النائب العام يقول إن سبعة أشخاص أفرج عنهم دون توجيه اتهامات
التحقيق في حسابات مصرفية بدولة الإمارات واحتمال تجميدها
بعض السعوديين يصفون أصولهم ويحاولون نقل الأموال للخارج
قال النائب العام السعودي إنه جرى استدعاء 208 أشخاص للاستجواب في تحقيق فساد واسع النطاق وقدر أنه جرى تبديد ما لا يقل عن 100 مليار دولار من خلال الكسب غير المشروع فيما تجاوز التحقيق حدود المملكة.
وقال الشيخ سعود المعجب في بيان “تصل القيمة المالية لهذه الممارسات التي دامت عقودا عديدة مبالغ كبيرة جدا من الأموال العامة المختلسة والمساء استخدامها. وقد تكون القيمة المحتملة لهذه المبالغ تتجاوز 375 مليار ريال (100 مليار دولار) وفقا لما تبين من التحقيقات الأولية”.
قال النائب العام السعودي إنه جرى استدعاء 208 أشخاص للاستجواب في تحقيق فساد واسع النطاق وقدر أنه جرى تبديد ما لا يقل عن 100 مليار دولار من خلال الكسب غير المشروع فيما تجاوز التحقيق حدود المملكة.
وقال الشيخ سعود المعجب في بيان “تصل القيمة المالية لهذه الممارسات التي دامت عقودا عديدة مبالغ كبيرة جدا من الأموال العامة المختلسة والمساء استخدامها. وقد تكون القيمة المحتملة لهذه المبالغ تتجاوز 375 مليار ريال (100 مليار دولار) وفقا لما تبين من التحقيقات الأولية”.
وأضاف أنه من بين 208 أشخاص جرى استدعاؤهم للتحقيق أخلي سبيل سبعة دون توجيه اتهامات لهم. ولم يذكر أسماءهم.
واحتجز عشرات الأمراء وكبار المسؤولين ورجال الأعمال، بما في ذلك وزراء في الحكومة ومليارديرات، في إطار التحقيق الذي أعلن مطلع الأسبوع الماضي ويبدو أنه يهدف في جانب منه إلى تعزيز سلطة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وامتد نطاق التحقيق ليصل إلى الإمارات حيث قالت مصادر في بنوك تجارية لرويترز اليوم الخميس إن البنك المركزي الإماراتي طلب من البنوك التجارية والمؤسسات المالية تقديم تفاصيل عن حسابات 19 سعوديا.
ومن المعروف أنه تم احتجاز جميع هؤلاء التسعة عشر تقريبا بما في ذلك الأمير الوليد بن طلال والأمير متعب بن عبد الله وزير الحرس الوطني السابق.
وقالت المصادر في البنوك التجارية إن السلطات الإماراتية لم تقدم سببا لطلب المعلومات لكنهم يعتقدون أن السلطات تتحرك بطلب من الحكومة السعودية التي قالت إنها تهدف لاسترداد أموالا غير مشروعة.
ولم يتسن الوصول إلى مسؤولين في البنك المركزي الإماراتي للتعقيب بينما لم يرد مسؤولون سعوديون، جمدوا أكثر من 1700 حساب محلي في إطار الحملة، على طلبات للتعقيب.
وتمثل الإمارات، وتحديدا دبي، إحدى الوجهات الرئيسية التي يودع فيها سعوديون أثرياء أموالهم. وإلى جانب الحسابات البنكية فإنهم يشترون الشقق والفيلات الفاخرة في دبي ويستثمرون في بورصة الإمارات المتقلبة.
بيع أصول
يقول عاملون في بنوك خاصة ومدراء تمويل إن بعض السعوديين الأثرياء يقومون بتصفية أصولهم داخل السعودية والإمارات وغيرها من دول الخليج هذا الأسبوع في مسعى فيما يبدو لنقل الأموال خارج المنطقة والإفلات من الحملة.
وقالت المصادر في البنوك التجارية الإماراتية إنه لم يطلب منها تجميد الحسابات السعودية في مؤسساتهم لكنهم يعتقدون أن طلب البنك المركزي لمعلومات ربما يكون تمهيدا لمثل هذا التحرك.
وقال أحد المصرفيين المقيمين في الخليج إن مخاطر تجميد الحسابات “تعرض ميزة دبي كمركز للبنوك الخاصة للخطر..البنوك في السعودية ممتلئة بأموال سعودية”.
وقال مسؤول مصرفي كبير في بنك دولي له تعاملات مع السعودية إن مؤسسته جمدت بالفعل بعض الحسابات داخل المملكة وخارجها استجابة لطلبات الحكومة السعودية.
وأضاف المسؤول دون الخوض في تفاصيل أن البنك يجري تحقيقه الخاص في الحسابات المرتبطة بأشخاص تم احتجازهم.
وقال مصرفي آخر في المنطقة إن مؤسسته تتلقى المزيد من الطلبات من عملاء سعوديين بشأن المعاملات المالية عبر الحدود لكن المؤسسة تتعامل مع الطلبات بحذر شديد لأن المنظمين قد يتخذون مزيدا من الإجراءات.
ويشعر رجال أعمال سعوديون وأجانب بالقلق من أن تضر الحملة بالاقتصاد إذا تسبب تجميد الحسابات البنكية في تأخير مدفوعات وإذا أصبحت الشركات أكثر حذرا بشأن الاستثمار.
وكرر المعجب اليوم تصريحات مسؤولين كبار بأن الأنشطة التجارية لم تتأثر بالحملة وأن الحسابات البنكية الشخصية وليست التجارية هي التي جمدت.
وقال “تم تعليق الحسابات المصرفية الشخصية فقط أما الشركات والبنوك فلديهم الحرية في مواصلة المعاملات والتحويلات كالمعتاد”.
الملك يعين 30 قاضيا ويرقي 26
قالت وكالة الأنباء السعودية إن الملك سلمان بن عبد العزيز عين ورقى 56 قاضيا، وهي الخطوة التي تتزامن مع حملة على الفساد في المملكة.
وذكرت الوكالة أن الملك أصدر أمرا ملكيا بترقية 26 قاضيا وتعيين 30 آخرين في مختلف درجات السلك القضائي.
واحتجزت السلطات السعودية عشرات الأمراء والمسؤولين ورجال الأعمال في حملة على الفساد بدأت يوم السبت. ويواجه هؤلاء اتهامات بغسل الأموال والرشوة والابتزاز واستغلال المناصب العامة لتحقيق مكاسب شخصية.
ولم يتضح بعد ما إذا كان هؤلاء القضاة سيقومون بأي دور في الحملة الآخذة في الاتساع.
وقالت مصادر مصرفية لرويترز اليوم الخميس إن البنك المركزي في الإمارات طلب من البنوك والشركات المالية العاملة في البلاد معلومات عن حسابات 19 مواطنا سعوديا، وهو ما قد يكون تمهيدا لتجميد حساباتهم.
وأعلنت السعودية أنها ستصادر أصولا تم الحصول عليها بما يخالف القانون. وفيما لم تحدد الرياض جدولا زمنيا لعمليات المصادرة، قالت مصادر مصرفية إنه جرى تجميد أكثر من 1700 حساب بنكي داخلي بالفعل بناء على طلب من البنك المركزي.
وقد تكون مبالغ طائلة مهددة في إطار الحملة. وتسبب الفساد على مدى سنوات في إهدار 800 مليار دولار من إيرادات الدولة، ويعتقد مصرفيون إن كثيرا من هذه الأموال في الخارج في دول مثل سويسرا وبريطانيا. (
تيلرسون تحدث إلى الجبير بشأن الاعتقالات
قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية يوم الخميس إن الوزير ريكس تيلرسون تحدث إلى نظيره السعودي عادل الجبير بشأن الموقف في المملكة حيث قادت حملة على الفساد إلى احتجاز العشرات.
وأضافت هيذر ناورت أن القائم بأعمال السفارة الأمريكية في الرياض التقى الأربعاء بسعد الحريري الذي استقال من رئاسة وزراء لبنان وهو في السعودية. ولدى سؤالها عن تقارير عن احتجاز الحريري في السعودية رفضت ناورت الإفصاح عن موقع عقد الاجتماع أو الإدلاء بالمزيد من التصريحات عن وضع الحريري.
ووصفت المحادثات بأنها “محادثات حساسة وخاصة ودبلوماسية”.
وقالت ناورت إن تيلرسون دعا في محادثاته مع الجبير الحكومة السعودية إلى القيام بأي ملاحقات قضائية بشأن الفساد “بطريقة عادلة وشفافة”.
واعتقلت السعودية عشرات الأفراد من الأسرة الحاكمة ومسؤولين ورجال أعمال في حملة لمكافحة الفساد بدأت يوم السبت. ويواجهون اتهامات تتراوح من غسل الأموال إلى الابتزاز.
والخط الفاصل بين الأموال العامة وأموال الأسرة الحاكمة ليس واضحا دائما في السعودية وهي ملكية مطلقة يحكمها نظام يحتكم إلى الشريعة الإسلامية ولا توجد فيها قوانين مجموعة بصورة ممنهجة أو برلمان منتخب.
وباركت إدارة الرئيس دونالد ترامب عملية التطهير لتزيد بذلك من قوة كبيرة في العلاقات بين البلدين شهدها عهده وتحركها أمور من بينها تصميم كلا الحكومتين على مواجهة قوة إيران الإقليمية المتنامية.
ويرى خبراء كثيرون الحملة تحركا من جانب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي يرأس هيئة جديدة لمكافحة الفساد، لجمع مزيد من السلطات في يده للقيام بإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية ولضمان خلافة والده الملك سلمان بن عبد العزيز.
ثروات الأمراء ورجال الأعمال المعتقلين
“العربي الجديد” بحثت عن بيانات تشير إلى ثروات عدد من الموقوفين، ليتبين أن قيمة ما يكتنزه 9 موقوفين فقط تتعدى حاجز 53 مليار دولار، ما يعني أن هذا الرقم أعلى بكثير في حال احتساب ثروات ما تبقى من رجال أعمال وأمراء موقوفين لدى السلطات.
الأمير الوليد بن طلال
تقول مجلة “فوربس” إن ثروة الأمير الوليد بن طلال وصلت في عام 2017 إلى 18.7 مليار دولار وتقدرها بلومبيرغ بـ19 مليار دولار، وهو يمتلك الكثير من الأسهم في الشركات الخاصة والعامة في الولايات المتحدة وأوروبا والشرق الأوسط من خلال شركة المملكة القابضة، 5% منها مدرجة في السوق المالية السعودية (ويقال إنه يمتلك الأسهم الـ95% الأخرى وفق فوربس).
ولدى الشركة القابضة حصص في شركة “ليفت” للنقل، وشركة تويتر، وسيتي غروب، وشركة إدارة الفنادق فور سيزون، وفندق جورج الخامس في باريس، وفندق سافوي في لندن.
خارج المملكة القابضة، يملك الأمير عقارات في السعودية، وغالبية شركات الترفيه منها روتانا العربية، وغيرها من الأصول.
الأمير الوليد، الذي اشترى يخت دونالد ترامب في عام 1991، دعا ترامب على تويتر في يونيو 2016، للانسحاب من سباق الرئاسة قائلاً: “لن تفوز بها”. وبعد فوز ترامب في الانتخابات في نوفمبر ، هنأه الوليد على تويتر. وفي 2016، انضم الوليد إلى تحالف “بيل غيتس” للطاقة مع وعد باستثمار بقيمة 50 مليون دولار.
صالح كامل
تبلغ ثروة رجل الأعمال صالح كامل حوالي 2.3 مليار دولار، وفق مؤشر مجلة “فوربس” في عام 2017، في حين تقدرها بلومبيرغ بـ3.7 مليارات دولار حالياً، وهو مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة دله البركة، وهي شركة ذات مصالح في مجال الصيرفة الإسلامية، والتطوير العقاري والإنتاج الغذائي. واستحوذ على شركة دلة الصحية العامة في عام 2012، وحافظ على حصة 54.6% منها. تدير الشركة مستشفى في الرياض وتوزع الأدوية والمكملات الغذائية.
كما يشغل كامل منصب رئيس مجلس إدارة بنك البركة الذي يمتلك مجموعة من البنوك الإسلامية المنتشرة في الشرق الأوسط، وكذلك في باكستان وإندونيسيا وتركيا.
يمتلك كامل شبكة ART التلفزيونية التي تضم مجموعة القنوات الرياضية التي حصلت على حقوق بث كأس العالم في الشرق الأوسط، وهي التي اشترتها مجموعة “الجزيرة” الإعلامية في 2009. كما قام بتأسيس مؤسسة دار “عكاظ” السعودية للنشر، ويمتلك أسهماً في صحيفة “الوطن” السعودية.
محمد العمودي
تبلغ ثروته بحسب قائمة فوربس 2017 حوالي 8.1 مليارات دولار في حين تقدرها بلومبيرغ بـ10.1 مليارات دولار، والعمودي يمتلك مجموعة من شركات البناء والزراعة والطاقة في جميع أنحاء السويد والسعودية وإثيوبيا. وحقق ثروته الأولى في البناء في المملكة. واحدة من أكثر أصوله قيمة هي شركة تكرير النفط بريم، وهي أكبر شركة وقود في السويد.
وفي إثيوبيا استثمر في الزراعة وإنتاج الإسمنت وتعدين الذهب. وقامت شركته السعودية للتنمية الزراعية النجمية بزراعة آلاف الفدادين من الأراضي للفواكه والخضر والحبوب والبن والشاي والزهور وحقول الأرز للعملاء في إثيوبيا والخارج.
الوليد آل إبراهيم
تقدر مجلة فوربس ثروته في عام 2009 بـ2.9 مليار دولار ووصلت اليوم ثروته إلى حوالي 6 مليارات دولار، وبعض المصادر يرفعها إلى 10.9 مليارات دولار، والوليد هو رئيس مجلس إدارة “مركز الشرق الأوسط للإذاعة” MBC.
في الثمانينيات، أسس وليد الإبراهيم إستوديوهات آرا للإنتاج والتلفزيون بالرياض، وهي اختصار للاسم آرافيجن وكانت أول مشروع له في وسائل الإعلام. وفي وقت لاحق، كان يطلق عليها مجموعة آرا الدولية والتي أصبحت تكتلا لوسائل الإعلام، وتتكون من العديد من شركات الإذاعة والتلفزيون التي تبث عبر العالم العربي كله.
وتمتلك شركة آرافيجن رخصة حصرية لتقديم خدمة الكابلات اللاسلكية إلى المدن الرئيسية في المملكة، وفي العام 2003 أطلق قناة العربية لمنافسة قناة الجزيرة القطرية.
بكر بن لادن
قدرت فوربس ثروته بحوالي 7 مليارات دولار في عام 2009، وتشير المواقع السعودية والعربية إلى أن ثروته ارتفعت خلال السنوات الماضية، وبكر هو شقيق أسامة بن لادن، يمتلك إحدى أكبر شركات البناء في المملكة، وهي مجموعة بن لادن السعودية.
وأسس والده محمد في عام 1931 الشركة التي تعمل بشكل وثيق مع السلطات السعودية، وبنت بعض أكبر وأبرز مشاريع المملكة، من توسيع المسجد الكبير في مكة المكرمة، إلى المطارات ومدينة الملك عبد الله الاقتصادية. وحصلت الشركة على عائدات بلغت 3 مليارات دولار في عام 2016.
المهندس عادل فقيه
سياسي سعودي ومهندس وعمدة جدة السابق والوزير السابق للاقتصاد والتخطيط قبل عزله. كما شغل منصب وزير العمل والصحة في الفترة من 2010 إلى 2014. عمل في القطاعين العام والخاص، وكان رئيسا لبنك الجزيرة وعضوا في غرفة التجارة والصناعة الصناعية بجدة.
وتقدر ثروة عادل فقيه الصافية بقيمة 470 مليون دولار، ويحتل المرتبة رقم 9 في قائمة “ذا توب ريشست”، التي صنفت أغنى 10 سياسيين في المملكة العربية السعودية.
ناصر الطيار
تقول بلومبيرغ إن الطيار جمع ثروته التي تقدر بـ600 مليون دولار من شركة الطيار للسفر القابضة، وهي واحدة من أكبر وكالات السفر في المملكة العربية السعودية.
تأسست الشركة في عام 1980 مع أربعة موظفين وحوالي 300 ألف دولار بعد فترة طويلة من انتظار إطلاقها. كما تقوم الشركة بحجز تذاكر السفر وغرف الفنادق، وتنظم رحلات متخصصة مثل الرحلات الطبية الأجنبية ورحلات للحج والعمرة إلى المدن الإسلامية المقدسة.
عمرو الدباغ
يبلغ صافي ثروة عبد الله الدباغ 1.5 مليار دولار وفق مجلة فوربس في مؤشر العام 2016، أسس عبد الله الدباغ مجموعة الدباغ في عام 1962. ويرأسها ابنه عمرو الدباغ، الذي كان عضواً في مجلس إدارة هيئة الاستثمار العامة السعودية.
الأمير متعب بن عبد الله
الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز، هو نجل الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، كان يتولى قبل اعتقاله وزارة الحرس الوطني السعودي.
تقول مجلة فوربس الأميركية في مؤشر “أثرى أثرياء العرب”، إن الأمير متعب يحتل المرتبة 98 عربياً من حيث حجم ثروته البالغة 110.1 ملايين دولار، إلا أن مصادر أخرى تشير إلى أن إضافة الأصول والمساهمات في الشركات ترفع ثروة الأمير إلى حاجز المليار دولار.
وبحسب وكالة “رويترز”، يملك الأمير متعب مصالح اقتصادية تشمل ملكية فندق “أوتيل دي كريون” الراقي في وسط العاصمة الفرنسية باريس، والذي ذكرت صحيفة لو فيغارو الفرنسية أنه اشتراه عام 2010 بمبلغ 354 مليون دولار.