تلقف وليد الركراكي ، مساء أول أمس الأربعاء، كرة نار تدريب المنتخب الوطني قبل أقل من ثلاثة أشهر من مونديال قطر 2022 في كرة القدم، بدلا من البوسني العنيد وحيد خليلوزيتش المقال من منصبه، بطموح نقل تجربته الناجحة مع الوداد البيضاوي إلى «أسود الأطلس».
ويجيد ابن السادسة والأربعين توظيف لاعبيه وتحفيزهم وتعزيز إمكانياتهم، يعرف بصرامته وشخصيته القوية ولا يقبل الخسارة بسهولة.
بعد مشوار واعد مع الفتح الرباطي نهاية العقد الماضي وآخر وجيز مع الدحيل القطري، حصد المدافع الدولي السابق المولود في فرنسا مجدا قاريا مع الوداد الموسم الماضي. فقد قاده إلى التتويج بلقب دوري أبطال إفريقيا على حساب الأهلي المصري والاحتفاظ بدرع الدوري المحلي، رغم معاناة الفريق من محدودية التعاقدات بسبب عقوبات الاتحاد الدولي (فيفا)، على خلفية قضايا تتعلق بعقود مع لاعبين سابقين.
ورغم هذا الإنجاز، أعلن أنه سيترك منصبه مطلع غشت، ما أثار تكهنات حيال تسلمه قيادة المنتخب المغربي حتى قبل الإعلان الرسمي عن رحيل خليلوزيتش.
الركراكي المولود في كورباي – إيسون الواقعة في ضاحية باريس الجنوبية، لوالدين ينحدران من مدينة الفنيدق الشمالية على الساحل المتوسطي، راكم تجربة أوروبية بعد أن حقق حلم والده، الذي أراد إرسال صورة نجله إلى البلاد وهو يجلس وراء مكتب، فحاز شهادة جامعية في العلوم الاقتصادية والاجتماعية.
بدأ الظهير الأيمن مسيرته الاحترافية متأخرا مع راسينغ باريس في الدرجة الثالثة (1998)، ثم صعد مع تولوز إلى الدرجة الأولى، قبل أن يتوج بطلا للدرجة الثانية مع أجاكسيو (2002)، حاصدا جائزة أفضل مدافع، فيما كان أحد أبرز عناصر المغرب في مشوار وصافته لكأس أمم إفريقيا 2004 أمام تونس وخاض معه 45 مباراة دولية.
وبعدما انتقل للدوري الإسباني من بوابة راسينغ سانتاندر لموسمين حيث لاحقته الاصابة، عاد إلى فرنسا منهيا مشواره كلاعب مع ديجون وغرونوبل.
عبر دورات في فرنسا، دخل المدافع الأنيق، الذي اكتشفه المدرب الفرنسي رودي غارسيا، سريعا السلك التدريبي، فبدأ مساعدا لمدرب المنتخب المغربي رشيد الطاوسي لمدة سنة (2013).
ولمع نجمه سريعا بأسلوب عصري مع الفتح الرباطي، وقاد فريق العاصمة إلى لقب كأس العرش 2014. كما قدم نفسه أحد أبرز المدربين الصاعدين بتسيده الدوري المحلي لموسم 2016 أمام القطبين الوداد والرجاء البيضاويين.
فتح التألق المحلي الآفاق أمامه، فاختار تجربة خليجية من بوابة الدحيل القطري، وفاز معه بلقب الدوري 2020، لكن مشواره لم يستمر طويلا إثر الخروج من الدور الأول لدوري أبطال آسيا.
عاد إلى الدوري المغربي مع الوداد خلفا للتونسي فوزي البنزرتي، محققا أمنية اللعب في ملعب محمد الخامس أمام الجمهور الأحمر الكبير في الموسم الماضي.
انتهج أسلوب لعب هجومي جاذب جعله محبوبا لدى الجماهير، بموازاة تحقيق اللقبين القاري والمحلي، فضلا عن الوصول لنهائي كأس العرش، حيث خسر بضربات الترجيح أمام نهضة بركان.
وسيكون الركراكي مطالبا بالكثير في قطر، حيث يساند فريقه جمهور كبير من الجالية المغربية، أما إطلالته الأولى فتأتي في المباراتين الوديتين ضد تشيلي والباراغواي أواخر الشهر الجاري، يسبقهما معسكر إعدادي في إسبانيا.
والركراكي هو أول مدرب مغربي لأسود الأطلس منذ 2016، بعد الفرنسي هيرفيه رينار (2016 – 2019) وخليلودجيتش (2019 – 2022).