تعم موجة السخط والاحتقان وسط سكان دوار»السيفا» قيادة عرب الصباح زيز، دائرة أرفود، بإقليم الرشيدية، الذين يطالبون بتدخل الجهات المسؤولة ترابيا لرفع التهميش الذي يعاني منه الدوار، الذي يعرف غيابا تاما للبنية التحتية، حيث أكد عدد منهم في تصريحات مختلفة على أن دوارهم» ليس فيه شيء يوحي بوجود تنمية اجتماعية، حيث لا ماء صالح للشرب، لا كهرباء، و لا طريق معبدة لفك العزلة التي يعرفها الدوار…».
وتتعدد شكايات ساكنة هذا الدوار، التي وإن اختلفت التعابير بخصوصها إلا أن مضمونها واحد، إذ تؤكد على ألسنتهم بأنه «رغم المشاريع التي تعرفها قصور ودواوير مجاورة، فإنها لم تقدم شيئا لمنطقة «السيفا»، بالنظر لاستمرار معاناة الدوار وسكانه من غياب فك العزلة الطرقية، وانعدام قنوات الصرف الصحي، الذي أضحت مياهه تتجمع في حفرة واسعة بجانب السكان، تنبعث منها الروائح الكريهة المقززة، مشكّلة خطرا على صحتهم وتداعيات على البيئة»؟
وأوضح عدد من القاطنين المتضررين بأن الحفرة، التي وصفوها بالعجيبة، والتي لها عمق يزيد عن التسعة أمتار، التي يتجمع فيها ماء الصرف الصحي، هي « نتاج مشروع فاشل أنجز سنة 2015 ، لأنها تتسبب في عدة مشاكل وتساهم في نقل الأمراض»، مضيفين بأن «مشروع الصرف الصحي الذي أنجزه مجلس الجماعة يعد هو المسؤول عن هذه المعضلة البيئية النتنة، لأن انجازه لم يراع ضوابط المنطقة و خاصياتها القروية، ما جعل الصرف الصحي يتجه نحو حفرة تتجمع بها المياه العادمة على وجه الأرض وهو ما يسبب عدة اختلالات بيئية».
وندّد عدد من سكان هذا الدوار بما وصفوه بـ «الحكرة الكبيرة التي يتعرضون لها من طرف مختلف المتدخلين»، وهو ما يعكسه بحسبهم «هذا الوضع المستمر، في غياب تدخلات من شأنها أن تجعلهم يحسون بآدميتهم وتحفظ كرامتهم». وأضاف عدد منهم بأن « جميع الدواوير والقصور المكونة للجماعة وعددها تسعة، استفادت من مشروع الصرف الصحي بطريقة مقبولة، باستثناء هذا الدوار»، وهو ما يجعلهم يطرحون العديد من الأسئلة عن أسباب ما اعتبروه «إقصاء واستمرارا في التهميش»!
ويعتبر المتضررون أن توفير حلول تتعلق بالماء الصالح للشرب والصرف الصحي والكهرباء وهيكلة الطريق الرئيسية المؤدية إلى الدوار، هي من الحقوق الأساسية التي يجب أن تتوفر بشكل طبيعي دون الحاجة للمطالبة بها، خاصة في ظل التطور الكبير الذي تعرفه البلاد والسعي الجاد لتوفير الحماية الاجتماعية لكافة المغاربة من خلال تحقيق عدالة مجالية تشمل كافة المستويات. وقرر سكان دوار «السيفا» توجيه رسالتهم إلى كل الجهات المختصة، مطالبين بالتفاعل الجاد معها، وبالعمل على بذل كل الجهود التي تمكّن من تحقيق تنمية حقيقية في المنطقة.