الشاعر والمترجم نورالدين الدامون يغادرنا للقاء « من يشرقون موتا »

انتقل إلى عفو الله ورحمته مساء أول أمس الثلاثاء 25 مارس 2025 الشاعر والمترجم المغربي نور الدين الدامون.
وبهذه المناسبة الحزينة، يتقدم القسم الثقافي بجريدة الاتحاد الاشتراكي بخالص العزاء وصادق المواساة لأسرة الفقيد، داعا الله تعالى أن يشمله بواسع رحمته ومغفرته.
كان المرحوم الدامون من أبرز الشخصيات الأدبية في مدينة القصر الكبير، حيث ترك بصمة واضحة في عالم الشعر والترجمة. وقد نعاه بيت الشعر في المغرب كما نعته صفحة بوابة القصر الكبير معتبرة أن الراحل ” لم يكن مجرد شاعر، بل كان صوتًا مميزًا يعبر عن مشاعر وأفكار جيل كامل. من خلال أعماله، استطاع أن يجسد الثقافة المغربية ويعبر عن قضايا المجتمع بعمق وصدق.”
بدوره كتب الناقد عبد السلام دخان عن رحيل الفقيد أن “المشهد الشعري المغربي فقد أحد اصواته العميقة والنادرة، برحيل الشاعر والمترجم نور الدين الدامون، الذي غادرنا تاركا خلفه إرثا شعريا نابضا بالحياة، وبصمة لا تُمحى في نسيج الحداثة الأدبية. كان الفقيد نور الدين الدامون المنتمي إلى تربة القصر الكبير شاعرا رفيعا، و كائنا مسكونا بأسئلة الكون، متجولا بين عوالم المعنى، منقّبا عن أسرار اللغة في تخومها القصية. منذ ديوانه الأول “الوقوف بين الأسماء”، ثم “يشرقون موتا”، وصولا إلى “كم الساعة في الكون؟” و”صبحنا خطوة بين خوفين”، ظل صوته الشعري متفرّدا، يحمل شغف البحث، ويجسّد رؤية شاعر لا يهادن اللغة، ينحتها لتضيء زوايا الوجود. كانت رحلته الإبداعية مرتبطة بعوالم الشعر في أفقه الإنساني، وبالترجمة التي خاض مغامرتها بشغف العاشق، باحثا عن صوت آخر يجاور صوته، فكان من أوائل من مدّوا جسور التلاقح بين الشعر المغربي والإسباني، عبر أعماله الرائدة، وعلى رأسها ترجمته لـ”الواقع والرغبة”، لأحد أبرز أعمال لويس سيرنودا، شاعر جيل ما قبل الحرب الأهلية الإسبانية. كما ساهم في نقل روح الشعر الفرنسي إلى العربية، عبر أنطولوجياته القيمة، مثل أنطولوجيا الشعر الفرنسي للقرن العشرين. بقي الدامون وفيا لمسيرته، شاعرا ومترجما، قارئا نهما للأدب الكوني، ومسكونا بهاجس الأسئلة. وقد حظي بتكريم يليق بمقامه الإبداعي من قبل رابطة الإبداع الثقافي بالقصر الكبير، تقديرا لإسهاماته في تجديد القصيدة العربية وإثراء الترجمة الأدبية”.

صدر للشاعر الراحل، الذي بدأ النشر في سبعينيات القرن الماضي:
“الوقوف بين الأسماء” (1999) و”يشرقون موتا” (2010) و”كم الساعة في الكون؟” (2011)، “صبحنا خطوة بين خوفين” (2013).
وإلى جانب الانشغال بالشعر وكتابته، عرف عنه اهتمامه وقراءته وترجمته للشعر الإسباني، خاصة للشاعر الإسباني الكبير لويس سيرنودا ولأنطولوجية الشعر الإسباني الموسومة بـ “لم ينزل الملاك بعد” (2011).
وقد صدر له في هذا المجال: أنطولوجيا الشعر الفرنسي للقرن العشرين عن دار الناية ـ بيروت 2013.، “الواقع والرغبة ” لويس سيرندا 2010.


بتاريخ : 27/03/2025