كتب السفير الصيني السابق بالمغرب، السيد «لي شانغلينغ» عن الكسكس المغربي في مقالة لموقع «Atlantic.Africa» واصفا هذا الطبق الشهير بـ»الإتقان الفريد» مما يدفع الكثير من المغاربة للقول أن: «أفضل طبق كسكس هو ذلك الذي يعد في المنزل، وخصوصا كسكس أمي».
وبفضل الجالية المغربية، انطلق الكسكس ليغزو العالم. ففي أوروبا، يتربع اليوم على عرش الأطباق المفضلة لدى الفرنسيين، بل وأصبح يدرس في معهد «كوردون بلو» العالمي لفنون الطهي. كما نجح في فرض نفسه كبديل صحي متميز، نظراً لغناه بالألياف والبروتينات والخضروات.
عند رحيلي عن المغرب، أهدتني شركة عائلية كبيرة لإنتاج السميد (تقع بالقرب من مطار الرباط) كيسين من الكسكس، وحثوني على الترويج لهذا الطبق في الصين. ومنذ ذلك الحين، أصبحت أتدرب على إعداده بانتظام، وباتت عائلتي مغرمة به.
وفي ظل تنامي التبادل بين بلدينا – من فتح خطوط جوية مباشرة، وتعاون اقتصادي، وسياحي، وصولا إلى التنظيم المرتقب لكأس العالم 2030 – أصبح الكسكس بمثابة سفير حقيقي لفن الطهي المغربي.
وتشهد مدن مثل بكين، وشنغهاي، وقوانغتشو، وتشنغدو افتتاح المزيد والمزيد من المطاعم المغربية. ففي قوانغتشو، يحظى مطعم «كازا فيلا» بشعبية خاصة، وأنا على يقين بأن الصينيين سيقعون تدريجيا في غرام هذا الطبق المفعم بالدفء.
إن طبق الكسكس يتيح لك استشعار الثراء المطبخي والروابط العائلية للمغرب بكل جوارحك. فإذا حالفك الحظ يوما لزيارة هذا البلد، فلا تفوت أبدا فرصة تذوق الكسكس في ضيافة عائلة مغربية أو في مطعم تقليدي ؛ لأنك حينها ستكتشف ما هو أبعد من مجرد وجبة طعام، ستكتشف تجربة إنسانية متكاملة.
(عن Atlantic.Africa)

