لعبت سفيرات مغربيات دورا رياديا في في تعزيز الحضوره الدولي للمغرب، والدفاع عن قضاياه الوطنية، وعلى رأسها قضية الوحدة الترابية، إذ عملن على تغيير مواقف دول كانت تقليديا مؤيدة للطرح الانفصالي، وتحويل مواقفها إلى دول داعمة للمقترح المغربي للحكم الذاتي. وقد تم ذلك عبر نسج علاقات ديبلوماسية قوية، وتنظيم لقاءات مكثفة مع المسؤولين وصناع القرار، فضلا عن الانخراط في حوارات معمقة حول الأسس القانونية والتاريخية للطرح المغربي.
ومن بين النجاحات البارزة التي حققتها الديبلوماسيات المغربيات ما تحقق للمغرب في الأسابيع الأخيرة، إذ قامت ثلاث دول بقطع علاقاتها مع جبهة البوليساريو، ودعم سيادة المغرب على أقاليمه الصحراوية، ويتعلق الأمر ب «بنما» و»الاكوادور» و»غانا».
فقد علقت الإكوادور، في أكتوبر الماضي، اعترافها بجبهة البوليساريو الانفصالية، وإغلاق تمثيليتهم في كيتو، وهذه الدولة الأمريكية الجنوبية توجد بها فريدة لوداية سفيرة منذ 2016.
بعد ذلك توالت الاعترافات الدولية بمغربية الصحراء، حيث أعلنت بنما في نوفمبر وسفيرة المغرب بها هي بشرى بودشيش، التي عينها جلالة الملك محمد السادس، سفيرة لدى جمهورية بنما، سنة 2021، تعليق علاقاتها الدبلوماسية مع “الجمهورية الصحراوية” الوهمية.
ويوم الثلاثاء، أعلنت غانا تعليق علاقاتها الدبلوماسية مع «الجمهورية» الوهمية
السفيرة المغربية بأكرا هي إيمان واعديل التي عينها جلالة الملك في ذات المنصب سنة 2019.
لقد شهدت الساحة الدبلوماسية المغربية حضورا نسائيا بارزا، ما اعتبره مراقبون تحولا مهما، خاصة وأن العمل الدبلوماسي في دول شكلت لعقود معاقل للانفصاليين لطالما اتسم بالصعوبة والتحدي.
وأشار الخبراء إلى أن المغرب، باعتماده على نساء ذوات كفاءة في مناصب دبلوماسية رفيعة، يعزز قضيته الوطنية على الساحة الدولية.
.بالإضافة إلى هؤلاء السفيرات الثلاث ، لعبت مجموعة أخرى منهن أدوارا ريادية في تمثيل المملكة وتعزيز علاقاتها الدولية. ومن أبرزهن سميرة سيطايل التي عينت كسفيرة للمغرب لدى فرنسا التي اعترفت مؤخرا بسيادة المغرب على صحرائه في الزيارة الأخيرة للرئيس ماكرون .
فبعد مسيرة إعلامية لامعة تعمل سيطايل اليوم على تقوية الروابط المغربية الفرنسية، خاصة في ظل العلاقات التاريخية والاقتصادية الوثيقة بين البلدين. سيطايل استطاعت استخدام خبرتها الإعلامية ومعرفتها العميقة بالمشهد السياسي الدولي لدعم مصالح المغرب، خصوصا في ملفات مثل قضية الوحدة الترابية.
كريمة بنيعيش، سفيرة المغرب لدى إسبانيا، مثال آخر عن القوة الدبلوماسية النسائية. لعبت دورا كبيرا في إدارة العلاقة مع الجارة الشمالية، خاصة خلال أوقات الأزمات، مثل قضية دخول زعيم البوليساريو إلى إسبانيا عام 2021. مهاراتها الدبلوماسية ساهمت في إعادة التوازن للعلاقات المغربية الإسبانية ودعم موقف المغرب في قضية الصحراء المغربية.
رجاء نجاح، سفيرة المغرب لدى الكاميرون، سابقا، ساهمت في تعزيز العلاقات مع دول إفريقيا الوسطى، وهو ما يأتي ضمن التوجه الملكي نحو تعزيز الروابط مع الدول الإفريقية الشقيقة. تعمل على ملفات استراتيجية، من بينها التنمية الاقتصادية والتعاون الأمني، بالإضافة إلى تعزيز موقف المغرب الإقليمي في قضية الصحراء.
سورية عثماني: سفيرة المغرب في كندا، تساهم في تطوير العلاقات المغربية الكندية.حيث استهلت السيدة عثماني، الحاصلة على الإجازة في العلوم القانونية من جامعة محمد الخامس بالرباط، مسارها المهني بالخدمة المدنية بوزارة التربية الوطنية، قبل أن تلتحق بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بصفة كاتب للشؤون الخارجية.
السفيرات المغربيات يؤكدن بتميزهن أن الدبلوماسية ليست حكرا على الرجال فقط، بل مساحة لإثبات قدرة النساء على التألق بحرفية عالية ورؤية حديثة تسهم في تعزيز حضور المغرب ومكانته على المستوى العالمي.
سفيرات مغربيات استطعن اختراق قلاع البوليساريو بكفاءة ديبلوماسية عالية
الكاتب : خديجة مشتري
بتاريخ : 11/01/2025