أصدر منتدى السوسيولوجيينوالأنثروبولوجيين المغاربة، بلاغا له عبر من خلاله قلقه واهتمامه بالنقاش الدائر حول مشروع الهندسة البيداغوجية الذي أعلنت عنه وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار.
ولأن منتدى السوسيولوجيينوالأنثروبولوجيين المغاربة باعتباره فضاء للنقاش والبحث العلميين، يسعى إلى تخصيب الأفكار، والارتقاء بالمستوى الفكري والسوسيوسيولوجي فإنه يثمن عملية التنسيق التي تقوم بها شعب ومسالك السوسيولوجيا والأنثروبولوجيا وطنيا بهدف تقريب المواقف والآراء، وتسهيل عملية الوصول إلى موقف مشترك وموحد.
وقد عبر نفس المنتدى عن موقفه الواضح والصريح من خلال البلاغ نفسه، من مشروع الهندسة البيداغوجية المقترح من طرف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار والذي يرفض من خلاله أي طريقة فوقية ومتسرعة في إعلان المشاريع واعتمادها، ويَعْتَبِرُ أن فلسفةَ الإشراكِ الواسعِ للأساتذة الباحثين، وَمَنْحَ الوقتِ الكافي لإنضاج الأفكار والتصورات هو الطريقُ الوحيدُ المثمرُ والآمنُ. ومن ثمة، فإن بلورة مشاريع التكوينات الجامعية الأساسية يتوجب أن يتم الانطلاق فيها من مقترحات الأساتذة وهياكلهم أولا.
كما يعبر حسب ذات البلاغ، على الحرص على التمايز القائم بين التكوينات في إطار مؤسسات التعليم العالي والتكوينات الممهننة.
كما يرى المنتدى نفسه أن أزمة التعليم العالي على قدر كبير من التعقيد، وتمر من منعطف تاريخي، بحيث لا يُقبل، عقلا أو أخلاقا، أن نباشر حلها بالترويج لعبارات رنانة يُبْحَثُ لها عن مفعول سحري مثل soft skills. فهذا الأمر يمكن اعتباره فعلا سياسيا لا أخلاقيا يقوم على أساس ثني الهمم عن الاهتمام بالمشاكل الحقيقية، وتوجيهها إلى الاهتمام بمشاكل زائفة.
ودعا منتدى السوسيولوجيينوالأنثروبولوجيين المغاربة المسؤولين أن يثبتوا جدارتهم، وأن يتحلوا بالمسؤولية التاريخية التي سَيُسْأَلُونَ عنها من طرف الأجيال القادمة؛ فبلادنا تمر من منعطف تاريخي لاَ يَحْتَمِلُ التخبطَ والارتجالَ.
وربط البلاغ ذاته، مسألة إصلاحُ التعليمِ يستلزمُ التريثَ، والترويَ، وترصيدَ المكتسباتِ، وإعمالَ الحسِّ التاريخيِّ في قراءة الأزمة، والانفتاحَ على التجارب العالمية الناجحة وتكييفَها مع الحاجات المحلية.