ما يقع في غزة، كابوس مرعب اعتقدنا خطأ أنه ولى مع زمن الإبادات
يعتبر مبارك ربيع أحد رواد الرواية المغربية، وأحد المؤسسين الأوائل للرواية المغربية إلى جانب جيل الرواد من أمثال: علال الفاسي، محمد عزيز الحبابي- عبد الله العروي .
يتميز صاحب « الطيبون»، بكونه كاتبا مجددا. فإلى جانب روائيي التأسيس، كتب في مرحلة التجريب والحداثة، وظلت رواية منصتة وراصدة لكل تحولات المجتمع عبر مسارين متوازيين في الحكي: مسار رمزي وآخر واقعي، واستطاع من خلال كتاباته التي تربت أجيال على نصوصها، وصنعت من خلالها وعيها الخاص، أن يحافظ على وفائه للكتابة أولا ، بغض النظر عن موضوعها، باعتبارها تنتج حكاية ما، وتنتج مضامين جديدة ترتبط بالتحولات والظواهر الجديدة في المجتمع المغربي المعاصر. كما كان سباقا، الى إثارة عدد من القضايا التي مازلنا نعتبرها إلى يومنا هذا أسئلة شائكة تحتاج إلى أجوبة. وهو ما يمكننا من القول بأن كتاباته عابرة لأجيال الكتابة الإبداعية المغربية والعربية لأنها استطاعت أن تخيط لنفسها رداء جماليا جديدا يلتقط تفاصيل الحياة وأحداثها دون أن يفرط في هويتها التخييلية.
حول تجربته الإبداعية وأسئلة الوعي والكتابة ، والمشهد الثقافي المغربي اليوم، كان لنا معه هذا الحوار:
p يستدعي السياق العربي اليوم أن ننطلق من سردية فلسطين الكبرى وما يقع اليوم من محاولات محو واجتثاث. نستحضر هنا روايتك «رفقة السلاح والقمر» التي احتفت بحرب أكتوبر. ما بين أكتوبر 1973 وأكتوبر 2023، تغيرت أسيقة القضية سياسيا، لكنها لاتزال تحافظ على طراوة الألمن كقضية إنسانية. هل لايزال بإمكان هذه السردية تحقيق الإضافة روائيا؟
n في الحقيقة عند استحضار الظروف التي أنتجت رواية «رفقة السلاح والقمر»، يمكنني القول إنها مما ينتمي إلى «الزمن الجميل»، زمن الأحلام وهو الزمن الذي كان هامش الحرية فيه، للإنسان وللمفكر والمثقف، هامشا ضيقا، ومع ذلك كان زمن حلم. وهنا لابد أن أسجل انفعالي بالأحداث التي تقع اليوم في غزة. من جهة لارتباطي كمغربي وكإنسان حر بالقضية الفلسطينية، وبضياع حقوق شعب مصيره أشبه ما يكون وسيكون، لا قدر الله، كما وقع للهنود الحمر وغيرهم.
من جهة أخرى، هذا الارتباط بما هو روحي وثقافي وانتمائي، على جميع المستويات، يضاف إليه معرفتي الشخصية بما قامت به التجريدة المغربية في حرب أكتوبر 1973 خاصة في الجولان..هذه اللحظة تجعلني أستعيد اليوم أنه سبق لي في نكسة 1967 أن كانت لي محاولة لكتابة شيء لا داعي لذكر تفاصيله الآن، لكني تذكرته بعد سنوات ليكون مرجعية. وقد طرح علي هذا السؤال مرارا من طرف إعلاميين وجعلني أراجع نفسي وأتساءل بدوري: كيف التقطت فكرة رواية «رفقة السلاح والقمر»؟
كما قلت في 1967 كان لدي مشروع أدبي، لكن لم يتم لأن المشاركة المغربية لم تتم لحظتها لأسباب معروفة. ظروف كتابة «رفقة السلاح والقمر» تغذت بالأحلام والانتشاء بالنصر والحرية، ولاسيما عندما أتذكر شخصية الفدائي أبو محمد الذي فقد يمناه ليشتغل بيسراه ، والمرأة الفلسطينية التي كانت تود إنجاب أكثر ما يسعه رحم امرأة، لتضمن استمرار المقاومة واستمرارا القضية حية.
ما نراه وما يقع اليوم، هو كابوس مخيف ومرعب أكثر من كل أفلام الرعب التي شاهدناه من قبل. لقد كان الاعتقاد السائد أن زمن الظلام وزمن الإبادات وظروف نكبة 1948 قد ولى إلى غير رجعة، وحتى زمن العبودية والاستعمار في إفريقيا وسياسات الأبارتايد أصبحت من التاريخ البعيد، قبل أن نستيقظ اليوم على هذه الحقيقة المرعبة والتي يزيدها قتامة العجز العربي والإسلامي عن التحرر ومنع ما يحدث، والأدهى من ذلك الإجماع الغربي على مباركة ما تفعله إسرائيل. هذا شيء يفوق التصور وهنا تحضرني مقولة للراحل عبد الله إبراهيم «الواقع أغرب من الخيال» وهي تصدق على ما يجري اليوم.
هل ما يجري يسعف على إنتاج شيء من قبيل «رفقة السلاح والقمر»؟ ّأقول: مبدئيا، لا. لأن الواقع فوق الوصف، وقد يحدث ذلك عندما تتضح الرؤية ونستوعب الأمور، لكن الأكيد أن إنتاج أثر أدبي إذا قدر له أن يكون، فسيكون في غاية المأساوية .
p الرواية المغربية جنس أدبي يتداخل فيها ما هو واقعي بما هو خيالي، كيف تلتقط الرواية وتمثل المجتمع المغربي في حركته الاجتماعية؟
n قضية الخيال والواقع يطول فيها الحديث، فكما ليست هناك طريقة واحدة للمشي، ليست هناك طريقة واحدة في التفكير. فكونك تفكر بطريقة الإدراك أو الخيال أو الاسترجاع ، فهذه كلها مجرد تصنيفات ومحددات للتواصل ، أما الفكر فهو عملية واحدة هذا من جهة ، من جهة أخرى أتساءل: عن أي واقع نتحدث؟.
الواقع إذا استطعنا تصويره، أبلغ بكثير في قبحه، في جماله، في عنفه، في سلاسته. فما نكتبه أو نصوره قد يرتفع على الواقع ، وقد يكون أقل منه ولكن ليس هو الواقع.
الواقع هو العين التي ترصده وتراه كواقع، وهو واقع خاص بتلك الزاوية التي نرصده منها.
في النهاية الواقع هو تلك اللحظة التي تلتقي فيها الشعلة بالمادة المشتعلة، أي لحظة توهج تتداخل فيها الوقائع والأحداث لتتنامى بعد ذلك السردية في قصة أو رواية.
هذه اللحظة يوقظها الواقع، لكنها بعد ذلك تتحول إلى واقع آخر، لذا نجد أحيانا أن نظرية المحاكاة الأرسطية في الإبداع لها جانب كبير من الصواب لأن الواقع يقدم لنا نماذج تفوقنا أو نفوقها، ولا نستطيع تخطيها إلا بتركيب عناصر هذا الواقع الذي نصوره على الورق، والذي هو نسخة مقاربة تفوق أو تقل، تتشابه، تتعادل مع الواقع.
p هل يمكن للرواية أن تبني متخيلها الروائي بعيدا عن قضايا الواقع وأسئلته الشائكة؟ وكيف يمكن أن تبني الرواية وعيها ومن ثم تنقله للقارئ ليبني وعيه الخاص؟
n الكاتب والمبدع، أيا كان فنانا شاعرا روائيا، هو نفسه الواقع، ولا يمكنه، وهو ينتج أن ينسلخ عنه، لكن آليات التفكير تستطيع أن تخلق شيئا جديدا وأن تركب واقعا جديدا، قد ينجح الروائي في خلقه كما قد لا يتوفق في ذلك.
فعندما نقيّم الإبداع، لا ننظر من زاوية الخطأ والصواب، بل من خلال القدرة على الإدهاش وخلق المتعة والإبهار وهذا هو المعيار الذي يجعل الإبداع إبداعا.
طبعا، الروائي عندما يكتب، يكتب بوعي روائي وذاتي ووعي حضاري لكنه ليس مسؤولا عن وعي القارئ لأن هذا ليس من صميم مهمته. وقد يحدث هذا الوعي، لكن ليس بتطابق مع وعي الروائي.
يمكن قراءة النص الإبداعي بصفة عامة، وهنا أتحدث انطلاقا من كتاباتي، لأقول إنها تقرأ على عدة مستويات: تقرأ على مستوى عادي كأحداث وقعت في زمن معين، لكن زاوية الرؤية التي ينظر منها الروائي الفنان هي: كيف يرصد ومن أية زاوية وهو في هذا الاتجاه يؤشر على رسالة ليست هدفا في حد ذاتها. الهدف هو خلق المتعة والجمالية التي قد تحصل للمبدع نفسه أثناء الكتابة قبل أن يفصح عنها للغير.
الوعي الروائي الذي يصوره الروائي، في شخصياته و في مواقفها، ليس ما يهم مع أنه قد يحصل ويكون دافعا وملهما للتغيير.
p أعمالك الروائية تميزت نوعا ما بالقدرة على ممارسة فعل التأريخ لجوانب ومساحات اجتماعية مهمة من الواقع المغربي، خاصة بعد الاستقلال .كيف تخدم الرواية التاريخ عبر التخييل دون أن تنتصر لوثوقيته؟
n العلاقة بين الرواية والتاريخ سؤال مطروح بحدة ولا أزعم الحسم فيه. شخصيا كتبت في السبعينات عن الأربعينات. وما الذي يجعل كتابتي تاريخا أو رواية هو منهجية الكتابة وليس موضوعها. ففي الإبداع السؤال الذي يجب أن يطرح هو: هو كيف تقول، لا ما تقول. التاريخ يقدم حدثا بطريقة موضوعية ووضعية، لكن عندما يتناوله المبدع، فهو يقدمه بما يجعله حيا متحركا على الورق. هذه الحيوية والحركة هي كيف تكون مقنعا بأن ما تكتبه، يتحرك على الورق.
كتبت عن العديد من المراحل التاريخية في المغرب: عن الحركة الوطنية، الحركات الفدائية، أحيانا بطريقة مباشرة لكن بروائية، وتناولتها بطريقة ربما لم ترض بعض المعنيين بالأمر حتى بالإيجابية التي ذكرتهم بها.
عموما ، الأحداث التاريخية الأساسية تبقى علامات ومعالم على الطريق لا يمكن تخطيها، قد يذكرها الروائي، عفوا أو بالإشارة، للتنبيه إلى ظرف سياسي أو تاريخي أو اجتماعي معين.
p هل واقعية الرواية تؤثر على بعدها الجمالي وفنيتها، أم أن هناك مسافة يضعها الروائي بينه وبين الواقع حتى لا يقع في تقريرية فجة تفرط في الشروط الفنية لكتابة الرواية؟
n جمالية الإبداع جمالية خاصة، جمالية نوعية.
مبدئيا، نستطيع القول إن فنية الرواية لا تسمح بتقريرية واقعية. ومع ذلك وفي تجربتي الشخصية، استطعت أن أستشعر الجمالية القوية في استخدام تقريرية علمية وسياسية محضة في مواقع معينة في الوسط الروائي، وهذا ما نلمسه في أعمالي «خيط الروح» و»أيام جبيلة» وفي القادم من الأعمال.
أنا أقدم جمالية معينة وإذا ما قدمت ما هو تقريري، فيجب أن يكون في تناسب مع كيف أقوله فنيا وجماليا وليس تقريريا لمجرد التقرير، بل لإضافة لمسة فنية على الرواية.
في «بدر زمانه»، أيضا، هناك تقريرية شعرية ومشهدية مسرحية. المسألة ترجع إلى الرغبة في خلق شيء جميل، يقدمه الروائي بما يقتنع بجماليته، وقد لا يقتنع بها الآخر. المهم هو هذا الاقتناع الذاتي بأنك وجدت الكيفية التي تبوح بها.
p يصنف بعض النقاد تجربتك الروائية في خانة الواقعية الروائية ، هل يمكن أن نتحدث واقعية روائية واحدة علما أنها في بعض الأعمال قد تتجاوز الواقع؟
n هذه التصنيفات لا أستسيغها لأن فيها شيئا من المنهجية التعسفية. أولا عن أي واقعية نتحدث؟ ثانيا، قد نجد في العمل الواحد ما يعتبر واقعيا وما لا يعتبر واقعيا. هذه نوافذ ضيقة يحددها المنهج الذي ينظر منه الشخص، وكلها زوايا رؤية منهجية لا تهم. الرواية إما أنها رواية أو لا، أيا كان تصنيفها، أسطورية، تاريخية، غرائبية. المهم هو روائية الرواية وأن تكون مكتسبة لصفة الروائية بغض النظر عن مضمونها وموضوعها.
p في روايتك الأخيرة «أحمر أسود»، نجد حضورا لمبارك ربيع المشتغل بعلم النفس من خلال الاشتغال العميق على الجوانب النفسية للشخصيات. كيف يحقق الروائي مصداقية وعمقا أكثر لشخصياته الروائية دون أن يكون ملما بأدوات التحليل البسيكوسوسيولوجي لرصد المناطق الرمادية في السلوك البشري ؟
n هذا صحيح، فمنذ بداياتي مع رواية «الطيبون» وعندما تحدث عنها الناقد التونسي توفيق بكار ذكر أن ما يميز هذه الرواية ليس الموضوع والمضمون، ولكن التحليل النفساني للشخصيات رغم أنني في تلك المرحلة كتبت قبلها كتابات قصصية وروائية مثل «الريح الشتوية» التي كتبتها قبل «الطيبون»، وإن تأخرت في الظهور. تم ذلك قبل أن أتعرف عن قرب على علم النفس. علم النفس مساعد كأي علم إنساني مثل علم الاجتماع والفلسفة لكنه ليس شرطا للكتابة. هو أداة مساعدة على فهم الشخصيات، ومع ذلك يجب أن نفرق بين علم النفس الأكاديمي وعلم العفوي الطبيعي.
بالنسبة لرواية «أحمر أسود» وكل كتاباتي، نجد فيها حضورا لهذا الجانب دون أن أتعمده. فبحكم الفطرة النفسية، وبحكم التكوين والخبرة والممارسة، تكوّن لدي حدس سيكولوجي وسوسيولوجي وسياسي، واقتصادي أيضا، جعلني أتحدث في مواقف معينة بعمق أكثر.
في «أحمر أسود» نجد توظيفا هاما للأحلام كتقنية حضرت بقوة في هذه الرواية، بالخصوص، فهي ترسم عوالم لكنها أيضا ترسخ اللايقين في القيم. هي رواية للإنسان في كل حالاته.
p في لقاءاتكم الصحفية أو الثقافية، توجهون سهام نقدكم للنقاد المغاربة الذين تقاعسوا عن مواكبة الأعمال الأدبية عما كان عليه الأمر من قبل، بل تشيرون إلى نوع من الانتقائية في العملية النقدية.
n أعتقد أننا عشنا مرحلة ثقافية ليست باليسيرة، امتدت لثلاثة أو أربعة عقود اختلط فيها الإيديولوجي بالسياسي، بالسلالي ، لكنها ظلت بعيدة جدا عن فهم النص، والتعامل معه بمعزل عن كاتبه.
النقد المغربي، وقرابة العقدين الأخيرين، نلمس أن فيه بوادر التخلص من تلك القيود التي تصنف الأشخاص، وتجعلك تحس أنك لست أمام قراءة نقدية حقيقية بل محاولة تصنيف فقط، وأظن أنه لا تزال بعض هذه الممارسات قائمة إلى اليوم. أشير هنا إلى ملاحظة هامة تتعلق بكثرة الأعمال التي تتناول الإنتاجات المشرقية إذا قيست بما يُتناول من الإنتاج المغربي، وهذه ظاهرة متأصلة وموروثة في الفكر المغربي. اليوم التبعية للمشرق لم يعد لها مبرر. أقول هذا رغم أن أكثر الدراسات جدية في تناول أعمالي قام بها مشارقة مثل الدراسة الأكاديمية التي قام جورج طرابيشي حول رواية «بدر زمانه».
شخصيا، أتوسم في الناقد أن يطلق العنان لذائقته الفنية وأدواته النقدية، بدون تحفظ، ليجعلها تكتشف ما تراه.
فبعض النقاد يتجه إلى البحث عما يريده، وليس عن شيء مجهول يريد أن يكتشفه. وقد أزايد على الناقد لأقول له: أنت أمام مُشرِّع للقيم الفنية وعليك أن تكتشفها لا أن تملي قيمك المسبقة عليها. فمهمة الناقد هي التطرق واكتشاف جوانب لمسها الروائي لمسا خفيفا، وليس البحث عن شيء معين لينفيه أو يؤكده، وهو ما أسميه بـ»آفة النقد أو آفة الأدب» .
مع ذلك، الأجيال الصاعدة اليوم، وحتى المخضرمة وخاصة الجامعية، تَبينُ عن تفتح في هذا الاتجاه الذي يذهب إلى مكنون النص الإبداعي للخروج بفصوصه والإعلان عنها.
p لننتقل من الخاص إلى العام تحملتم أستاذ مبارك مسؤولية رئيس للجنة التحضيرية ومنسق للمؤتمر 81 لاتحاد كتاب المغرب الذي توقفت أشغاله في الجلسة الافتتاحية والذي لم يستطع تجاوز هذه المحطة التنظيمية بسبب سوء تدبير هذه الأزمة، سواء بالتوافقات أو بالتأسيس لمرحلة جديدة. ما الذي يمنع في نظركم تجاوز هذا الوضع؟
n بغض النظر عن مساهمتي في أشغال اللجنة التحضيرية، أرى أن الوضع اليوم مؤسف ومحزن، وأكثر من ذلك لا يليق بالمثقفين المغاربة، ولا تستحقه هذه المنظمة العتيدة التي رسخت أقدامها عبر التاريخ وفي ظروف صعبة محليا وعالميا، وكانت مثالا في التماسك والتطوع على وجه الخصوص.
وقد كنت من المؤسسين الفعليين الأوائل للمنظمة، منذ المؤتمر التأسيسي الأول، وواكبت كل المراحل واشتغلت في بعضها لكنني أعتبر أن المرحلة الحالية، مهما يكن لها من إنجازات، وبقليل من النقد الذاتي، مُتوَجة بهذا الفشل والعجز عن عقد مؤتمر. الأمر أصبح عضالا ولي يقين، بهذا الخصوص، بأن العوائق لم تعد لها علاقة باختلافات فكرية أو سياسية أو حزبية. هي شيء آخر عدا ذلك. شخصيا أتساءل: ما هو هذا الهم الفردي أو الجمعي ، لفرد أو جماعة، مهما كان حجمها، لتجعل نفسها مُعادِلة لمنظمة بهذا الحجم حيث تعتبر مصلحتها هي مصلحة المؤسسة.
لا تستحق مؤسسة اتحاد كتاب المغرب هذا الفشل وهذا العجز، ولا يستحقها المغرب كأمة وكدولة وكثقافة وحضارة بما هو عليه من قوة المؤسسات الرسمية والمدنية لكي تبدو مؤسسة المثقفين المغاربة اليوم الحلقة الأضعف، والحلقة الأكثر فشلا..
أظن أن كل من له علاقة بهذا الفشل، مهما كان موقعه، عليه أن يقدم خدمة جلى لهذه المنظمة بأن يتركها تشق طريقها من جديد، والصيغ كثيرة في هذا الباب. ويمكن إذا خلصت النوايا، وكان الهدف هو خدمة المؤسسة، فستجد الأمور طريقها إلى الانفراج لتدشين مرحلة جديدة في تاريخ اتحاد كتاب المغرب.