الشعب للشعب
وليس للشعب سواه
وإن دنَتِ العساكــرُ من بعدُ
وإن دنتِ المنــابـــــــــــــــــــــرْ
مدن ترفل في
زينتها
ومدن تنهشها المرافئ
والقوارب السرية
أو تحرق نُـسغهــا الشمــس
فتنام على حلم يسعل
يحلمُ
بحلم لا يسعل
أ ــ حديث الجثـة:
لم نمت حين مــُـــتنا مـُـــتنا
قبل الموت مُـتنا
وبعد الموت متنا
صار موتنا
الموت
الذي سينقذنا من الموت
صار لنــا وجه يــُـرى
مقابــرنـــا، الآن،
مشرعة
تفضلوا أيها المصورون
لم تجعل البلاد بيننا
وبين الموت
ستـــرا
ما أسرع المــوت
ما أطــول الطريق
إلى المقبــرة
ب ــ حديث الـمــوتــى:
بعض الموت
نافذة
يهب منها البهاء
رملنا الغريب
تعزى
صافحته العدسات
ورأته العيون، ولم تكن من قبل رأتـــه،
باهتا مثل اندلاق
مساء كئيب
موتنا كان المجاز
الذي لم يهتد
إليه شـــاعـــر
ج ــ أحفاد طارق:
الشعب للشعب
وليس للشعب سـواه
وإن دنت العساكر من بعد
وإن دنت المنابــر
نحن الذين
نسيتنا
البلاد
ذكرتنا العواصف والزلازل
فوجدنا الموت
طريقا
للذاكرة
هل كان لا بد
من الـفجيعة
كي يُعْلَمَ
أنا
ما كنا
هنا
نحيا
أحفادك يا طارق
يُـذلهم ذوو العدسات
صائدو الإعجابات
ومن أطالــوا الطريق إلى القبــر
ومنـعــوا الكفن
د ـ أحفــاد ليوطــي:
فلاحو السفلس
في مراكش
ينبحون في باريس
من قسم غيركم البلاد
خريطتين
تمرح الشمس في التي
أسالت لُعاب الشُّـقْـرِ
وتخبو في التي
ما انحنت أبدا
للناهبين
ه ــ حوارات:
قال الجندي:
لماذا متم بلا إذن
ولماذا لم تموتوا، حين متم،
كما كنتم تموتون
صامتين؟
أكان لزاما
أن يرانا العدو؟
أكان لزاما أن تطير الجثث
ضحكنا
ثم سكتنا
سلام على بلاد
أثخنتنــا
بالمـحــن
والشعب للشعب
وليس للشعب سواه
قال الـفـضـولـي:
لماذا جئتم إلى هنا؟
ــــ كنا ننظف الأرض
من الغزاة
ونحرس العابرين
والحصير
واللوح
والسمق
ووداعة الأمازيغ
وسخاء القانعين
نعلم الصغـار
يخيطون
الأرض
بالسـمــاء
يحيون الملائكة
كل صباح
ويبتسمون لشمس
تجفف أيامــنــا
ورآنا الـنــاس موتى
ينقذون الأحيــاء
يمدون
قناديل مطفأة
تضيئها الأحداق
والشعب للشعب
وليس للشعب ســواه
وإن دنت العساكرمن بعد
وإن دنت المنابــر
لا وقت للبكاء
لا وقت للكلام
الذي يزهو على الورق والمواقع
ويجثو
في الطرقات
لا وقت لأناشيد المداحين
هو وقت الصهيل
علَّ موتا عابرا
ينقذنا من
الموت المقيم
( الجديدة ــ شتنبر 202)