(و.م. ع)
يجيب الشاعر سامح درويش، رئيس نادي (هايكو موروكو) وعضو اتحاد كتاب المغرب وبيت الشعر بالمغرب، في حديث مع وكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش مشاركته في الدورة ال26 للمعرض الدولي للنشر والكتاب المقامة حاليا بالدار البيضاء، على خمسة أسئلة عن التجربة المغربية والعربية في كتابة شعر الهايكو باعتباره شكلا أدبيا يابانيا خالصا يقوم على الاختزال والتكثيف في العبارة.
o يعرف الهايكو بوصفه شكلا يابانيا خالصا من الشعر، وأثير الكثير من الجدل بخصوص جدوى استنساخه بلغات أخرى، هل يمكن الحديث اليوم عن هايكو مغربي وعربي قائم الذات؟
n أعتبر أن الجدل الذي يثار بخصوص كتابة الهايكو بلغات أخرى بما فيها اللغة العربية، طبيعي جد مثله مثل أي جدل رافق في السابق دخول أشكال أدبية وفنية جديدة حينما وفدت إلى العربية عبر عمليات مثاقفة مع ثقافات أخرى. الأمر نفسه حصل مع شعر التفعيلة والنثر والرواية وأشكال أخرى. وبالتالي، فاعتبار شعر الهايكو، في البداية، دخيلا على الثقافة العربية أمر طبيعي بالنسبة لنا. لكننا نؤكد على أن الفن رسالة عالمية تهم كل ما هو إنساني، والهايكو شكل فني إنساني كما هو الشأن بالنسبة للفنون الأخرى. في الواقع، هذا الجدل يقوي تجربتنا.
o أسستم في فبراير 2019 ناديا مغربيا تحت اسم (نادي هايكو موروكو)، ماذا تحقق خلال السنة الأولى من عمر النادي؟
n تم تأسيس (نادي هايكو موروكو) على يد مجموعة من الشعراء والباحثين المهتمين بهذا النوع من الشعر. ونسعى لجعله إطارا يساهم إلى جانب باقي الإطارات الثقافية في الفعل الثقافي ليرتقي بهذا الفن الشعري ويؤطره في الوقت نفسه.
اليوم مرت سنة كاملة على تأسيس النادي، وكان أول نشاط كبير ننظمه هو «ملتقى هايكو البحر» في مدينتي العرائش وأصيلة، شارك فيه منخرطو النادي والمهتمون بهذا الشكل الشعري. ونعتزم تنظيم أنشطة أخرى وطنية بما في ذلك النسخة الثانية للمهرجان الوطني لشعر الهايكو بإفران، وهو المهرجان الذي ننظمه بتنسيق مع بيت الشعر بالمغرب الذي احتضن أول تجربة لهذه التظاهرة حتى قبل تأسيس (نادي هايكو موروكو).
o تشاركون بشكل نشط في ملتقيات دولية حول شعر الهايكو، هل يتعلق الأمر بدبلوماسية ثقافية موازية للتقريب بين الثقافتين اليابانية والعربية؟
n في واقع الأمر، الفنون تتسم بالضرورة بطابع الدبلوماسية الثقافية، وإلا ستبقى ناقصة. وشعر الهايكو يمثل تجربة شعرية تسهل ربط ووضع الشعرية المغربية والشعرية العربية في الصورة في مقابل شعريات في ثقافات أخرى. شعر الهايكو لا يقتصر على نفسه في ضمان إشعاع التجربة الثقافية العربية، لكنه يسعى أيضا لإظهار التجربة الشعرية العربية ككل بمختلف تلاوينها.
أعتبر أن تفاعل تجربة الهايكو في المغرب مع نظيراتها في العالم أمر إيجابي باعتبار ذلك يمكن من ربط أواصر التواصل مع هاته الشعريات والثقافات الأخرى والتلاقح معها.
o وقع الاختيار على المغرب ليحتضن سنة 2021 (ندوة الهايكو العالمية) التي تنظم كل سنتين. ما تعليقكم على هذا الاختيار، لاسيما وأن المملكة هي أول بلد عربي يحظى باحتضان هذه التظاهرة؟
n إنه لشرف كبير جدا أن يحتضن المغرب ندوة عالمية من عيار (ندوة الهايكو العالمية) التي تنظمها (جمعية هايكو العالم) التي يوجد مقرها بطوكيو. نعتبر هذا الاختيار أمرا إيجابيا جدا، لأنه يشكل مناسبة لتكريس دور الشعر في تعزيز الدبلوماسية الثقافية، وهو أيضا اعتراف بتجربة الهايكو العربي الذي هو آخذ في التشكل ويشكل جزء من الشعرية العربية. إن احتضان المغرب ل(ندوة الهايكو العالمية) مناسبة يجب أن نستثمرها جيدا للتعريف بالشعرية المغربية والمنجز الشعري العربي بصفة عامة.
o كلمة أخيرة عن شعر (الهايكو) ، ومقطع مما كتبت فيه؟
n الهايكو سقف جمالي إنساني يكتب بكل لغات العالم، فلماذا لا نكون أيضا حاضرين إلى جانب باقي اللغات والثقافات من أجل تقديم لغتنا العربية ومنجزها الشعري للعالم؟
وأختار مقطعين من ديواني الأخير «عصافير تحلق في الأعماق»:
«النافورة
يا للمكيدة
لتعذيب الماء».
–
«يحز في النفس
أن تبيت في البرد،
أيها القمر»