الزميلة الكبيرة ثعبان تناقش رسالة الماستر

 «انتفاضة 20 غشت1955 بوادي زم ما بين المكتوب والذاكرة الشعبية»

ناقشت الكبيرة ثعبان الصحافية بجريدة «الأحداث المغربية» يوم السبت 20 ماي الماضي، برحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية ببني ملال التابعة لجامعة السلطان مولاي سليمان، بحثا لنيل شهادة الماستر في التاريخ والتراث الجهوي جهة بني ملال خنيفرة تحت عنوان:» انتفاضة 20غشت 1955 بوادي زم مابين المكتوب والذاكرة الشعبية» تحت إشراف الدكتورة سعاد بلحسين، منسقة ماستر التاريخ والتراث الجهوي.
وقد تشكلت اللجنة العلمية من الأساتذة: الدكتورة سعاد بلحسين ، الدكتور الحسن بودرقا ، الدكتور محمد بويقران والدكتور رشيد طلال.
الطالبة الكبيرة ثعبان أشارت في رسالتها إلى أنها حاولت من خلال هذا البحث، الموسوم بـ»بانتفاضة 20غشت 1955م بوادي زم مابين المكتوب والذاكرة الشعبية» الإجابة عن الإشكالية التي التزمت بها في البداية، وتتعلق أساسا بانتفاضة 20غشت 1955 م بوادي زم مابين المكتوب والذاكرة الشعبية، بهدف معرفة إلى أي حد ما جاء في المكتوب يتوافق أو يتعارض مع الذاكرة الشعبية وهل الذاكرة تصحح المكتوب .
وأوضحت الطالبة أنها توصلت إلى أن انتفاضة وادي زم كانت ستكون محدودة النتائج لولا بعض الأحداث الصغيرة كإطلاق الأعيرة النارية على المتظاهرين التي حولتها إلى معركة كبرى .
وأضافت الباحثة أنها حين تناولها لأحداث 20 غشت بوادي زم من خلال الصحافة المعاصرة لها ، وجدت أن الصحافة «الفرنسية والوطنية « تطرقت لحدث الانتفاضة بالأهمية والتفصيل والمتابعة ، مشيرة إلى أن الرؤى والتحليلات والاستنتاجات اختلفت حسب اختلاف الإديولوجيا والمنظوروالمرجعية . ولهذا جاءت معطياتها متباينة تارة ومتفقة تارة أخرى.وقالت الباحثة إنها حاولت تتبع اختلاف وجهات النظر هاته من خلال استعراضها للمقالات الصحافية التي اهتمت بالحدث وقتئذ، وأوضحت في نفس الوقت الهفوات التي سقطت فيها.
وذكرت أنها في إطار تنويع مصادرها، تناولت نفس الحدث من خلال معطى آخر ويتعلق بالذاكرة الشعبية، حيث توصلت إلى أن هذه الانتفاضة رغم ما ألحق بها من تشويه عن نبل أهدافها، حققت نجاحا كبيرا وكشفت عن حقائق كان الاستعمار يريد طمسها ، وأرغمته على تغيير نظرته السياسية في ما يتعلق بالقضية المغربية.وهكذا كانت انتفاضة وادي زم من أهم العوامل التي كان لها دور أساسي في الدفع بالقضية المغربية نحو الحل النهائي، حيث بعد ثلاثة أشهر من هذه المعركة تحقق الرجاء والأمل الذي استشهد من أجله أبناء مدينة وادي زم وقبائلها ، فعاد المرحوم محمد الخامس وأفراد عائلته إلى عرشه ليتولى قيادة البلاد في ظل الحرية والاستقلال والكرامة. لكنها على مستوى وادي زم، لم تأت بنتائج اللهم بعض التوظيفات في صفوف المقاومين.
وزادت الطالبة ثعبان تقول إنها في إطارالبحث عن توظيف مصادر أخرى لكتابة التاريخ وتجاوزها القصور وعدم الإيجاز والنقص، حاولت الاستعانة بنصوص من المأثورات الشفاهية. كما ذكرت أنها من خلال دراستها لعدة نماذج نصوص حول انتفاضة وادي زم، ومقارنتها بما كتب سواء في الصحافة أو في التقارير، وجدت إضافات وتفاصيل وتدقيقات. وأكدت الطالبة الكبيرة ثعبان أن هذه النصوص التي اعتمدتها محاولة إثبات توثيقها كشاهد وجدارتها وأهميتها، يمكن للمؤرخ أن يعتمد عليها كمصدر يمكن الرجوع إليه لتكملة معلوماته خصوصا حول بعض التفاصيل الدقيقة إذا كان الأمر يتعلق بالمجتمع ، والذي تغفله الكتابات الأخرى.
من جهتها أكدت الأستاذة سعادة بلحسين المشرفة على البحث أن الطالبة الكبيرة ثعبان ، قد توفقت في هذا العمل إلى حد كبير، ووقفت على مجموعة من النقط المهمة ستكون فاتحة لطلبة آخرين للاشتغال على هذا الموضوع الذي لايزال خصبا.
كلمات ومداخلات باقي اللجنة العلمية أجمعت على أن العمل الذي قامت به الباحثة جميل على مستوى الموضوع والتقديم ، وجيد جدا وبذل فيه مجهود ، ويدخل في تراثنا الوطني تراث المقاومة، وأن الطالبة قد وضعت أقدامها على طريق طويل من البحث في مجال مهم جدا لأن البحث فيه ليس بالسهل. واتفقت كلمات اللجنة العلمية أيضا على أن الطالبة جمعت الوثائق والمقالات الصحافية ومعلومات كثيرة من شأنها أن تجعل من هذا العمل قيمة مضافة للبحث في تاريخ مدينة وادي زم والجهة ككل .
وبعد المناقشة والفحص والإدلاء بوجهات النظر، قررت اللجنة العلمية منح شهادة الماستر في التاريخ والتراث الجهوي للطالبة الكبيرة ثعبان.


بتاريخ : 12/07/2023