عن دار مقاربات للنشر، صدر للشاعر مصطفى ملح ديوان جديد بعنوان « لا أوبخ أحدا» بغلاف من انجاز الفنان محمد حافظي.
عن الديوان وصاحبه كتب الناقد أحمد بلحاج آية وارهام :» لم يأتِ الأستاذ الشاعر مصطفى ملح إلى الشعر من باب التطفل ـ كما فعل ويفعل الكثيرون. وإنما أتى إليه من باب العلم به، ومكابدة مضايقه.. لقد كان قدماء الإغريق يشترطون على من يروم التكلم بهذه اللغة أن يقدر على التكلم بلغة الناس أولا. وهذا هو ما صنعه الشاعر مصطفى ملح فقد أتقن لغة الآلهة حين تكلم لغة الناس».
كما نقرأ للشاعر عبد اللطيف الوراري على ظهر الغلاف: «يواصل الشاعر مصطفى ملح تطوير منجزه الإبداعي من خلال ديوانه «لا أوبّــخُ أحداً»؛ إذ يضمُّ ما عُرف به من شفافية اللغة وأولوية الإيقاع إلى إمكانات الحلم والفنتازيا والأليغوريا. بإيجاز، ليس الديوان عملًا جديدًا يُضاف إلى مسيرة هذا الشاعر المجدّد وحسب، بل هو كذلك منجز نصي وإبداعي يستحقّ أن ينتمي إلى روح الشعرية المغربية.» فيما أكد الناقد مصطفى الشليح أن الشاعر مصطفى ملح « يحتفل باللّغة الشعريّة احتفالَ متملّك أسرار صناعتها، متخفّفا من غلوائها، ومن صرامة المعجم فيها.. إنّ تجربة مصطفى ملح ذات الأناقة العميقة حريةٌ بالتنويه النقديِّ، وديوان شعر خليقٌ بالنشر أنْ يسعفه ليتعرّف إلى لذاذة الجمال وهو يتنعَّمُ باستصحابٍ قرائيٍّ لشاعر ارتأى كتابة محبةٍ لا توبِّخُ أحداً..
من نص :» تمرين ضدّ الكراهية» نقرأ:
أُسامِحُ النَّجّارَ؛
ذَلِكَ الذي سَيَصْنَعُ التّابوتَ خاصَّتي،
ويُلْقي زَهْرَتي داخِلَهُ!
أُسامِحُ اليَدَ التي لَمْ تُبْقِني في رَحِمِ البَرْزَخِ إلاّ تِسْعَةً،
وأَدْخَلَتْني عُنْوَةً مِنْ ثُقْبِ إِبْرَةٍ نُسَمّيها الحَياةْ!
أُسامِحُ البِنْتَ التي صارَتْ يَمامَةً،
ولَمْ تَتْرُكْ بَريداً في حَقيبَتي،
وعُنْواناً بِدَفْتَرِ الرِّياحْ!
أُسامِحُ الرَّصاصَةَ التي مَشَتْ في بَدَني،
وحينَ غادَرَتْ، قُبَيْلَ مَصْرَعي، لَمْ تَعْتَذِرْ!