هل يتمكن المكتب المسير الحالي من إنهاء الأزمة؟
فجرت النتائج الأخيرة التي حققها فريق الرجاء الرياضي، خلال الدورات الثلاث الأخيرة، حالة من القلق في صفوف الجماهير الخضراء، التي عبرت عن امتعاضها من الأداء المقدم فوق المستطيل الأخر، حيث أن الفريق حصد تعادلين وهزيمة واحدة رفقة المدرب الجديد، البرتغالي رودريغو سابينتو، الذي مازال يبحث عن فوزه الأول رفقة النسور، بعدما تسلم المهمة خلفا للبوسني روسمير سفيكو.
وحسب مصادر مطلعة، فإن الأزمة المالية التي يعيشها الفريق منذ سنوات، مازالت ترخي بظلالها على مستقبل الرجاء، متوقعة أن يجد المكتب المسير الحالي صعوبة كبيرة في دخول سوق الانتقالات الشتوية، رغم الحاجة الملحة إلى قلب هجوم، يمكن أن ينهي الفرص التي تضيع بشكل كبير داخل معترك العمليات.
وأضافت مصادرنا أن المكتب المسير للفريق سيكون في حاجة نهاية الموسم إلى ما يعادل مليارين ونصف المليار سنتيم من أجل تسديد حقوق اللاعبين القدامى، تفعيلا لبروتوكولات التسوية التي تمت معهم في الصيف الماضي، والتي بناء عليها تم تأهيل الصفقات الجديدة، التي تم إبرامها، وهي البروتوكولات التي تعتبرها مصادرنا تأخير للأزمة فقط.
وألمحت ذات المصادر إلى أن كل الفعاليات الرجاوية تنتظر موعد إعادة فتح مركب محمد الخامس، بغاية ضمان حضور جماهيري غفير، وبالتالي توفير موارد مالية إضافية يمكن أن تخفف من حدة الخصاص المالي.
وتتوقف كثير من الحسابات الرجاوية على تحقيق نتائج جيدة، سواء في الدوري الاحترافي أو عصبة أبطال إفريقيا، بغاية تخفيف الضغط على اللاعبين، وتأمين مسار عادي للفريق، الذي أنهى الموسم الماضي بطريقة مثالية، بعدما توج بلقبي الدوري والكأس دون أن يحصد أي هزيمة، وهو إنجاز غير مسبوق في تاريخ كرة القدم الوطنية.
واعتبرت مصادرنا أن المكتب المسير الجاري يتعين عليه بذل مجهودات كبيرة، خاصة في الشق المالي، متوقعة أن يتجدد خطاب الأزمة، وفتح أبواب المساعدة والتضامن الرجاوي، خاصة وأن عشاق الخضراء استجابوا لكل المبادرات التي تم إطلاقها في هذا الجانب، دون أن يتغير الحال عن سابقه.
وترى مصادرنا أن المكتب المسير الحالي مدعو إلى تحمل مسؤوليته، لأنه رفض فتح الباب في وجه كل الشخصيات التي عبرت على رغبتها في تحمل مسؤولية قيادة الفريق، وتم تفعيل بنود النظام الأساسي في وجههم، علما بأن منطق المرونة ظل معمولا به في هذا الجانب منذ سنوات، وبموجبه كان يتم التوافق داخل البيت الرجاوي، بعيدا عن منطق الإقصاء.
وتضيف المصادر ذاته أن اللاعبين الحاليين ينتظرون بدورهم وفاء الإدارة بالتزاماتها، حيث أن نهاية شهر دجنبر المقبل هي التاريخ الذي تم اقتراحه على اللاعبين من أجل تسلم الشطر الأول من منحة التوقيع.
وعموما، فإن كل الفعاليات الرجاوية تأمل أن تسير الأحداث في سياقها الإيجابي، وأن تتمكن الإدارة الحالية من الوفاء بالتزاماتها، وأن تكون النتائج المحققة في مستوى التطلعات.
يذكر أن الفريق الأخضر يحتل، بعد مرور ثماني دورات، المركز الحادي عشر، برصيد 11 نقطة، جمعها من ثلاث انتصارات وتعادلين، مقابل ثلاث هزائم.
في سياق متصل، يباشر الفريق الأخضر تحضيراته لمواجهة السبت المقبل أمام النادي المكناسي، على أرضية ملعب العربي الزاولي، وخلال سيكون الانتصار مطلبا رجاويا ملحا، لإنهاء حالة الاستعصاء وبعث روح جديدة داخل الفريق.