الشاعر الكبير سامي مهدي في ذمة الخلود

توفي الشاعر العراقي الكبير سامي مهدي بعد معاناة مع المرض عن عمر ناهز الثانية والثمانين، ويعد من أبرز شعراء العربية المعاصرين وتميز بين مجايليه بتجربة حداثية فريدة تنم عن وعي شعري متقدم وبراعة لغوية ورؤية فلسفية عميقة.
كان وحده لم تشغله مغريات الدنيا عن مشروعه الشعري ولم يفكر بتكريم أو بجائزة أو شهرة أو جاه أو شهادة تقديرية ، مخلص للشعر وقد صدر له أكثر من عشرين مجموعة شعرية، والعديد من المؤلفات في النقد الأدبي والترجمة وحظيت أعماله الشعرية باهتمام النقاد والدارسين، فكتبت عن تجربته أطاريح جامعية ودراسات نقدية مكثفة من قبل كبار النقاد العرب كونه اشتغل بدأب كي يصل بالقصيدة إلى أعلى وأحدث ما وصلت إليه القصيدة الحديثة في العالم، بتقنياتها وإنجازاتها الفنية.
ولا مبالغة أنه نجح في كتابة قصيدة مختلفة عن قصيدة الرواد، وأكثر حداثة منها، حيث أن قصائده تخلصت من بقايا الخطابية، والغنائية والرؤية الرومانسية للحياة، وتخلصت أو كادت من الشعاراتية، واستخدمت الرموز والأساطير بطريقة مختلفة، وتجنبت الاستطرادات الجانبية، وما فيها من تطويل وتفريع، وأسست لبلاغة جديدة غير البلاغة التقليدية، وحاول الشاعر الكتابة بلغة جديدة، انفتحت على الفنون الأخرى، من قصة ومسرح ورسم وتصوير وسينما وغيرها، وتفاعلت نصوصه معها واستفادت من تقنياتها، دون أن تقطع صلتها بالعالم الخارجي، فكانت بوجه عام تجربة ذات رؤى أعمق وأغنى، وأبعد أفقاً، وأكثر حداثة .


بتاريخ : 03/09/2022