، يكرّس ما نعرفه عن ذواتنا: أن المغرب بلد قادر على أن يدهش، وأن يترك بصمته دون ضجيج.
ما يلفت الانتباه أن المجلة لم ترَ في الرباط مجرد معمار أو موقع سياحي، بل روح مدينة تعرف كيف تحتفي بالثقافة والفن. من متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر الذي يحتضن أعمال مبدعين مغاربة وأفارقة، إلى المكتبة الوطنية التي أصبحت فضاءً للحوار والتفكير، في بلد اختارته اليونسكو عاصمة عالمية للكتاب لعام 2026.
إنها الرباط التي تعيد تعريف معنى العاصمة:
ليست فقط مركزاً للقرار، بل مرآة لقيم الجمال والاعتدال والتنوع.
مدينة تنتمي للمستقبل دون أن تنسى جذورها، وتُذكرنا بأن المغرب حين يستثمر في ثقافته وهويته، فهو يستثمر في مكانته بين الأمم.


الكاتب : n محمد الطالبي

  

بتاريخ : 25/10/2025