السودان والطوغو أول المستفيدين : الجامعة تؤطر حكام إفريقيا في مجال تقنية الفيديو

توصلت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بطلبات من عدة اتحادات إفريقية بغية إخضاع حكامها لتكوين على مستوى تقنية الفيديو المساعد، بالنظر إلى التصنيف المتقدم للتحكيم المغربي في هذا المجال، حيث يتقدم على حكام جنوب إفريقيا وتونس ومصر والجزائر.
وفي هذا الصدد سيكون حكام السودان والطوغو أول المستفيدين من الخبرة المغربية، بعدما وافقت الجامعة على طلبي اتحاديهم المحليين، حيث ستتم برمجة دورة تكوينية لهم خلال الشهر المقبل، في انتظار برمجة دورات تكوينية لحكام العديد من البلدان الإفريقية، التي تنتظر رد الجامعة على طلباتهم، لاسيما في ظل توفر المغرب على المؤهلات اللوجيستيكية اللازمة في هذا المجال.
وأصبح المغرب يتوفر على 70 حكما متمرسا على مستوى تقنية الفيديو، بعدما أضيف إليهم هذا الموسم عشرة حكام أنهوا كافة مراحل التكوين، وأصبحوا مؤهلين للإشراف على «الفار» في المباريات.
وحسب مصدر مطلع، فإن التحكيم المغربي بلغ هذا المستوى بناء على عمل تحضيري استغرق حوالي ثمانية أشهر من الاشتغال، تحت إشراف وتواصل مستمر مع الفيفا ومجلس البورد العالمي، عقدت خلالها 56 محطة، همت كل واحدة منها مكون من المكونات التنظيمية للـ «فار»، وتم خلالها الانضباط لدفتر التحملات من طرف الجامعة، لأنه لا يمكن لأي اتحاد كروي أن يطبق هذه التقنية بشكل انفرداي، بل يتعين عليه الاستجابة للعديد من الشروط والمتطلبات، التي يفرضها كناش تحملات، يعقبه إذن مكتوب من الفيفا.
ورغم هذا التقدم المسجل في هذا الباب، إلا أن مصدرنا أكد على أن الحكام المغاربة مازالوا في حاجة إلى مجهود في ما يتعلق بالتعامل المثالي مع هذه التقنية الجديدة، إذ ينبغي تنقية فضاء الاستماع، لأن الحكام يتحدثون أحيانا في نفس الوقت وبشكل جماعي، الأمر الذي يؤثر على اتخاذ القرارات، حيث تصل المعلومة بشكل مشوش، كما أن الحكم، وهو يتحرك لا ينقل المعلومة بشكل جيد، الأمر الذي تكون من نتائجه قرارات عكسية في بعض الأحيان.
واعتبر مصدرنا أن اللجنة المركزية للتحكيم ومديرية التحكيم تقوم بعمل مضاعف في هذا الباب، من خلال تنبيه الحكام إلى ضرورة التعامل الجيد مع وسائل الاتصال، وأن تحرص على إيصال المعلومة المناسبة في الوقت المناسب.
ولفت مصدرنا إلى أن تواجد بعض الحكام الدوليين المشهورين في غرفة الفار، قد يكون عاملا مؤثرا على قرارات حكم وسط الميدان، لاسيما إذا كان حكم الساحة شابا، لأنه، ومن منطلق التراتبية، يجد نفسه تابعا لغرفة الفار، والحال يقتضي العكس، لأن تقنية الفيديو هي عنصر مساعد ومكمل فقط.
وألمح المصدر ذاته إلى أن التحكيم المغربي في عمومه قطع أشواطا مهمة، وأصبح حضوره وازنا على الساحة الدولية، رغم أنه سيكتفي في مونديال قطر بالتواجد على مستوى تقنية الفيديو، من خلال حضور الحكمين رضوان جيد وعادل روزاق، اللذين يعدان الأكبر سنا بين الحكام المغاربة (44 سنة).
واعتبر مصرنا أنهما كان يستحقان التواجد ضمن حكام الساحة، لكن اللوبيات داخل الكاف، والتي يحركها بعض الجيران من خلال تقارير مفبركة، جعلتهما يخرجان من الساحة ويكفيان بالإشراف على «الفار».


الكاتب : إبراهيم العماري

  

بتاريخ : 28/09/2022