تُعتبر مدينة الرحمة بدار بوعزة واحدة من المدن الحيوية التي تفتقر إلى دور الشباب، مما يثير تساؤلات عديدة حول أسباب هذا الغياب وتأثيره على المجتمع. فالشباب، الذين هم القوة المحركة لأي مجتمع، يمثلون الفئة الأكثر حيوية ونشاطا، ولديهم القدرة على إحداث تغييرات إيجابية. لكن، في غياب دور الشباب، تُفقد المدينة فرصا هامة لتطوير المهارات القيادية وتعزيز روح المبادرة، مما يؤدي إلى شعور بالإحباط والعزلة بين هذه الفئة المهمة من المجتمع.
وتواجه مدينة الرحمة عدة تحديات تعيق مشاركة الشباب؛ ومن أبرزها نقص الفرص المتاحة، حيث لا توجد برامج تدريبية أو ورش عمل تساهم في تطوير مهاراتهم. بالإضافة إلى ذلك، هناك غياب واضح للدعم من الجهات الحكومية والمجتمع المدني في إنشاء مشاريع شبابية. كما أن الافتقار إلى المساحات المخصصة للشباب لممارسة الأنشطة الثقافية والرياضية والمهرجانات وغيرها يعد من العوامل الرئيسية التي تعيق انخراطهم.
هذا؛ ومن الضروري أن تُبادر الجهات المعنية في مدينة الرحمة إلى إنشاء برامج ومبادرات تستهدف الشباب، حيث يجب توفير بيئة آمنة ومناسبة للتعلم والتفاعل، وتنظيم فعاليات ثقافية لتعزيز التواصل بين الشباب والمجتمع. كما يجب العمل على توفير فرص عمل في إطار الاقتصاد التضامني والاجتماعي، من خلال دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي يقودها الشباب. إن توفير وتعزيز دور الشباب في مدينة الرحمة ليس مجرد خيار، بل هو ضرورة ملحة لضمان مستقبل مشرق للمدينة من خلال توفير الفرص والدعم، التي ولا شك يمكن أن تُحدث تغييرات إيجابية تساهم في التنمية الاجتماعية والثقافية، مما يعود بالنفع على المنطقة.