الرجاء الرياضي نموذج احترافي للاقتداء في زمن الريادة الكروية المغربية

أصبح المغرب يحتل موقعا مهما ضمن منظومة الكرة العالمية بمؤشر جد ممتاز، جعله يصبح ضمن الصفوة، وهذا ما ظل يتمناه المغاربة منذ سنين، استوجب معه ضرورة خلق دوري احترافي على غرار الدوريات العالمية ولاسيما الأوربية منها، وهذا ما حدث في السنوات الأخيرة وأصبح الدوري المغربي يحمل اسم الاحترافي.
ومن هذا المنطلق أصبح الجمهور المغربي يتساءل عن المعايير التي يجب توفرها في هذه المنظومة لتحقيق شمولية الاسم، وخصوصا على صعيد الأندية الوطنية بجميع أقسامها، في مقدمتها الانتقال من التسيير الجمعوي إلى إدارة الشركات والاستقلال المالي..
وفي ذات السياق ظهرت بوادر هذا التحول على مستوى بعض الفرق، وأخص بالذكر الكبرى منها في القسم الأول من البطولة الاحترافية، بالرغم من تخبطها في مشاكل عدة أبرزها المادية، التي تعتبر العائق الأكبر، ومنها فريق الرجاء البيضاوي الذي يحمل الصفة العالمية، من خلال ما حققه وطنيا وقاريا، ومن بينها حصوله على الوصافة في مونديال الأندية الذي نظم في المغرب سنة 2013.
وللحديث عن الفريق البيضاوي لا بد من الوقوف عند التغيير، الذي عرفه منذ سنوات والمتمثل بالخصوص في إنشاء أكاديميته التي تستوفي المعايير الضرورية للتكوين، ولإبراز مواهب جديدة مستقبلية تعزز صفوف الفريق والمنتخبات الوطنية لضمان المستوى العالي، الذي وصل إليه اللاعب المغربي على الصعيد العالمي.
وإلى جانب الأكاديمية، بادر مسيرو الفريق لتلميع الصورة والتسويق لاسم الرجاء من خلال افتتاح متجره rajaa chop المختص في الأقمصة والألبسة الرياضية التي تحمل شعار الفريق، والتي كانت سباقة له من قبل من خلال افتتاح عدد من المحلات الصغيرة في عدد من أحياء مدينة الدار البيضاء، ولا سيما في معاقل مشجعيها كدرب السلطان والبرنوصي… وغيرها، والتي لم تعرف أغلبيتها الاستمرارية، التي كان من شأنها أن تعزز الدخل المادي للفريق إلى جانب المستشهرين والمشاركات الدولية.
ويبقى الرجاء نموذجا يقتدى به، كما جاء في كلمة جلالة الملك محمد السادس، في حق الفريق بعد الإنجاز المونديالي، الذي يستوجب تعميمه على باقي الفرق الوطنية عبر مراحل، انطلاقا من القسم الاحترافي الأول تم الثاني وباقي المستويات، ولم لا الانتقال إلى فتح أكاديميات الفرق على الصعيد الإفريقي والعالمي مستقبلا، للنهوض بالدوري المغربي لغرض احتلال المراتب الأولى، كبرهان على النهضة الكروية الذي يعرفها بقيادة عاهل البلاد.
وجاء فوز الرجاء بالثنائية في هذا الموسم، ليؤكد أنه مثال للفريق المتماسك والقوي، بالرغم من الإكراهات التي يتخبط بها، خصوصا على الصعيد الإداري، كغياب الرئيس، وحرمانه من جمهوره خلال مباريات عدة، وبالأخص خارج الميدان مما قلّل من الموارد المالية، ناهيك عن النزاعات القضائية المتعلقة باللاعبين المغادرين ومطالبتهم بالمستحقات العالقة، إلا أن هذا الفريق استطاع تحقيق موسم استثنائي بدون هزيمة على صعيد مسابقة البطولة والكأس، ليظفر بالدرع الذهبي كثالث فريق في العالم هذا الموسم.


الكاتب : عزالدين زهير

  

بتاريخ : 05/07/2024