الرباط: علماء وأكاديميون وأساتذة يتدارسون في ندوة دولية موضوع: «أثر علم الكلام في العلوم الإسلامية»

 

احتضنت رحاب مؤسسة دار الحديث الحسنية ندوة دولية في موضوع: «أثر علم الكلام في العلوم الإسلامية»، والتي شارك فيها ثلة من العلماء والباحثين والمفكرين من جامعات ومعاهد علمية من داخل المملكة وخارجها، قدموا بحوثا قيمة ناقشوا فيها – يومي الثلاثاء والأربعاء  29-30 أكتوبر 2024  منزلة علم الكلام، ومشروعيته وصلته بالعلوم الشرعية والإنسانية، وأثره في المعرفة الإسلامية وضرورته في الدفاع عن هوية الأمة وعقيدتها. حيث استهلت أشغال هذه الندوة بمحاضرة افتتاحية ألقاها فضيلة العلامة الأستاذ: الدكتور مصطفى بن حمزة بعنوان: «الوظيفة الحمائية لعلم الكلام»، واختتمت بمحاضرة ألقاها فضيلة الأستاذ الدكتور سعيد فودة في موضوع: «المآخذ الكلامية في بناء الفكر وتحصين الإنسان في ظل التحديات الفكرية المعاصرة». وتوزعت باقي مداخلات الندوة على المحاور الآتية:
المحور الأول: علم الكلام: المفهوم والمشروعية، المحور الثاني: علم الكلام: المقاصد، والوظائف العلمية، وسؤال التحيز، المحور الثالث: قضايا منهجية في علم الكلام، المحور الرابع: علم الكلام والعلوم الإسلامية والإنسانية: رؤى في العلائق وفي الآفاق. وقد خلص المشاركون في الندوة، بعد نقاش بناء وعميق، إلى النتائج والتوصيات الآتية:
أولا – النتائج:
– إن لعلم الكلام أثراً عميقاً في العلوم الإسلامية؛ في الفقه، وأصول الفقه، والتفسير، وشرح الحديث وغيرها؛ وهذا التأثير عائد إلى موقعه ورتبته من علوم الإسلام وإلى الخصائص المنهجية التي تفرد بها.
– اضطلع علم الكلام منذ نشأته الأولى ولا يزال؛ بوظائف ريادية؛ من أهمها: تسديد العقل المسلم، والذود عن حياض الدين، وتحصين العقائد الإسلامية.
–  إن علم الكلام بشقيه الأشعري والماتريدي، كغيره من العلوم الإسلامية، لا يزال قادرا على مواكبة الحاضر والاستمرار في المستقبل، بفضل منهجه الاستدلالي القويم وبنيته المعرفية الموسومة بالتوازن والتكامل؛ والتي يمكن توظيفها في الأبحاث والنقاشات المعاصرة.
– إن المباحث التي بحثها المتكلمون المتقدمون، ما زالت كفيلة بحل المشكلات والجواب عن الشبهات المعاصرة؛ شريطة تحديث صياغتها، وتقوية بنيانها، وتوظيفها على الوجه الصحيح.
– إن علم الكلام علم مُؤَسس للحوار مع الآخر وممهد للتعرف على آرائه الفلسفية والدينية.
– إن من خصائص علم الكلام الأشعري التي تستحق مواصلة الاعتناء بالبحث فيها مقاصد وتأصيلا وتفصيلا خصيصة النأي عن التكفير والتماس الأعذار لأهل الملة.
– إن البحث الكلامي بالمغرب امتداد لجهود الإمام أبي الحسن الأشعري ومن انتسب إلى مذهبه من الأئمة في ترسيخ معتقد السلف وتحصينه بقواطع المنقول والمعقول.
– إن لأهل المغرب تميزهم وبصمتهم الخاصة في عرض المباحث العقدية بأدلتها اليقينية؛ إذ أسهموا في إغناء البحث الكلامي الأشعري بتحقيقاتهم النفيسة وأبحاثهم الرصينة ومؤلفاتهم الفريدة، الشاهدة على علو كعبهم في العلوم العقلية عموما وفي علم الكلام على وجه الخصوص.
ثانيا – التوصيات:
– النهوض بمنزلة علم الكلام في الحقل الأكاديمي؛ ليقتدر الفاعلون فيه والمشتغلون به على مواجهة الفلسفات الوافدة والأفكار الهدامة على مستوى الاعتقاد.
– حث الباحثين في علم الكلام على الاستفادة مما تزخر به الخزانة الكلامية التراثية من النفائس، مع الاستفادة من معارف العصر في الرد على الشُّبه الجديدة والتحديات المعاصرة التي تعترض العقائد الدينية الإسلامية.
– توجيه الباحثين إلى إنجاز دراسات موضوعية في الأسباب العلمية والتاريخية التي فرضت دمج علم الكلام في العلوم الإسلامية.
– توجيه الدارسين إلى البحث في نظرية المعرفة المعتمدة في علم الكلام، والإفادة منها في الإجابة عن المشكلات العقدية والفكرية المستجدة.
– الانفتاح على أعمال العلماء والباحثين الغربيين المهتمين بالفكر الكلامي، وتشجيع الباحثين على التفاعل معها: وصفا، وتحليلا، ونقدا.
– تشجيع الباحثين المقتدرين على إنجاز كتب ورسائل لتقريب المذهب الأشعري من عموم المتعلمين والمثقفين، وعلى فتح منصات في مواقع التواصل الاجتماعي موجهة للشباب على وجه الخصوص.
–  تعزيز مكانة الدرس الكلامي الأشعري بمؤسسة دار الحديث الحسنية خاصة وبمؤسسات التعليم العالي عموما، باعتباره مكونا أساسيا من أسس الثقافة الإسلامية وثابتا من ثوابت الأمة المغربية.


الكاتب : محمد طمطم

  

بتاريخ : 09/11/2024