كشفت مصادر محلية أن شخصا قد فُقد مساء الاثنين 08 شتنبر الجاري بجماعة امكدال بإقليم الحوز، جراء الفيضانات التي شهدتها المنطقة بسبب الزخات المطرية التي تهاطلت عليها.
وحسب المعلومات التي أفضت بها المصادر، فالأمر يتعلق براعي غنم كان في طريق عودته، عندما فاجأته السيول المتدفقة بوادي ” تزكي” التي جرفته قوتها. ودشن السكان عمليات بحث عن المفقود، دون نتيجة مساء الاثنين، لتتوقف بسبب المخاطر التي تشكلها السيول، لتستأنف في صباح الثلاثاء.
وعرفت مناطق مختلفة بإقليم الحوز فيضانات كبيرة، أحدثت خسائر مادية مهمة، وتسببت في توقف حركة السير في عدد من الطرق والمسالك. ونقلت مقاطع فيديو صوَّرها السكان مشاهد عدة سيارات خاصة تجرفها مساه الفيضانات. وتحدثت عدة مصادر عن أضرار مهمة في المحاصيل الفلاحية.
وتتزامن هذه الفيضانات مع الذكرى الثانية لزلزال الحوز، ودفعت إلى الواجهة مرة أخرى الهشاشة التي تعانيها ساكنة المنطقة، في ظل المخاطر الطبيعية التي تحيط بها، وفي مقدمتها تردد الفيضانات وانجرافات التربة .
و تزيد الفيضانات من حدة آثار الهشاشة بالمنطقة التي تعمقت مع تداعيات زلزال 08 شتنبر 2023، في شروط يحددها ضعف قدرات السكان، ومواجهتهم معركة إعادة تأهيل مساكنهم التي دمرتها الكارثة، ناهيك عن الضعف الواضح في البنيات التحتية والخدمات المقدمة للسكان. وتجد الأسر نفسها عاجزة عن مواجهة هذه الطوارئ المناخية و الطبيعية، في سياق اجتماعي محكوم بندرة الموارد التي تسمح لها بالوقوف في وجه هذه الكوارث.
و سواء كان الأمر يتعلق بالزلزال أو بالفيضانات، فالسكان يعتبرون ذلك مجرد عامل لتعرية الحقيقة التي تعيشها الأسر بهذه المناطق الموسومة بطابعها الجبلي، من تهميش جعلها خارج رهانات التنمية، وهو ما يدفع إلى الواجهة مطالب العدالة المجالية.
وفي سياق إيصال صوت الساكنة والتحسيس بالظلم الذي طالها، نظمت التنسيقية الوطنية لمتضرري زلزال الحوز، التي تضم عدة جمعيات مدنية عاملة بالميدان بهذه المناطق، وقفة احتجاجية أمام البرلمان بالرباط، لكشف الواقع الحقيقي الذي يعيشه السكان بالمناطق المتضررة، ومعاناتهم، مطالبين بـإنصاف المتضررين المقصيين من دعم إعادة الإعمار
وتشكيل لجنة تقصي الحقائق، حيث انتقد المحتجون التسويق الإعلامي الذي تنهجه الحكومة والذي يحول مأساة الساكنة إلى مجرد أرقام.
ويشكك المحتجون في الأرقام الرسمية التي قدمت في الذكرى الثانية للزلزال حول حصيلة عملية إعادة الإعمار، و يصفونها بأنها غير صحيحة، و الميدان يكذبها. و بخصوص الإزالة التامة للخيام التي أعلنت عنها عمالة الحوز، تؤكد التنسيقية بقاء 11 ألف خيمة تقيم فيها أسر حرمت من دعم إعادة بناء مساكنهم، عدد منها يوجد في دواوير نائية بمرتفعات يصعب الوصول إليها، مضيفة أن الأسر المقصية راسلت مختلف الجهات وخاضت احتجاجات وقدمت شكايات و تظلمات طيلة سنتين، قوبلت بالتجاهل من قبل الجهات الرسمية.